تناول الكاتب والباحث سليمان شفيق الأزمة الأوكرانية، خلال مقال له نشرته جريدة "اليوم السابع" تحت عنوان "الصراع الروسي الأوكراني.. إحياء للحرب الباردة انطلاقا من القرم.. الروس يحاولون قطع الطريق على أوكرانيا في إقامة تحالف ضد الروس من أجل زعامة الشرق"، وتساءل شفيق هل تقع روسيا فى الفخ بعد أن أجرت استفتاء على استقلال أو انفصال القرم عن أوكرانيا؟ أم أنه أمر طبيعي وفق نظرية "الفنلندة" التي تفيد بأن المناطق الواقعة بين قوى عظمى، لا تمتلك حرية قرارها؟
 

وأوضح شفيق أنه إذا أردنا فهم ما يحدث بين روسيا وأوكرانيا بعمق، علينا أن نتوقف أمام تاريخ ذلك الصراع وتأسيسه وأسبابه، مشيرًا إلى أن الصراع الروسي الأوكراني الحالي لم يكون هو الأول ولن يكون الأخير. 
 

وأورد شفيق تاريخ هذا الصراع من بدايات القرن التاسع حيث اختارت روسيا اختارت المذهب الأرثوذكسي، وأوكرانيا انتمت للكاثوليكية.

وأضاف أنه بعد الحرب العالمية الثانية انضمت أوكرانيا 1945 للأمم المتحدة، وظلت حتى انهيار الاتحاد السوفيتي 1991، هي ثاني مكون للاتحاد السوفيتي. 

وأشار شفيق إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد يتقدم على رقعة شطرنج الاتحاد السوفيتي السابق، وهو لا يحتاج في الواقع إلى اتفاقيات أو بروتوكولات أو بيروقراطية لتوجيه دباباته وجنوده إلى ساحة المعركة.
 

وأكد أن التساؤل عن هل ما يشهده العالم اليوم هو "حرب عالمية جديدة"، أم آخر أيام لأوكرانيا الموحدة؟ وهل سنشهد ولادة أوكرانيتين شرقية وغربية أم أوكرانيا غربية وروسيا أكبر؟ هو سابق لأوانه موضحا أن رئيسة الاتحاد الروسي، أكدت أن قرار التدخل العسكري لم يُعتمد بعد، ولكنه وارد في انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع الأمنية لدى حليفتها التاريخية. 
 

وأضاف: أنه وعلى أرض الواقع، فإن الحرب التي أعلنت على السلطات الأوكرانية ما زالت تعد ضمن "التهويش" وأنه من المبالغة القول إن روسيا مقبلة على مغامرة عسكرية في الشرق الروسي من خلال تحريك بعض القوات في شبه جزيرة القرم.