الأقباط متحدون - المرأة السامرية
أخر تحديث ٠٥:٠٤ | الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٤ | العدد ٣١٣٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

المرأة السامرية

بقلم نسيم عبيد عوض

لو عدنا الى قراءات الصوم الكبير فى كنيستناالقبطية سنجد ترتيبها كما يلى:
الاحد الاول: " لا تكنزوا لكم كنوزا على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون.بل اكنزوا لكم كنوزا فى السماء... لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضا... اطلبوا أولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. "مت 6: 19-34.

الاحد الثانى : ويسمى أحد التجربة " ليس بالخبز وحده يحيى الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله...مكتوب لا تجرب الرب الهك.. لأنه مكتوب للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد." مت 4: 1-11.

الاحد الثالث : الابن الضال صورة مثالية لعودة الضال وتوبته وفرح الآب السماوى بعودته وألباسه الحله الاولى اى رتبته الاولى على صورة الله ومثاله " لأن ابنى هذا كان مفقودا فوجد وكان ميتا (من الخطية) فعاش. لو15: 11-32.

وفى هذا الاحد الرابع والمسمى (أحد النصف) يقدم لنا الكتاب المقدس توبة حقيقية مثالية لأى خاطئ يقبل الى الله فيحييه من جديد.يو 4: 1-42.
وفصل انجيل المرأة السامرية وتوبتها وتوبة السامرة كلها يقرأ ثلاثة مرات فى السنة القبطية: 1- فى هذا الاحد – احد النصف – من الصوم الكبير (ليقدم للمؤمنين فى الصوم المقدس حالة توبة خالصة مثالية ) 2- فى الأحد الثالث للخمسين المقدسة اشارة الى ماء الحياة الابدية وعطية الروح القدس   3- فى يوم عيد حلول الروح القدس – فى صلاة السجدة – " الله روح والذين يسجدون لله يسجدون بالروح والحق"
من هم السامريين والسامرة؟
انقسم شعب بنى اسرائيل على يد رحبعام بن الملك سليمان الى دولتين واحدة فى الشمال وتشمل 10 أسباط ‘ من السامرة الى الجليل وعاصمتها السامرة وسميت بمملكة اسرائيل ‘ وبقى سبط يهوذا وسبط بنيامين فى أورشليم ‘وعلى يد  يربعام بن نباط ملك اسرائيل الذى أخطأ وجعل بنى اسرائيل وكل الملوك من بعده  يخطئون بعبادتهم للأصنام. وفعلوا الشر فى عينى الرب فغضب عليهم ‘ ويقول الكتاب" حتى نحى الرب اسرائيل من امامه كما تكلم عن يد جميع عبيده الانبياء . فسبى اسرائيل من ارضه الى اشور .."2ملو17: 23. وكان هذا السبى عام 722 ق.م . على يد الملك شلمناصر ملك اشور‘ وأتى ملك  اشور بشعوب من بابل ومن مدن أخرى واسكنهم فى مدن السامرة عوضا عن بنى اسرائيل فامتلكوا السامرة وسكنوا فى مدنها ‘ وبعد مرور 70 سنة على سبى شعب بنى اسرائيل ‘ سمح الرب بعودتهم وأمر كورش ملك فارس بإعادة السبى لأراضيهم ‘ ولكن ساكنى السامرة كانوا خليطامن شعوب الأرض الوثنيين ‘ ومنهم من تزوج من يهود ‘ وبعد ترتيب بناء أورشليم على يد عزرا ونحميا طلبوا ان ينضم لهم من هو يهودى فقط وغير متزوج من أممية والعكس ‘ فبقيت السامرة وحتى اليوم خارج الشعب اليهودى ولا يؤمنون الا بالتوراة فقط دون باقى الكتاب أو وصايا الله وفرائضه ‘ وأعتبرهم اليهود من الأمميين الذين إذا لمسهم أحد يتنجس. وعن علا قة اليهود وهوية السامريين عندهم ‘ قالوا للسيد المسيح " ألسنا قلنا حسنا انك سامرى وبك شيطان ." يو8: 48 .

لقاء بين الرب يسوع والمرأة السامرية:
 وبترتيب الهى دبر الرب ان يمر على السامرة ويصنع خلاصا لشعبها ويعيدها الى حظيرة يهوة المخلص ‘ وبالفعل فى نهاية اللقاء آمن شعب السامرة وقالوا للمرأة " أننا لسنا بعد بسبب كلامك نؤمن. لاننا قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم." يو4: 43.

 وهناك أنوار ساطعة فى هذا اللقاء دعونا نستمتع ببعض منها وتأمل فيها:
1- قول الرب للمرأة .. اعطينى لأشرب .. ونتذكر ان الرب وهو على خشبة الصليب كما ورد فى يو 19: 28 " وبعد هذا رأى يسوع أن كل شيئ قد كمل فلكى يتم الكتاب قال أنا عطشان."  وفى لقائه بالسامرية وبعد أن فتح الحديث معها – لأن اليهود لم يكونوا يتعاملون مع السامريين ومع أى امرأة عموما – وسألها إعطينى لأشرب ‘ ولأنه يقصد أنه عطشان الى خلاصها وخلاص السامرة والعالم كله ‘ وهوالذى طوب الجياع والعطاش الى بر الله . "طوبى للجياع والعطاش الى البر لأنهم يشبعون" مت 5: 6‘ ويقول لوارثى الملكوت "..لأنى عطشت فسقيتمونى."مت25: 35 ‘ ويقول أيضا "ومن سقى احد هؤلاء الصغار كأس ماء بارد فقط باسم تلميذ فالحق لكم انه لا يضيع أجره." مت10: 42‘ وأيضا يقول للتلاميذ " طعامى أن أعمل مشيئة الذى أرسلنى وأتمم عمله." يو4: 34.

2- قوله ... لو كنت تعلمين عطية الله.. يو4: 10 ‘ والسيد المسيح نفسه هو عطية الله ‘ أى الله الظاهر فى الجسد كقول النبوة " لأنه يولد لنا ولد - ونعطى - إبنا  وتكون الرئاسة على كتفيه..."اش 9: 6 ‘ وأيضا قول الكتاب " هكذا أحب الله العالم حتى بذل(عطية) إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية."يو3: 16.

3- فأعطاك ماء حيا.. الماء الحي هو إشارة الى الروح القدس ‘ونعمة الله للبشر ماء حيا ‘ لطبيعة الماء الذى يطهر الجسد ورمز الروح القدس الذى يطهر النفس من خطاياها‘ ويمنحنا السلام مع الله‘ كقول الرب" كل من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حي.قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعون أن يقبلوه .لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى ." يو7: 38‘ ويقول بفمه الطاهر " أنا هو الألف والياء .البداية والنهاية .أنا أعطى العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانا." رؤ21: 6‘ ويقول الله فى نبوة إرميا النبى" الحائدون عنى فى التراب يكتبون لأنهم تركوا الرب ينبوع المياة الحية.." إر17: 13. فالماء الحي هو ماء النعمة والخلاص ورمز لعمل الروح القدس السرائرى.  ويؤكد الرب " ومن يؤمن بى فلا يعطش ابدا." يو6: 35.
4- أجاب يسوع وقال لها " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا." ..  والماء الذى لا يروى الإنسان هو ماء العالم الذى نشرب منه ونظل عطشى ومتعطشون للمزيد ..وماء هذا العالم يقع فى 3 صور :  أ- محبة المال.. هو ماء مالح من يشرب منه يزداد عطشا ‘ والمحب لماله تجره قدماه الى كافة الشرور  ‘ وشرور العالم ما أكثرها ‘ وفى استعباد المال للإنسان نقمة شديدة وهو أصل كل الشرور ‘ ولكن فى حسن إستخدام المال كنعمة كبيرة من الله تزداد له العطايا.  ب- محبة العالم .. وهذا أيضا ماء مر  وعلقم  .. فأطماع العالم وملذاته وشهواته يطلب منها الإنسان المزيد ويلهث خلفها ولا يتوقف ‘ وليس فى العالم إلا شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظم المعيشة ‘ والعالم سيمضى وشهوته معه واما الذى يصنع مشيئة الله فيثبت الى الأبد .   ج- محبة الذات.. المحب لذاته انسان أنانى لنفسه ولإنسانيته وللمجتمع من حوله ‘ يسوده الكبرياء وأطماع الذات التى لا حدود لها ولذا يطلب منا الرب" من أراد أن يتبعنى فلينكر ذاته."

5- ولكن من يشرب من الماء الذى أعطيه أنا فلن يعطش الى الأبد. بل الماء الذى أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية... عندما إنفجر الجنب الطاهر المطعون بالحربة على الصليب فاض علينا ماء ودم ‘ الذى صار لنا طهرا وخلاصا ونعمة وحياة أبدية لكل من يتناول منه ‘ وفى سر التناول يضيف الأب الكاهن الماء الى عصير الكرم الذى هو دم المسيح ‘ لنرتوى من جنبه الحياة الأبدية ‘ والذين إعتمدوا بالماء والروح ‘ إغتسلوا بدمه وتطهروا بمائه ‘ وحصلوا على عربون الحياة الأبدية والرجاء السعيد. والماء الذى يعطيه السيد المسيح هو: 1- الإيمان – نعمة الإيمان – كقول الرب "من آمن بى تجرى من بطنه أنهار ماء حى تنبع لحياة أبدية ‘ فالإيمان هو ماء الحياة ‘ وهو عطية الله ‘ وبنعمة الإيمان أنتم مخلصون وهذا ليس منكم بل هو عطية الله.

2- المحبة .. المحبة ماء حي يروى النفس العطشانة ‘ ويشبع القلب السقيم ‘ ولأن المحبة هى الله والله محبة ‘ ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه.
3- الرجاء .. الرجاء  بالقيامة ومجيئ الرب يسوع ليحملنا معه للسموات هى ثالث الفضائل ‘ الإيمان والرجاء والمحبة ‘ الرجاء صخرة روحية تتحطم عليها كل ضيقات العالم وشدائده وشرور الحياة ..نترجى قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى.

وبصلوات القديسة المرأة السامرية نسأل الرب يسوع أن يعطينا دائما نعمته وبركته ,يمنحنا الإستحقاق للحياة الأبدية معه الذى هو ينبوع الماء الحي. آمين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter