الأقباط متحدون - ماري ومصر وميادة ...( تعديل خطأ بالأسماء)
أخر تحديث ١٤:٤٢ | الاثنين ٣١ مارس ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٢ | العدد ٣١٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ماري ومصر وميادة ...( تعديل خطأ بالأسماء)

دينا عبد الكريم
دينا عبد الكريم
على مدى سنين طويلة فى عمرى.عشت وعايشت حوادث اضطهاد هذا الوطن لأبنائه. فهمت ماذا يعني التمييز ، وماذا يعنى الاضطهاد . ماذا يعنى أن تعيش فى مجتمع لا يعرفك. لا يعرف كيف تصلى ولا لماذا تصوم ولا بماذا تؤمن !! فيهديك هذا المجتمع مشاريع كراهية لذلك الغريب الذى يدعى انه صاحب أرض وبيت وعرض. وصرخنا كثيرا لنستغيث من ويلات هذا التمييز ولكن لم يسمع أحد ! وكبرنا وفهمنا كيف تدار اللعبة. كيف تحرك الإرادة السياسية ترمومتر الفتن. هنا اليوم وغدا هناك !
 
وعرفنا إن التمييز صناعة الجهل دوما. سواء جهل الأشخاص أو جهل المؤسسات. كل جهل يصنع ظلام. وفى كل ظلام تمييز.
 
كل هذا كان يحدث، وظل يحدث وسط صمت المجتمع وسلبيته ووسط تواطؤ الدولة ومباركتها له ..
 
أنتم زرعتم ..ونحن نجنى ..ولكن الحصاد مر كالعلقم ...فبعد أن كان التمييز قضية حوادث كنتم تسمونها ( فردية ) لم يعاقب عليها أحد ..أصبح الأمر مغريا لكم لتحترفوا التمييز وتستخدموه لاغراضكم السياسية ..وحين نجحت الخدعة وأتت ثمارها بالنسبة لكم فحادثة هنا تلهى عن قرار هناك ، ومصيبة هناك تلهى عن تغيير هنا ...وهكذا ...
 
أفقتم من نشوة نجاح اللعبة...على خيبة ثقيلة اسمها ( الجماعات الإرهابية ) بمسمياتها ( الأنيقة ) السابقة !!! ولن أطيل فى سرد تاريخ قريب كلنا عشناه هذه الأعوام الثلاث الثقيلة ...والآن حان وقت جنى الثمار ...بلادنا تجنى ثمر ما زرعت ..لقد توحش التمييز وتحول الى غول يعتقد فى نفسه أفضلية لا على مسيحيى مصر فقط ، بل على مسيحييها ومسلميها ، على فقراءها ، على بسطائها ..تمييز ضد كل ضعيف وكل معارض أو مختلف !!!
 
قتلوا اطفالنا وجنودنا وبناتنا ...استباحوا دماءنا ...جميعا ...قتلوا ميادة رميا بالرصاص ...وبعدها بدقائق طعنوا مارى حتى الموت !! قتلوا من يشهد ضدهم ...ومن شهدت امامهم !!! يقتلون أى حق فينا ، وأى جمال فينا ..
وسيستمرون ...أتعرفوا لماذا ..؟؟؟ لأننا مازلنا نزرع لهم تربة خصبة ...مازلنا ننتقى ردود أفعالنا تجاه الموت !!! فميادة شهيدة ومارى ضحية !! فميادة قتلت غدرا ومارى سقطت سهوا !!!
 
يالسذاجة ...هل أطلب العدل لمن رحلوا ...!!! وهو غير متاح للأحياء!! اتعرفون ايها العميان !! كلتاهما لا تعبئان بما تقولوا عنهما ..كلتاهما فى مكان أفضل من ظلمكم وظلمتكم ....!!! كلتاهما لن يهمهما كثيرا حتى من قتلهما ..ولا كيف سيكون القصاص !!
 
قتلوا مارى وقتلوا ميادة وسيستمرون ...
لأننا مازلنا نجبر على الصمت حين نسأل عن مصير مذبحة ماسبيرو !!! وكأننا نطلب شيئا غريبا أو غير مناسب !!
بينما نصرح بأن القصاص عدل ، لكل معتدى ..!!
 
أفهم أن الحياة قد لا توحدنا ....ولكن ...ألا يوحدنا جلال الموت ..!!؟؟
موازينكم مقلوبة يا من تتحدثون عن العدل ! أفكاركم مسمومة يا من تقودوا الفكر ..
نحن من يجب أن يهتم ..،نحن من علينا أن نخشى ...أمر الموازين المقلوبة فى هذا الوطن ..نحن من يجب أن نعى أن الموت أكبر عظة ، وإن كنا نصّر ألا نفهمها 
 
فسنواجه مرة أخرى ..قبح الغدر ، وبشاعة التمييز...
نستطيع أن نجعل الأرهاب يهابنا ...فقط ..إن كنا صادقين ..ونحن مازلنا نكذب .

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع