الأقباط متحدون - نظرة ولفتة لتحول الفيروسات إلي كُفتة
أخر تحديث ٢٣:٠١ | الخميس ٢٧ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٨ | العدد ٣١٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نظرة ولفتة لتحول الفيروسات إلي كُفتة

صوره أرشيفيه
صوره أرشيفيه

فاروق عطية

 لأنني مارست اليحث العلمي وأعلم معاناة الباحث في التنقل خطوة بخطوة في بحثه المضني حتي يصل في النهاية للثمرة المرجوة, بعدها بيدأ في خطوات علمية محددة للإعلان عما وصل إليه من نتائج ونشرها في الدوريات العلمية ذات المصداقية العالية. هذا في البحوث العلمية عامة, أما ما يخص بحوث الدواء فالمعاناة أشد وأقسي لأنها تتعلق يصحة البشر.

فقد اتفق علماء العالم على أن اختراع الدواء أو الأجهزة العلاجية والإعلان عنه لا بد أن يمر بمراحل فى منتهى الصرامة حتى يمكننا أن نطلق على المنتج النهائى قيد البحث دواءً أو جهازا علاجاً، وحتي نصل لذلك لا بد من المرور بفلتر البحث العلمى المنضبط، وما يتم علميا في بحوث الفيروسات يبدأ بالتجارب علي عينات تحتوي هذا النوع الفيروسي المراد القضاء عليه معمليا, ثم ننتقل إلى مرحلة إجراء التجارب على الحيوانات التى نسيجها مشابه لنسيج الإنسان ويصلح لإجراء التجارب على هذا الفيروس مثل الشمبانزى ثم في النهاية ننتقل إلى التجارب على المتطوعين من البشر. في هذه الخطوة نعطى مجموعة من المرضى الدواء موضوع البحث ثم نعطى مجموعة أخرى ما يسمى البلاسيبو وهو شبيه محايد لا يحتوى على المادة الفعالة بحيث لا يعرف المريض ولا الطبيب إلى أى مجموعة ينتمى، ولا يعرفهم ويميزهم سوى قائد الفريق البحثى فقط، وذلك لتقليل تأثير العامل الشخصى الذاتى على نتيجة التجربة. بعدها يقيّم البحث إحصائيا لتحديد نسبة النجاح الفعلية, ولن ينتهي الأمر بذلك, بل ننتقل بعدها لبحوث ما بعد التسويق بمعني متابعة الدواء ومعرفة مدي نجاحه وما تسبب عنه من أعراض جانبية غير مرغوبة قد تؤدي في النهاية لسحبه من السوق بغض النظر عما صرف عليه من بلايين. لذلك كان لابد من هذه المقدمة حتي يمكننا تسليط بقعة من الضوء علي الكشف الطبي الإعجازي الذي أُعلن عنه في المؤتمر الصحفي المهزلة للإدارة الهندسية للقوات المسلحة خاص بجهازالكشف عن الفيروسات (سي والأيدز والخنازير) وعلاجها بنجاح يتخطي 90% وقد يصل إلي 100%
http://www.youtube.com/watch?v=_2Y7t7tQ56E

   بداية نُلقي بقعة من الضوء علي عبقري هذا البحث الذي قُدم في المؤتمر باسم الطبيب الدكتور اللواء مكلّف إبراهيم عبد العاطي. قال في البداية أنه طبيب ثم قال بعد ذلك أنه خريج كلية العلوم ولم يذكر سنة التخرج ولا إسم الجامعة وقال أيضا أنه سافر للعمل في أمريكا لمدة عامين، كما حصل على شهادة ماجستير في الكيمياء من جامعة روسية ثم علي دكتوراه الفلسفة في الكيمياء ثم قال أن رسالة الدكتوراه في الطب البديل دون ذكر اسم الجامعات التي حصل علي مؤهلاته العلمية منها, ثم في النهاية ادعى أنه حفيد الرسول (ص) وأن ما وصل إليه موحي إليه ومستقي من القرآن الكريم ويعطي الحكمة لمن يشاء. تتبعت سيرته في كل مكان من باحث جوجل حتى كل ما كتب عنه في الصحف المصرية والعالمية فتوصلت لحقيقته, أنه غير مدرج بنقابة الأطباء ولا يحق له ممارسة الطب, وأنه ليس خريج أي كلية من كليات العلوم, ولم يدخل الجبش ولا الكلية الحربية ولقب لواء لقب شرفي تماما مثل دكتوراه السلطانية التي حصل عليها مرسى من جامعة باكستانية أوكلقب اللواء الموسيقار محمد عيد الوهاب. أخونا الحاج عب عاطي أفّاق محترف, حاصل على دبلوم المعهد الفني الصحي، وكان يعمل فني معامل بقسم الفسيولوجي بكلية الطب بجامعة الإسكندرية لدي الدكتور حسني أمين الخناجر رئيس القسم, منذ عام 1965, ثم افتتح عيادة للعلاج بالأعشاب بشارع الهرم ثم انتقلت عيادته إلى أبراج المهندسين بالمعادي، ثم إلى الإسكندرية، بسبب مطاردة وزارة الصحة له. كان عب عاطي يعالج كل الأمراض باستخدام أعشاب يطلب من مساعديه طحنها ثم تعبئتها في كبسولات تشبه كبسولات الدواء وكان يتعامل في البداية مع معامل التحاليل المعروفة، وإذا أظهر تحليل معمل مخالف يقوم بتغييره إلى معمل آخر، ثم انتقل إلى التعامل مع كيميائي يعرفه بشكل شخصي. أما مؤهلاته العلمية المزعومة فقد كان يحصل عليها بالسفر كل فترة لبضعة أشهر إلى الخارج، ويذهب لجامعات صغيرة يشتري منها الشهادة بـ 3000 دولار، ويلتقط صوره وهو يرتدي الزي الأكاديمي ليعلقها في عيادته.

   ثم ننتقل لإلقاء مزيد من الضوء علي الجهاز المعجزة للكشف وعلاج الأمراض الفيروسبة. بعد التدقيق فيما نشر اتضح أنه ليس جهاز واحد, بل أربعة أجهزة ثلاث منها للكشف (كل منها خاص بنوع معين من الفيروسات) ولأنه جهاز سريع الكشف أطلق عليه (فاست دفايس واختصارها إف دي) وهذه الأجهزة لا دخل لعب عاطي بابتكارها فهي من ابتكار وتصميم الإدارة الهندسية للقوات المسلحة تحت قيادة اللواء أركان حرب طاهر عبدالله رئيس الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة، والجهازالرايع هو الجهاز العلاجي الذي قام باختراعه جهبز الجهابزة عب عاطي.

   والأجهزة الثلاث هي في الحقيقة جهاز واحد مع التغيير في الاستخدام, جهاز تشخيصي عن بعد أى أنه يستطيع اكتشاف فيروس سى (وفيروس الايدز و انفلونزا الخنازير) دون أخذ عينة من دم المريض. وقد عُرض هذا الجهاز لأول مرة عام 2010 فى مؤتمر باليابان. تقوم فكرة الجهاز على التقاط الموجات الكهرومغناطيسة الصادرة من الفيروس وقياس رنينها من خلال جهاز اليكترونى. وهناك تحفظات كثيرة حول قدرة هذه الفيروسات متناهية الصغر على اصدار موجات كهرومغناطيسية بالقوة الكافية ﻻلتقاطها خارج الجسم وعن بعد يتراوح بين متر الى خمسمائة متر وفقا للخصائص المسجلة فى طلب براءة اﻻختراع، والتعرف على هذه الموجات بشكل نوعى دون التعرض للتشوش من اصدارات أجسام أخرى أكبر داخل جسم اﻻنسان وخارجه، وبحساسية تشخيصية تصل الى 100%، ثم عرض البحث فى مجموعة من المؤتمرات الدولية (الهند وباكستان)، ولكنه لم ينشر اﻻ فى دورية رقمية تصدر عبر الانترنت وهى مجلة الأكاديمية العالمية للعلوم والهندسة التكنولوجية، وهذه المجلة ضعيفة جدا من حيث مُعامل الأثر العلمى الخاص بها وﻻ يمكنها أن تكون سندا كافيا لجودة الأبحاث التى تنشرها. ولم يحظ البحث علي قبول علمي دولي، وتقدم مخترع الجهاز بطلب يحمل شعار وزارة الدفاع المصرية الى المنظمة العالمية للملكية الفكرية فى جنيف للحصول على براءة اختراع، وقد تضمن الطلب وظائف أخرى محتملة للجهاز بخلاف الكشف عن الفيروسات  مثل الكشف عن مرض سوسة النخيل والكشف عن المواد المتفجرة لحماية الشخصيات الهامة فى مصر، وقد تم استكمال اجراءات طلب البراءة فى ديسمبر 2010 . اجابت المنظمة برفض الطلب مبررة ذلك بعجزها عن فهم الأساس العلمى للجهاز ووظائفه وغموص آليات عمله.

   ثم نأتي للجهاز المعجزة الذي سوف يخلص مصر بل العالم من كل الفيروسات خاصة فيروس سي وفيروس الإيدز الذى دوخ العالم عشرات السنين. تتلخص فكرة الجهاز كما شرحها عب عاطى جهبز العلم الموحي إليه من رب العالمين علي تطبيق نظرية الرنين، موضحًا أن الفيروس مغلف بطبقة بروتينية تحميه عبارة عن حلقات من ذرات الكربون والنيتروجين يربط بينهما قوة كهرومغناطيسية لها تردد محدد، وقد تم قياس هذا التردد، ويعمل الجهاز على إصدار موجات لها نفس التردد من خلال شعاع وحيد الموجة، وعند تسليطه على دم المريض، يتم تكسير الرابطة الموجودة بين ذرات الكربون والنيتروجين، فيتحول الفيروس إلى مجرد أحماض أمينية “المكون الأساسي للبروتين”، مشيرًا إلى أن الدم يخرج من الجسم إلى أنبوبة ذات تركيب خاص يسمح بتعرض أكبر كمية من الدم للذبذبات الصادرة عن الجهاز, أوكما قال نأخذ من المريض الفيروسات ونعيدها له كصباع كفتة يتغذي عليه. وقد أعلن الفريق البحثي بالقوات المسلحة أنهم سيبدأون علاج المرضى بعدد من المستشفيات بداية من 30 مارس الجاري.

   الكارثة أن الفريق البحثى مُصرّ علي بدء العلاج بجهاز لم تثبت صلاحيته ولم يتم تجربته علي حيوانات التجارب(الشمبانزي) ولم ينشر بأي مجلة علمية لتناقش جدواه بحيادية علمية ولم بعرض في مؤتمر علمي عالمي ليناقش جدواه جديا حتي يتم التصريح بإجازته. إضافة لكم الأخطاء التي وقعوا فيها أثناء المؤتمر المهزلة مما يدل علي جهل مطبق بأساسيات علم الفيروسات, كقول عب عاطي ان فيروس سى هو من الفيروسات مزدوجة الحبل(الشريط) رغم أن طالب المرحلة الثانوية بعلم ان فيروس سى هو مفرد الشريط. وإصراره علي سهولة علاج فيروس الإيدز أسهل خمس مرات من علاج فيروس سي لأن فيروي الإيدز مفرد الحبل, رغم أن فيروس الإيدز مزدوج الشريط. كما صرح أحد أساتذة الكبد وهو عضو بارز فى الفريق البحثى للهيئة الهندسية، أن فيروس سى قد انتقل من مريض عانقه الى "الجاكتة" التى يرتديها، وأن جهاز الكشف عن الفيروس قد استطاع أن يكتشف الفيروس العالق بها مخالفا لكل ما يعرفه العالم عن انتقال العدوي بالفيروسات. وبالتالي أتصور أن برامج مكافحة العدوى بعد تلك الملاحظة "العظيمة" ﻻبد أن تشمل منع مصافحة وعناق المرضى، وربما يصل الأمر الى اصدار تشريع يحرم ارتداء الجاكتات.

   يتم العلاج بمهاجمة الفيروسات التى تسبح فى تيار الدم فقط، فلو افترضنا النجاح فى القضاء علي الفيروسات السابحة في الدم هذا لايعني تمام الشفاء لأن جزءا هاما من الفيروسات يغزو الخلايا الحية ﻻستخدام آليات الحياة الموجودة داخلها، ﻷن الفيروسات ليست خلايا متكاملة وﻻ تملك هذه الآليات. ففى مرض الايدز يندمج جزء من العبء الفيروسى داخل نواة الخلية البشرية ويظل فى حالة كمون ثم ينشط بعد ذلك لمهاجمة الخلايا، كما أن جزء آخر من الفيروس يحيا داخل خلايا الدم البيضاء، وفى مرض فيروس سى يعيش جزء هام من الفيروس داخل الخلايا الكبدية وخلايا أخرى بالجسم. لم يخبرنا عب عاطي وشركاه عن ذلك الجزء من العبء الكلى للاصابة، وكيف سيتعامل معه الجهاز،وهذا يعني أن الشفاء بهذه الطريقة لو حدث يكون مؤقتا ويعود المرض بعد فترة ما.

   إستغل بعض المناوئين لترشيح السيسي هذا الموضوع خاصة أنه كان متواجدا أثناء العرض المهزلة, معتبرينه هو الذي خطط لذلك ليبين اهتمامه بصحة المرضي. فبادر السيد المشير بتشكيل لجنة علمية مكونة من أساتذة الكبد والفيروسات بعيدا عن الفريق البحثي للقوات المسلحة, لدراسة وتقييم جهاز علاج الفيروسات الذى أعلنت عنه الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة منذ عدة أسابيع. بدأ الاجتماع التمهيدي بتأكيد الأعضاء من العلماء على تكليفهم  بدراسة وتقييم الجهاز بدقة علمية تامة، وأن العلاج لن يبدأ إلا بعد الانتهاء من التقرير النهائى، وأن اللجنة ناقشت الدكتور أحمد على مؤنس "الذى حضر الاجتماع ممثلاً للجنة الجهاز بعد استبعاد عب عاطي" فى جميع الجوانب ووجهت له انتقادات حادة، ووُصِف كلامه عن الجهاز بأنه غير العلمى، فرد عليهم قائلاً: «أنتم أساتذتنا ونحن نتعلم منكم»، وذكر فى أقواله أن هيئة الاختراع أجرت تجارب على «الشمبانزى» بجنوب أفريقيا، فواجهه العلماء بعدم وجود شمبانزى فى جنوب أفريقيا. وشهد الاجتماع هجوماً عنيفاً على «الاختراع»، إلى حد قول أحد أعضاء اللجنة البارزين للدكتور أحمد مؤنس: «لولا أنك تعمل الآن مع القوات المسلحة التى نحترمها لقطعت رقبتك لأن ما تقوله لا يمت للعلم والطب بصلة». وستستمر الاجتماعات حتي يتم تقييم الجهاز علميا حتي لا يكون المرضي فئران تجارب تقدم أرواحهم قربانا لهزيان أفّاق يدعي العلم.

ولزيادة الإلمام بكل زوايا الموضوع يمكنك عزيزي القارئ الاطلاع علي الروابط التالية, والتي هي مرجع هذه العجالة:
http://www.youtube.com/watch?v=ZDvInUrUrDs
http://www.almasryalyoum.com/news/details/403208
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?p=3428450
https://www.youtube.com/watch?v=Skqxcpnpw0Q
http://www.youtube.com/watch?v=XGrvMtLOx44
http://www.youtube.com/watch?v=zxZ7Y9KQoo4
http://khaledmontaser.com/article.php?id=1162#.Ux4G2KOYao9
http://www.youtube.com/watch?v=uu3PuNkpC_o
http://www.christian-dogma.com/vb/showthread.php?p=3436917


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter