الثلاثاء ١ ابريل ٢٠١٤ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقلم : مينا ملاك عازر
الانتصار الساحق الذي حققه المهندس محمود طاهر على خصمه في انتخابات الأهلي إبراهيم المعلم رغم دعم حسن حمدي والخطيب - رئيس مجلس إدارة النادي ونائبه السابقين- لقائمة المعلم، ليس انتصاراً لفكرة التغيير فقط لأن فحواه انتصاراً ساحقاً ماحقاً ماحياً لعهود من تسلط وتفوق حمدي ومن معه على عقلية أعضاء النادي الأحمر ذلك النادي الذي بقى تحت سطوة فساد قادة الإعلان بمؤسسة الأهرام.
الببلاوي أعاد حمدي إلى مقعده ليضمن انتقال سلمي للسلطة لورثته المعلم ومن معه ضارباً بقرار أبو زيد عرض الحائط في تمثيل حي لسطوة مال مؤسسة الأهرام الخاسرة وخضوعاً لمركزهم، وما أن سقط حمدي في قضيته سقط كل شيء كان يتدسر به، فانكشف مركزه وحمايته، وبالتالي سقط وريثه في انتخابات النادي، سقط المعلم ليس لما قيل عنه أنه إخواني ولا لأنه كان يجلس مع الإخوان في اجتماعاتهم فقط كما لم يسقط لسقوط كل الأنظمة التي أكل وشرب وارتاع في خيرهم فقط وأيضاً لم يسقط للجريدة الإخوانية بواكير إنتاجه الصحفي التي يسميها البعض منصة رابعة فقط،
فكل هذه أسباب قد تكون أسهمت بشكل أو بآخر في إسقاط المعلم ومن معه، لكن لو مثلاً أخذنا سبب الجريدة نستطيع أن نذكر له أن له دار نشر نشرت لكل صفوة المجتمع من المثقفين. أما ما أعتقده أنه تسبب في سقوط مدوي للمعلم وجماعته أو قائمته هو رغبته في أن يقوم بدور الوارث لحمدي والخطيب فلم يرث منهم مقعدهم بل ورث منهم سمعة فاسدة التي نقلوها له بتهمهم، والأخطر تحالفه معهم ووقوفهم معه في الانتخابات مما أعاد للأذهان سيرة الإخوان المتحالفين مع النظام الفاسد فيما قبل ثورة يناير ثم ورثوه نتيجة نفس الثورة بتحالفات مماثلة مع حكام البلاد المؤقتين وقتها المجلس العسكري الأسبق، فتأهب الأعضاء وقرروا القضاء على كل أولائك المتلونون، وأصحاب الأوجه المتغيرة حسب الحكام. قرر الشعب لفظهم وطردهم من المعترك السياسي فأنهوا على أسطورة انتقال السلطة برغبة صاحب السلطة، ونفذوا لأبو زيد وزير الرياضة السابق قراراً لم يتأتى له تنفيذه بل أدى لخروجه هو نفسه من الوزارة كلها.
وفي صدد قرار أبو زيد، أنا اشكر الله على عدم تنفيذ القرار حتى تكون الهزيمة أكثر مرارة لقائمة حمدي، عذراً أقصد قائمة المعلم، إذ أن المسؤولين عن النادي لآخر لحظة والمحتفلين ببطولات الأهلي ذلك الاحتفال المنعقد للدعاية لقائمة المعلم أكثر منه احتفالاً للأهلي هم من سقطوا، فكان السقوط مدوياً ومهولاً لذا كانت انتخابات الأهلي انتصاراً ليس فقط لقائمة طاهر وإنما أيضاً هذا الانتصاراً تكريس لانتصار طالما يحدث في النقابات المهنية والأندية على تحالف الإخوان والأنظمة الفاسدة، يعني من الآخر انتصار الأهلي انتصار في جوهره على إخوان المعلم وكله بشهادة الصندوق.