الأقباط متحدون - مَنْ هؤلاء الطائرون كالسحاب , وكالحمام إلي بيتها ؟؟!!
أخر تحديث ٠٠:٢٤ | الخميس ٢٧ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣١٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مَنْ هؤلاء الطائرون كالسحاب , وكالحمام إلي بيتها ؟؟!!

بقلم :  نبيل المقدس
أعجبني هذا الجزء من هذه الآية التي جاءت في سفر أشعياء 60 – 8 .. وأخذت أتمعن في شرحها وتفسيرها الروحي مِن أحد الكتب التفسيرية.. وبعد الإنتهاء من هذه القراءة سرح فكري في هذه الغريزة التي يتميز بها الحمام .. فهو يعتاد عشته التي بناها بمجهوده هو وشريكة حياته .. كذلك المكان الذي أقام فيه صار قطعة لا تتجزء من كيانه و من المُحال أن يتوه عنه .. وعندما يترك او تترك عشها لمسافات بعيدة بحثا عن غذاء لفراخها نجدها تستشعر مكان بيتها بسرعة وتتوجه إليه.

هكذا نحن المصرييون نجد فينا هذه الصفة .. فنحن كشعب مصري لنا مكان محدد منذ الأزل لا نتخطاه ولا نتوه عنه .. أي أننا نرتبط ارتباطا وثيقا لمكاننا الذي أعطاه الله لأجدادنا , وتوارثناه نحن هذا الجيل , وإحتفظنا بعادات الأجداد المتميزة من إحتفالات قومية شعبية يشترك فيها جميع مكونات الشعب المختلفة .. وتوارثنا الأديان المتباينة بمحبة وبسلام حتي تعلمنا كيف  نتقبل غيرنا يختلف في ما أنا أعتقد فيه .. لذلك بقيت وظلت العلاقات الوطنية ثابتة راسخة.

كذلك علمتنا مصر منذ القدم أن الجيش والأمن فريق واحد كالحمامة الوديعة التي تغذي فراخها وتعطي له الآمان .. لكنه يثور ويصبح أسدا جسورا علي كل من يحاول أو يفكر أن يضر بالأمن القومي لمصــر إن كان من الخارج أو من الداخل. جيشنا ورجال أمننا يختلفان كلية عن الجيوش الأخري .. فهما يعملان بدون مقابل لكنهما يقدمان دمائهما من أجل الوطن. الجيش المصرى هو أقدم جيش نظامى ثابت فى العالم ، بدأ أول حروبه المجيدة من أجل توحيد مصر على يد الملك مينا عام 3425 قبل الميلاد،  وعلى مدى هذه القرون خاض الجيش المصرى معارك كبرى، معارك تحرير واستقلال , لبعض شعوب الدول ... هو الجيش الوحيد الذي أهدي للقضية الفلسطينية لتحريرها خيرة ابناء مصر .. تحمل المصائب من بلدان الإقليم الذي ينتمي إليه .. بل ظل علي موقفه يدافع عن أي بلدة عربية اقليمية أو افريقية ليس تدخلا في شئونهم الخاصة بل مساعدتهم في سحق الإرهاب لو طلبوا هم ذلك.

 الجيش ورجال الأمن قوة واحدة .. هدف واحد .. فرقة واحدة .. تعمل علي الحفاظ علي هوية الشعب المصري. نحن نحب رجال الأمن والجيش لأنهم مننا وأبنائنا .. وكل من يعاديهما فهو أكيد مجرم ارهابي . الجيش والأمن كفريق واحد هو الوحيد في العالم وقف ضد الإرهاب وقادة الإرهاب وكل من يحرض علي الإرهاب لمصالحهم الخاصة . اتعجب جدا أن أجد بعض من يدعون ويلقبون علي انفسهم حقوقيين ونشطاء سياسيين بأنهم في عراك دائم  ضد الأمن والجيش .. أغلب هذه المجموعات الحقوقية والسياسية والذين يعملون ضد مصر بتبريرات متناقضة والكيل بالمكيالين هم ما إلا مجموعات نشطة تنفذ أجندات أجنبية . علينا أن نبتعد عنهم ولا نعطي لهم الفرصة لكي يركبوا أو يسحبوا السجادة من تحت أرجلنا لصالح الإرهاب وتسليم البلد لهم علي طبق من الذهب كما حدث من قبل.  

لا تتعجب أنك تشعر وتجد أن أعظم مؤسسة مصرية حتي الآن من مؤسسات الدولة المصرية العميقة هي مؤسسة الجيش والأمن معا .. والسبب في ذلك أن كل أفرادها من أصل مصري .. من أبناء الفلاحين والعمال .. من أبناء المشاهير والأغنياء والفقراء .. من أبناء المسيحيين والمسلمين وغيرهما إذا وجد. الجيش المصري هو رائد النهضة والتقدم لمصر .. ارجع للتاريخ سوف تجده هو قائد المسيرة .. المؤسسة العسكرية صرح كبير لا يخدم نفسه فقط بل يخدم شعبه .. لم يبخل ان يقيم منتجات مدنية لشعبه بأسعار معقولة في مصانعه الحربية.. لم يبخل علي مصر ويجعل مهندسيه يقيمون الكباري والطرق يد بيد مع أخيه المدني . جعل ابواب مستشفياته مفتوحة لشعبه ليس فقط لأفراده أو اسرهم. فهو كالحمام الذي نجده يطير ويحمي بلاده من التقهقر والتخلف.

الجيش ورجال الأمن واحد في الهدف .. يعملان جنبا إلي جنب بلا كراهية او تنافس . لم نقرأ في التاريخ المصري القديم أو الحديث أن هاتين القوتين تعاركتا وجعلتا الفوضي هو عنوان بلادهما .. بل نجدهما دائما متشابكتين لأنهما في مركب واحد مسئولتين عن سلامة شعب بحاله . لذلك كل دول العالم يعمل الف حساب وحساب لمصر , ليس فقط من أجل عيون مصر بل خشية من قوة جيشها وشدة بأس رجال أمنها.

اريد أن أعرف ما سبب هياج هؤلاء الذين يقفون ضد ترشيح أحد خلفيته عسكرية .. ويرددون دائما أننا نريد أن نعيش  الحياة المدنية بعيدة عن حكم " العسكر " حسب لغتهم ... أقول لهم يا أيها النشطاء الحقوقيون أو السياسيون أنكم سوف تكونوا كبش الفداء في حالة مجيء قائد أو رئيس مدني ... لأنه سوف يخاف علي مكانته لضعفه السياسي . فقد جربنا الحكم المدني وفشلنا .. وما يؤسفني حتي الآن لم يتقدم أو ينمو حزب مدني ويجعل من نفسه كيانا مضيئا مؤثرا علي الحياة المصرية. نعم اقولها صراحة أنا مع إنتخابات الشعب وأنا واثق من شعب مصر أنه سوف ينتخب الذي انقذه من براثن الغدارين , والذي أخرج مصر من الظلمة إلي النور.
لي الشرف أن أستشهد بهذه الآية الجميلة التي أخذتها عنوانا لهذا المقال, وأرد قائلا :
أفراد الجيش والأمن هم الطائرون  كالسحاب , و كالحمام إلي بيتها يعودون.!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter