أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن الأمة العربية تمر بمحنة كبرى خلال فتوى وفوضى التشدد لمن ظننا أنهم تخلصوا من أفكارهم الشاذة فى العقد الماضى فى التسعينيات، لافتا إلى أن آفة التكفير موجودة فى أفريقيا وآسيا، حيث تقتل الآمنين، وترتكب الجرائم باسم الإسلام، مع دعوى الجهاد والتكبير، الأمر الذى استغله الإعلام الغربى على أن الإسلام دين دموى يسفك الدماء.
وأشار الإمام إلى أن التعذيب الشديد فى الستينيات تسبب فى نشأة التكفير، ويلاحظ ذلك من كتابات لو كتبت فى جو حرية لكتبت بشكل أفضل، فيما سماه بـ"تراث الغلو والتشدد"، والذى يعود إلى تراث الخوارج، موضحا أن الخلاف بين التراث التكفيرى وتراث الفقهاء، حيث إن مذهب أهل السنة والجماعة هو الإيمان بالله والتصديق والعمل به، مضيفا أن السجون ليست السبيل الوحيد لمواجهة التكفير.
وأضاف "الطيب" أن آفة التشدد والدماء ليست جديدة على المسلمين، فقد بدأت مع الخوارج، كأول موجات التشدد التى تشبثت ببعض الظواهر وتركت الأصول، مضيفا: "مجتمعاتنا لم تكن تعلم بجماعة تقول بتكفير المجتمع فى السبعينيات، وولدت فى السجون بسبب العنف ضدهم، وسارعوا بتأييد الحاكم، وقلة منهم كفرتهم لتأييد حاكم كافر، وطالبوا بالعزلة والخروج من الكفر بتأييد أميرهم، وخرجت فى السبعينيات وأصبحت فى ذمة التاريخ، لتعود على يد شباب بسبب "جلاد مستبد" لتعبر عن سطحية لفكرهم كرد فعل على الاضطهاد، وفكرهم فكر أزمة، حيث نشأ التكفير فى عام 68 على يد جماعة التكفير والهجرة".
جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولى الثالث والعشرين الذى يعقده المجلس اﻷعلى للشئون اﻹسلامية التابع لوزارة اﻷوقاف، والذى يدور حول خطورة التكفير والفتوى بدون علم على المصالح الوطنية والعلاقات الدولية، والذى يحضره 500 مدعو ضمنهم 150 شخصا أجنبيا يمثلون 30 دولة عربية وأفريقية ومنظات إسلامية، ويرعى المؤتمر د. أحمد الطيب شيخ اﻷزهر والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية، ويحضره رئيس الوزراء إبراهيم محلب ويرأسه وزير اﻷوقاف، وذلك بفندق كونراد كورنيش النيل.