الأقباط متحدون - لك شروطنا
أخر تحديث ١١:٠٥ | الاربعاء ٢ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣٤ | العدد ٣١٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لك شروطنا

المشير عبد الفتاح السيسي
المشير عبد الفتاح السيسي

مينا ملاك عازر
إن كنت تتذكر صديقي القارئ، لقد اشترط علينا المشير عبد الفتاح السيسي شروطاً تلميحاً وقت أن كان وزيراً للدفاع لكي يقبل أن يترشح للرئاسة. وقال لنا أنه مُتعِب، وسيوقظنا في الساعة الخامسة صباحاً، وإن كنت متحفظاً على أن يشترط علينا أحد ليحكمنا لكن لا مانع في ظل رصيد يكفي لرجل ساعد الشعب في القضاء على الإخوان، والتقليل من بحر الدم الذي كان يعول عليه الإخوان لإبقائهم في الحكم، بيد أنني لي شروط للسيسي لأعطيه صوتي، وأظن لي الحق في هذا، ولك شروطي بل هي شروط الشعب المصري كله.

أول تلك الشروط ألا تستخدم العنف في أياً من معارضيك ما لم يرفع السلاح، وأن تكاشفنا بل وتقدم لنا كل قاتل منذ ثورة يناير وحتى اليوم سفك دماً مصرياً بريئاً للمحاكمة، أعرف أنها ليست وظيفتك لكن اختياراتك لمساعديك ستكشف لنا عن نيتك في هذا، ويحاكم الكل أياً كان هو القاتل، ولو كان المشير طنطاوي هل تقبل هذا الشرط؟

وثاني الشروط ألا تتصالح مع الإخوان وتحجم سطوة السلفيين، وتقيم دولة مدنية متحضرة أساسها العلم وتحترم الثقافة، هل تستطيع أن تقيم هذه الدولة؟ أم أن خشيتك من أن تتهم بمعاداتك للإسلام لأنك منفذ عملية خلع الإخوان بأوامر شعبية سيجعلك تتواءم مع السلفيين ومن هم على شاكلتهم.

ثالث تلك الشروط أن تكن شفافاً ولا تحمل الشعب حمولاً ولا تلمسها حكومتك ومساعديك بأطراف أناملهم، فنحن شعب تضجر وياما حمل هموماً ومآسي، ولم يعد قادر على حمل شيء آخر، وبهذه المناسبة لا تقطع التيار الكهربائي، وهذا شرط أساسي لتقف هدر الأرواح من الأطفال والمرضى الذين يموتون في مستشفيات مصر لانقطاع الكهرباء.

رابع هذه الشروط وليس آخرها، فالقائمة طويلة من الشروط ولا تكفيها مقالة واحدة، وقد نلتقي بباقيها في مقالات قادمة، لكن ما يهمنا  أن تعرف أن الشعب المصري الذي ألح عليك لتترشح تكليفاً وليس تشريفاً سقف طموحاته عالي، وثقته عالية بك، وإن أحبطته فستكون كارثة أكبر من كارثة حكم الإخوان له، ناهيك عن فقدانه الثقة في أي بديل، ولذا لا محيص أمامك إلا أن تحاول تنفيذ كل آمالهم، وإلا فالباب مفتوح أمامك للانسحاب حتى لا تكون كارثة، وتكون حينها باباً لسقوط الشعب في بحر اليأس، فتعالى على المسؤولين وكبار رجال الأعمال والنخبة والصفوة والطبقة العليا ولكن لا تأتي على شعب مصر الذي لولاه ما كنت ترشحت، وما كنت نجوت من الإخوان وحكمهم.

المختصر المفيد  الطموحات العظيمة بوابة الإخفاقات الكارثية، لو لم تكن لها واقع راسخ.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter