علي سالم | الخميس ٢٠ مارس ٢٠١٤ -
٣٣:
٠٤ ص +02:00 EET
علي سالم
أحاول اليوم أن ألخص لك بدقة - على حد فهمي - مفردات تلك المعركة الدائرة الآن في مصر حول قانون الانتخابات الجديد، عدد كبير من أساتذة القانون الدستوري يتهمونه بأنه ضد الدستور، وعدد آخر كبير من نفس التخصص يدافعون عنه بوصفه دستوريا مائة في المائة. وفي تلخيصي لما فهمته، ربما أكون غامضا بعض الشيء، ولكن ذلك الغموض ليس نابعا من فهمي، بل من طبيعة الحوار بين الطرفين وهو ما دفعني لاستخدام نوع صعب من اللغة العربية، كانت الناس تفهمه بوضوح منذ عدة قرون، غير أني على ثقة أن عددا كبيرا من قرائي سيفهمون بسهولة ما خرجت به أنا من المقالات وبرامج التلفزيون الحوارية حول الموضوع.
في إطار المحاولات الكثيرة للتعرف على المفاكيس المتدعشرة، والتي هي منعكسة أساسا عن حشيكسات دستورية صارمة حتى لو رفضها البعض، نستطيع أن نقول إننا أهملنا طويلا الاهتمام بالفشيخعات القانونية الأصيلة واهتممنا فقط بالفشخعة الظاهرية، ناسين أن الحندليس لا يعطي ثماره للمتفعكسين ولا للمتفلسعين حتى لو حسنت نياتهم. هناك متدعشرات قانونية ودستورية كثيرة تحشرفت وتفسفست في الشهور الأخيرة، وكان من الممكن تفاديها بقليل من الحشفطة أو حتى مجرد مراعاة الحشرجيس (تكتب بالصاد أحيانا)، الذي لا يتطلب منا جهدا خارقا لفهمه، وإن كان يستلزم بالطبع التمسك بالفشيخعات المرحلية الانتقالية والابتعاد بالتدريج عن الفنكيش الصاخب.
إنني لا أعترض على السايكفور الذي يغلف كل مواد الدستور تقريبا، لا أعترض عليه كما أني لا أشجع عليه، لأن المحك الرئيسي هنا هو الخيرزاع الخالي من الهيكهيع. ولكن مهما كانت صعوبة ذلك وخصوصا أن هناك نحو ثلاثمائة وخمسين ألف لجنة انتخابية، والطعن فيها أمر وارد، وهو ما يجعل الوصول إلى أحكام نهائية يتطلب مرور ثلاثمائة عام، وهو ما يحتم صدور قرار جمهوري يلغي القرار السابق، لا بد أن نكون على يقين أننا بغير الحندسوغ، سنفقد طريقنا إلى الفرختيس، بل الأخطر من ذلك كله أننا سنعجز عن الوصول للجعاضيض، الأمر الذي يجب أن ننزعج له بشدة.
نأتي الآن للنقطة التي يخشى رجال القانون الاقتراب منها وهي: هل نواصل السير في طريق الحيشبوس، أم نتوقف عند حدود الزباعة؟
ورأيي هو: لا الحيشبوس ولا الزباعة قادرتان على إخراجنا من دائرة الهيكعوس. إنها للأسف مجرد محاولات عشوائية لا أعتقد أنها ستنجح ما لم نتحلَّ بقدر من العشكفين لا أظن أنه متاح لبشر.
معاني الكلمات الصعبة:
الفشيخعات هي جمع فشيخعة والفشيخعة هي مفرد الفشيخعات - الحشنكوص هي نفسها الحشنكوس وهي ثمرة شجرة الحندليس عندما تقطف قبل نضجها، والمعنى المقصود هو عدم التسرع في جني ثمار الثورة - المتفعكسين أو المتفعكسون هم أصحاب الفلسعات وهي جمع فلسعة والفلسعة تعني العجز عن مواجهة الحاضر والتعامل مع مشكلاته ومعطياته والهروب من ذلك - فلسع يعني هرب بعيدا أما الفليسع فهو رضيع الفليسوع.
أعتقد أنك الآن أكثر فهما للموضوع.
نقلا عن الشرق الاوسط
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع