الأقباط متحدون - دماغ «السيسى».. للتَذكِرَة!
أخر تحديث ١٩:٢٤ | الجمعة ٢٨ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ١٩ | العدد ٣١٤٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

دماغ «السيسى».. للتَذكِرَة!

محمود خليل
محمود خليل

مع إعلان المشير السيسى الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، لا أجد أنسب من أن أعيد التذكير بهذا المقال الذى نشرته بتاريخ (11/9/2013) ضمن سلسلة مقالات عنونتها بـ«دماغ السيسى» توطئة لحديث قد يطول بنا خلال الأيام المقبلة حول موضوع «حرج اللحظة» التى تحكم سياق ترشح «المشير» للرئاسة:

من يتابع ما هو متاح من كلمات وخطابات الفريق «السيسى» يلاحظ أن عباراته قابلة للتأويل أو التفسير على أكثر من وجه. ولعلك تذكر أنه بعد كل كلمة ألقاها «السيسى»، قبل الإطاحة بـ«مرسى»، كان الإخوان يخرجون مؤكدين أن «الفريق» مع الشرعية، فى حين يرى معارضو استمرار الإخوان فى الحكم أنه منحاز إلى المطالبين بالتخلص منهم، وحتى آخر دقيقة قبل بيان (3 يوليو) الشهير، كان كل طرف يرجح أن «السيسى» سوف ينحاز إلى صفه. وقد ينسحب هذا الاستخلاص على العبارة الوحيدة الصريحة التى تحدث فيها عن مسألة الحكم، وقال فيها: «شرف حماية إرادة الشعب أعز من حكم مصر».

هذه العبارة نموذج لعبارات «السيسى» المشحونة بطاقة قادرة على دغدغة مشاعر وهدهدة أحاسيس المصريين، وفى الوقت نفسه تحمل معنيين: أولهما أنه المعنى المباشر المتعلق بحماية إرادة المصريين، ومن المتوقع أن يكون لسان حال المواطن الذى يسمعها يقول: مرحباً بهكذا رجل يرى أن حماية إرادة المصريين أعز وأغلى عنده من السلطة والسلطنة، أما المعنى الثانى فيرتبط بعدم وجود ممانعة لدى الرجل فى رئاسة مصر إذا اجتمعت إرادة غالبية المصريين على ذلك. كما أن حماية إرادة المصريين ترتبط بشخص من يحكم. العبارة إذن حمّالة أوجه، وتنهض كنموذج دال على عبارات «السيسى» التى يمكن أن تقرأ على وجهين. والتجربة تشهد أن «السيسى» قام بمجازفة كبرى حين قرر حماية إرادة المصريين الذين نزلوا فى 30 يونيو. وليس من السهل على العقل أن يتقبل فكرة أن شخصاً يتحمل مجازفة نزع غيره من السلطة، حتى ولو كان استجابة لثورة شعبية، ليسمح لشخص غيره بالجلوس على كرسى الحكم؟ مؤكد أن الأرض ليست مسرحاً للمثاليات، يضاف إلى ذلك أن «السيسى» يعلم أن منصبه كوزير للدفاع غير محصن إذا أراد أى رئيس مقبل أن يقصيه عنه. ومؤكد أن مشهد قيام «مرسى» بإقالة المشير «طنطاوى» ليس بعيداً عن خيال الفريق «السيسى»، كما أن مشهد قيام «السيسى» بالتخلص من «مرسى» لن يكون بعيداً هو الآخر عن مخيلة أى رئيس مقبل! وبغض النظر عن الاستغراق فى تحديد موقف حاسم من رغبة «السيسى» فى الحكم من عدمه، فإن هناك أسئلة أهم لا بد أن تطرح. فعلى فرض أن «السيسى» ينتوى الترشح لرئاسة الجمهورية، هل يمكن أن تسمح له سياقات ومعطيات المشهد الحالى بتقديم نفسه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ وهل الأطراف الفاعلة فى التأثير على قرار المواطن يمكن أن تسمح بتمرير ذلك؟ والأخطر من ذلك هل المواطن المصرى الذى قام بثورة يناير بموجاتها المتلاحقة يمكن أن يرحب بالأمر؟ هذه الأسئلة جميعها يجب أن تجد إجابات واضحة. فالتاريخ البشرى لا يتحرك بدوافع الأفراد ورغباتهم، مهما علا مقامهم وشأنهم، بل بطبائع وخصائص الظروف المحيطة بهؤلاء الأفراد، فقد تدفع الظروف بالفرد إلى حيث لا يتوقع، وقد تقف عقبة فى طريق من خطط وأراد.. وهذا جزء من حكمة الحياة!.

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع