حمدي رزق | الاربعاء ١٩ مارس ٢٠١٤ -
١٢:
١٠ ص +02:00 EET
حمدين صباحي
هذا ليس جيدًا ولا محتملًا، لم يبق مرشح رئاسى محتمل سوى حمدين صباحى، الانسحابات تتوالى صاخبة حتى قبل ترشيح المشير، المرشحون يتخارجون تحت حجج واهية لا تقنع صغيرًا، الفريق عنان انسحب وطنيًا، حب الوطن فرض عليا، وخالد على انسحب مسرحيًا ثوريًا، لن يشارك فى هذه المسرحية، صفصفت على حمدين!
بقاء حمدين مرشحًا محتملاً يحسب فى ميزان حسناته السياسية، حتى وإن كان السباق محسومًا، يكفيه شرف الترشح رئاسياً، كما أن تطلّع حمدين للفوز وبجسارة يحسد عليها يضيف إلى رصيده أصواتا مضاعفة، وتحرشه سياسيًا بالمشير قبل الأكل وبعده مهضوم، فقط ممنوع الضرب تحت الحزام.
لا أتوقع مزيدًا من المرشحين، ماذا لو انسحب حمدين فى تلكيكة سياسية، أو ثغرة قانونية، أو هفوة دعائية، أو ضغطة داخلية أو خارجية، الكل مضغوط ضغطة مهببة، يا نهااااار، تبقى كملت، المشير مرشحًا وحيدًا، هذا سيناريو سيئ كما سيناريو شفيق ومرسى، كتب علينا أن نختار بين السيئ والأسوأ، لطفك يا كريم.
السيسى سيعانى صقيعًا سياسيًا رغم أنفاس الجماهير الحارة، سيحصد مقعدًا فى سباق لا يؤمه غيره، إذن عليه من الآن أن يواجه الرياح الغربية العاتية التى ستهب من الغرب، الغرب لا يسر القلب، لن يرضى عنك الأمريكان حتى تتبع قواعد لعبتهم، كيف ترضى واشنطن وتوابعها عن سباق بلا متسابقين، حتى لو رضى عنه المصريون أجمعين ماعدا الإخوان والتابعين، واشنطن قبلت السباق على مضض، قبلت السيسى على مضض، لا تهضمه، ستجد فى خلو السباق من منافسين حقيقيين شماعة جاهزة لتعليق خيبتها فى حكم الإخوان.
هل توقع ذو عقل بصير فى معسكر المشير انسحاب حمدين؟ هل تمت دراسة احتمالات انسحابه المفاجئ، قد يصيب السباق بالسكتة القلبية، هل جرى حساب الآثار السياسية الخطيرة لانسحاب آخر المرشحين، صحيح قانون الانتخابات الرئاسية تحسّب لهذه الحالة الشاذة سياسيا، واشترط أن يحصل المرشح الوحيد على 5 فى المائة من إجمالى أصوات الناخبين المقيدين، يقينا الـ5 فى المائة ليست مشكلة، المشير سيحصد تسعين، المشكلة ما بعد التسعين، هل نتحمل مغبة انتخابات المرشح الوحيد، هل تهضم النخب السياسية لاحقا سيناريو ثارت عليه سابقا، عدنا لانتخابات وان مان شو، يا له من سيناريو كئيب؟
حمدين لن يصمد طويلا أمام حملة تقطيع الهدوم، قد يعطب فى منتصف الطريق، حمدين قد يخضع لاعتبارات وحسابات وضغوطات، قد يتخارج إذ فجأة من خارطة الطريق، أخشى أن أدعو لاعتبار حمدين محمية رئاسية طبيعية، وتهيئة السبل كل السبل لإغراء آخرين على الترشيح، تحديدا إزالة الحواجز القانونية من طريق المرشحين، تحديدا مادة التحصين، عجباً يحصنون نتيجة انتخابات ليس فيها مرشحون يطعنون!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع