الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com
في افتتاحية عدد هام من مجلة " الرسالة الجديدة " كتب يوسف السباعي بعنوان " لكي نحصل على الحب .. والتسامح .. والفهم المتبادل .. مطلوب من الرئيس جمال عبد الناصر .. أن يمد يده بمليون جنيه .. ومرسوم بمجلس الإنتاج الذهني .. "
قال يوسف السباعي في كلمته أن مرحلة من كفاحنا قد انتهت ومرحلة جديدة على وشك أن تبدأ .. هاتوا أيديكم .. وخدوا أيدينا .. وتعالوا نبني وطننا من جديد .. بالحب .. والتسامح .. والفهم المتبادل .. هذه الكلمات ليست كلمات يوسف السباعي ولكنها كلمات عبد الناصر يوم توقيع اتفاقية الجلاء الإنجليزي عن مصر .. وقال يوسف أن هذه الفقرة استوقفته .. فقد وجدها تعبر ببساطة عن أجمل نتائج الجلاء .. التعاون والبناء والحب والتسامح والفهم المتبادل .. لقد مد الرئيس يده .. ومطلوب منا أن نمد أيدينا لنتكاتف جميعاً لبناء وطننا من جديد بوسائل جديدة ويصل يوسف في نهاية مقاله إلى سؤال : كيف نصل إلى هذه النتائج ؟
ويختتم يوسف السباعي مقاله قائلاً : كل ما أرجو من الرئيس جمال هو أن يمد يده .. أن يضع فيها مليوناً من الجنيهات .. ومرسوماً بإنشاء مجلس للثقافة والفنون .. أو مجلس للإنتاج الذهني على نمط مجلس الإنتاج المادي .. لكي يضع وينفذ مشروع خمس سنوات للوصول خلالها بالفنون والثقافة إلى ما يليق بوطننا الجديد ..وإلى ما يملأ نفوسنا بخلق الحب والتسامح والفهم المتبادل اللازم لبناء هذا الوطن .
هذا ما كتبه السباعي في افتتاحية العدد ..وعندما جاء وقت إعداد الإعلان عن العدد .. وجد أن يقتصر الإعلان على هذه العبارة " يوسف السباعي يطالب جمال عبد الناصر بمليون جنيه .. " إقرأ العدد الجديد من الرسالة الجديدة .. وبهذا الإعلان المثير ـ وهو يمثل حقيقة ـ جعل هذا العدد من المجلة ينفذ عن آخره ، وأيضاً اللقاء بين عبد الناصر والسباعي .. والحوار الذي جرى .. كان من نتيجته مولد " المجلس الأعلى للفنون والآداب " بعد خمسة أشهر فقط من هذا الإعلان المثير .."..
أحببت التوقف عند تلك الحكاية لما تحمل من وعي إعلامي يتحرك بقوة في اتجاه دعم وتفعيل دور الثقافة ، وصولاً لإنجاز إنشاء "المجلس الأعلى للثقافة" ، والأن لو نحصي إنجازات المجلس عبر لجانه وتشكيلاته ودوره لأدركنا أننا أمام صرح تنويري هام ، ولو توقفنا لتقييم لجنة واحدة كلجنة الترجمه وإنجازاتها الرائعة في نقل المعارف والثقافات من وإلى العالم لأدركنا روعة الإعلام ووسائله وتواصله مع السلطة الحاكمة عندما يصيب قلب الهدف ..
ولعلنا بنظرة سريعة على واقع التحرك الإعلامي الحالي ، لأدركنا خطورة حالة الارتباك الإعلامي المخيبة لشعب قام بثورة وراها ثورة ، ولكن الإعلام في دنيا لوحده .. إعلام يقدم رموز مبارك بعد جليها بالورنيش الإعلامي ، وإعلام يقدم رموز إخوانية منشقة بعد ستين سنة عضوية ، فتعيد للمشاهد سيرة الإخوان الأوائل بوصلات من المديح والفخار ، ووسائل أخرى تبادر باستضافة أصحاب مبادرات الوكسة المسماة بمبادرات التصالح مع قوى الإرهاب الغاشم والبشع ، وإعلام تفرغ للست صافينار على واحدة ونصف ، وليكي ربنا ياثورة مصر!!!