كشفت إحصاءات أولية فشلاً ذريعاً للحكومة التركية فى فرض حظر على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، بعد أن تمكن المغردون من تجاوز الحظر بطرق تقنية مختلفة، بل وتحقيق زيادة فى عدد التغريدات اليومية، فيما دعا معارضون فى تركيا للتظاهر ضد حكومة رئيس الوزراء، رجب طيب أردوجان، الذى يخوض معركة ضد فضيحة فساد واسعة النطاق وصفها بأنها «مخطط انقلاب».

وبحسب أرقام مؤسسة «Brandwatch» لتحليل وسائل التواصل الاجتماعى، ارتفعت التغريدات التركية بنسبة بلغت ١٣٨% بالمقارنة مع عدد التغريدات الصادرة من تركيا قبل يوم من الحظر، الذى تم فرضه أمس الأول، كما أوضحت أرقام شركة «Sysomos» نجاح المستخدمين الأتراك فى إرسال أكثر من مليون تغريدة بعد ساعات من الحظر، أى أكثر من ١٧ ألف تغريدة بالدقيقة، فى حين أوضح موقع «Zete» التركى أن عدد التغريدات بلغ ٢.٤ مليون تغريدة فى الساعات الأولى من الحظر.

وتغلب المغردون الأتراك، الذين يفوق عددهم العشرة ملايين، على قرار الحكومة بعدة طرق، مثل الرسائل النصية والشبكات الافتراضية وبرنامج «تور» للتخفى. وانتقلت المعركة خارج تركيا، إذ انتشرت «هاشتاجات» مثل «#منع تويتر فى تركيا»، لتصبح من بين الأكثر عالمياً، كما ارتفع تداول مصطلحى «تويتر» و«تركيا» من ٢٠٠ مرة يومياً فى المتوسط على مدار الأسبوع إلى أكثر من ٨٠ ألف مرة يومى الخميس والجمعة الماضيين، بحسب ما ذكرته شبكة «سكاى نيوز عربية». وفى غضون ذلك، صدرت دعوات إلى التظاهر على شبكات التواصل الاجتماعى فى كبرى المدن التركية، أنقرة وإسطنبول وأزمير، التى تعارض بمجملها أردوجان، فى حين أكد حزب الشعب الجمهورى، أبرز أحزاب المعارضة، ونقابة المحامين فى تركيا، أنهما سيلجآن إلى القضاء لرفع الحظر على «تويتر»، بحسب ما نقله موقع «العربية. نت».

وبناء على أمر الحكومة التركية، كانت هيئة الاتصالات منعت، أمس الأول، متذرعة بشكاوى قضائية، الوصول إلى شبكة «تويتر» التى بثت محادثات هاتفية مسربة لأردوجان تتهمه بالتورط فى فضيحة فساد واسعة. وأثارت الخطوة موجة من الإدانات الدولية والداخلية، منها تلك التى وجهها الرئيس التركى عبدالله جول، مؤكداً اعتراضه على حجب «تويتر»، وذلك قبل نحو أسبوع من إجراء الانتخابات البلدية.

من ناحيته، قال بولنت أرينتش، نائب رئيس الحكومة التركية، إن «المسؤولين عن موقع تويتر، إذا قاموا بتنفيذ قرارات المحكمة، فإن الجهات المختصة ستقوم بإعادة تشغيله مرة ثانية».

وكانت الولايات المتحدة نددت بقرار حجب تويتر، واعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية أنه «يتعارض مع رغبة تركيا بأن تكون نموذجاً ديمقراطياً»، وذكر البيت الأبيض أن واشنطن أبلغت الحكومة التركية بـ«قلقها العميق»، فيما صدرت انتقادات مماثلة من الاتحاد الأوروبى والخارجية الفرنسية والحكومة الألمانية ومنظمة العفو الدولية.