الأقباط متحدون - وضع القرم خطة أمريكية أم انتصار روسي
أخر تحديث ٠١:١٢ | الثلاثاء ٢٥ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣١٣٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

وضع القرم خطة أمريكية أم انتصار روسي

بوتين
بوتين

بقلم : مينا ملاك عازر
الاستفتاء الذي جرى الأحد الماضي بالقرم والذي بمقتضاه أعلنت القرم نفسها جمهورية مستقلة عن أوكرانيا، وبالتالي حق لها الانضواء؟؟؟ تحت اللواء الروسي، لم يكن مقبولاً من الجانب الغربي وعلى رأسه أمريكا وتذرعوا بأن الاستفتاء جرى في وجود الجيش الروسي وكأن الروس هم الذين ضغطوا على روس مثلهم ليختاروا الانضمام للدولة الأم، والغرب يعي تماماً أن المواطنين بالقرم يريدون ذلك، وأظنهم كانوا متوقعين هذا، ومتوقعين تدخل روسي عسكري في القرم، وطرد القوات الأوكرانية الأقل كفاءة عسكرياً من ناحية العدد والعتاد في مواجهة نظيرتها الروسية.


الغرب يكذب كذبته ويصدقها مثلما كذب أن مرسي له الشرعية، وفي مصر انقلاب ويصدقها، ويحاول الاتجار بها لكي يحقق أكبر أرباح ممكنة لمصلحته أو مصلحة ممثليه سواء الإخوان في مصر أو الأوكرانيين في القرم. ورغم هذا، الروس يعملون بثبات مثلهم مثل المصريين، لا يبالون بادعاءات الغرب ويسيروا في ثبات ترى ذلك في القرارات التي أصدرها الكرملين والدوما في قبول انضمام القرم للبلد الأم التي بالنسبة لروسيا حياة أو موت، فهي تحمل لها الوجود والبقاء على السواحل الدافئة من خلال موانيها على البحر الأسود.

روسيا تفهم جيداً أنه لا مجال للتنازل، وهذا أقل ما يمكن قبوله، كما يفهم الغرب تماماً أن روسيا ستفعل هكذا وأظنهم يحسبون هذا أقل الخسائر في مقابل كسب أوكرانيا ووضع قواعد الناتو على الحدود الروسية. منذ ست سنوات اجتاح الروس أوستيا وأخذوها من جورجيا ولم يحرك الغرب ساكناً لأنهم كانوا متورطون حتى الرقاب في العراق وأفغانستان، واليوم هم متورطون في أزمات في الشرق الأوسط تسببت فيها ثورة الثلاثين من يونيو التي عرت ديمقراطيتهم، ووضعتهم في موقف إستراتيجي سيئ إثر سقوط النظام الحليف لهم والمؤيدين له في مصر وهو نظام الإخوان، وهو ما ينذر بسقوط قد يحدث في بلدان آخرى وصل فيها الإخوان لسدة السلطة بها.
 
كما أن التورط الغربي وصل مبلغه بعدم تتويج جهودهم بسوريا بالنصر على نظام الأسد الذي تدعمه روسيا، مما يضع الغرب كله في مأزق حقيقي وهو إما قبول الحد الأدنى من النصر المخطط له، وهو تقسيم أوكرانيا بينهم وبين روسيا أو قل مكسب روسيا الحد الأدنى الذي تقبله وهو حيازة القرم في مقابل ضياع أوكرانيا بشكل مؤقت إلى أن تستطيع روسيا استعادة وجودها، وهو أمر وارد وسبق لها عمله من خلال وصول يانكوفيتش ثانيةً لسدة الحكم بأوكرانيا بعد عزله إثر ثورة برتقالية في عام 2004.
 
على كل حال، ستجيب على أسئلتنا الأيام القادمة، ولكن ما هو مؤكد أن ما يجري الآن يجري في إطار خطة يقبلها الفريقين وليس على أي من طرفي الصراع الدولي في أوكرانيا أن يصدق أن أياً منهما حقق نصراً على الآخر وإلا يكون يكذب الكذبة ويصدقها.
 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter