الوطن | الأحد ٢٣ مارس ٢٠١٤ -
٠٦:
٠٦ م +02:00 EET
مازن حمزة
أين حقوق الإنسان؟ أين حقوق المواطنة؟ أين حقوق ذوي الإعاقة في مصر؟ أين حقوق الشهداء والمصابين؟ أين حقوق أهل سيناء والنوبة؟ أين حقوق المرأة والطفل"، تساؤلات عديدة رفعها ثائر حاول تلخيص مشكلات أمته في ستور عدة وعرضها من أعلى قمة جبلية في مصر عّله يتلقى إجابة.. مازن حمزة، ذلك الشاب الذي يجد ملاذه في مجابهة الصعاب ولا يشعر بنشوة النصر إلا عند قهر إعاقته.
لم ترهبه فكرة ربما انخلعت لها قلوب الأسوياء بمجرد مداعبتها لعقولهم، لم تعوقه قدماه الشليلتين عن إطلاق العنان لإرادته كي تسوقه ليصعد ذلك الجبل الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من 2000 متر فوق سطح البحر، "لما قررت أطلع جبل سانتكاترين كنت عايز أثبت للدنيا كلها إن المعاق يقدر يعمل كل حاجة وإن المجتمع هو اللي فاهم غلط"- وفقا له.
صورة الشهيد جابر جيكا المرسومة على قميصه وعدد من أصدقائه الذين تحمسوا لخوض المغامرة معه هي كل ما احتاجه مازن لينفذ تجربته، تارة ينطلق كالنحلة الدائبة في سبيل الصعود إلى القمة وأخرى يتوقف ليستعيد قواه التي يحفزها كلما مالت للخور، وبينهما يلجأ إلى جمل يخيفه بعد دقائق قليلة من الاستقرار على ظهره، تحفيز رفقاء رحلته وأغاني الثورة التي التي تملأه حماسا خففت عنه أعباء 8 ساعات من الشقاء حتى لحظة الوصول، يقول مازن: "الناس كلها كانت مستغربة ليه انا طالع المسافة ده كلها رغم ظروفي، ولما حطيت صور شباب الثورة على الجبل ورفعت اليفطة اللي كنت شايلها كان هدفي إني أعرف الناس كلها إن الثوار يقدروا يبتكروا حاجات كتير عشان يوصلوا صوتهم، والحكاية انتشرت جدا لغن كان في صحفي من جريدة إيطالية معانا وصورني".
رحلة الشاب العشريني مع الإعاقة بدأت في سن الرابعة، حرب تقوم تشارك فيها البلد التي شهدت مولده فتصل لعنتها إليه، "انا إتولدت في العراق وعشت أول كام سنة من عمري فيها، وانا عندي 4 سنين كان لازم أتطعم ضد شلل الإطفال لكن مكانش في تطعيمات بسبب حرب الخليج ومفيش كام شهر واكتشفوا أهلي إني إتصابت بالمرض"- كما قال.
الصعود إلى أعلى قمة جبلية في مصر لم تكن أولى مغامرات "معاق الثورة"، سبقها صعوده إلى أعلى أهرامات مصر، "سبب طلوعي لهرم خوفو إني كان لازم أخلق لنفسي حاجة مختلفة أعبر بيها عن ثوريتي، وكنت شايف إن نزول الميادين والهتافات مكانوش كفاية فقررت إني أعمل فاعليات وفي كل مرة أرفع شعار من شعارات الثورة عشان أوصله للناس كلها، ونفس الحكاية لما رحت قلعة قايتباي في إسكندرية".
ثوريته ضد حكم الإخوان كان لها طابع آخر، قرر أن يرتدي ثوب أجداده القدماء ويتوج مغامراته بإلقاء التحية على شريان الحياة "قررت انا ومجموعة كبيرة من الشباب إننا نعمل انتحار رمزي ونرمي نفسنا في النل عشان نقول إننا مش عايزينهم، والجديد إني كنت بهتف من تحت في النيل والناس من فوق بترد وراية وكل وسائل الإعلام صورتنا".
مشكلات ذويه من المعاقين لم تفقد حظها من اهتمامات الشاب المتمرد، نظم العديد من الوقفات الاحتجاجية ضد إدارة المجلس القومي للمعاقين السابقة، ويدير الآن ملف ذوي الإعاقة في حملة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي بحسب قوله، "طول عمري متأكد إن المعاق يقدر يعمل أي حاجة، ومشكلته الحقيقية إنه يعدي مرحلة الخوف من أي حاجة صعبة أو من التفكير فيها، لازم يصدروا لنفسهم طاقة مختلفة وزيادة عن نظرة المجتمع المحبطة ليهم، يا ريت يتشعبطوا في الأوتوبيسات والميكروباصات زي حالاتي رغم إعاقتهم".
أحلام الشاب العشريني ،الحاصل على باكارليوس الإعلام من جامعة القاهرة، لا تنتهي عند انتصار معسكر الثورة الذي ينتمي له وتحقق مطالب العيش والحرية، أو عند أمنيته أن يرى يوما بطلا سينيمائيا من ذوي الإعاقة يتغنى بحبه الشباب، بل احتفظ لنفسه بما هو أكبر، "نفسي أبقا أول رئيس جمهورية في مصر من المعاقين
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.