حلمى النمنم | الاربعاء ٢ ابريل ٢٠١٤ -
٠٠:
٠٩ ص +02:00 EET
ارشيفيه
خاض جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، انتخابات الرئاسة وفشل، لم يكن ذلك الفشل نهاية العالم بالنسبة له، ولم يعتبره الرئيس الذى نجح خصماً أو عدواً، صار كيرى وزيراً للخارجية، الأمر نفسه حدث من قبل مع السيدة هيلارى كلينتون، التى نافست باراك أوباما فى أن تكون مرشحة الحزب الديمقراطى، حيث صارت وزيراً للخارجية.
من المهم أن نتذكر هذا وأن نعيه ونحن على أبواب الانتخابات الرئاسية، تجربتنا ليست طويلة فى هذا المجال، أول انتخابات كانت سنة ٢٠٠٥، وكان أيمن نور منافساً للرئيس مبارك، وحقق أيمن إنجازاً فى تلك الانتخابات، وإن لم يصبح منافساً يهدد فوز مبارك، لكن بعدها وجد نفسه فى السجن، وكان د. نعمان جمعة منافساً ثانياً، وبعدها وجد نفسه محاصراً ويخرج شبه مطرود من حزب الوفد. فى انتخابات سنة ٢٠١٢ كان الأمر أفدح، ذلك أن تلك الانتخابات جاءت بعد ثورة ٢٥ يناير، وكان المفترض أن تتغير آليات وأدوات الانتقام، وأن تلغى من الأصل عقلية الانتقام، لكن الرئيس الذى جاء فى ٢٠١٢ نسى كل شىء إلا أنه جاء للانتقام، والانتقام لنفسه أولاً من منافسيه، والانتقام لجماعته الإرهابية من مصر والمصريين.
فيما يخص الانتقام من المنافسين بدأت مطاردة الفريق أحمد شفيق ومحاولة الزج به فى السجن، لولا أنه كان خارج مصر.. أما حمدين صباحى المنافس الثالث، والذى لم يغادر مصر بعد الانتخابات وبقى صامداً ومناضلاً، وكان الواضح أنه سوف يكون المنافس الأول فى الانتخابات القادمة، لم يترك بلا انتقام، فقد ظهرت قضية لابنته تتعلق بأمور مالية على الإنترنت، ورغم أن ابنة حمدين بلغت سن الرشد، أى أنها أمام القانون والمجتمع، تتحمل مسؤولية نفسها، لكن ماكينة الدعاية الإخوانية حولت القضية إلى اتهام مباشر لحمدين، والقصد كان اغتيال سمعته معنوياً فى ابنته، والحمدلله ظهرت براءة الابنة، لكن بعد سقوط مرسى وجماعته.
القضية الآن.. إلى متى يكون المرشح الرئاسى الخاسر مصيره معلق بين السجن أو النفى والاضطهاد وتشويه السمعة، فضلاً عن اضطهاد الأبناء، مثل ابنة حمدين وابنتى أحمد شفيق؟
قبل أكثر من أسبوعين أدلى المرشح الرئاسى حمدين صباحى بتصريح حول المشير السيسى، أبدى فيه احترامه وتقديره للرجل لدوره، اعتبرت التصريح بادرة حسن نية، والأهم من ذلك أنه درس فى الديمقراطية، أن الرئيس القادم يجب ألا يأتى للانتقام من منافسيه وخصومه فى المعركة الانتخابية.
وبدلاً من أن تشغلنا الحكومة بما سمته ميثاق الشرف الإعلامى، وهذا ليس دورها، فى هذه اللحظة، كنت أتمنى أن تشغلنا بميثاق شرف الانتخابات الرئاسية، حتى لا تتكرر كوارث سنة ٢٠٠٥ وسنة ٢٠١٢ فى الانتخابات، والبند الأول فى هذا الميثاق، هو أن يتعهد كل مرشح، أمام الرأى العام، أنه فى حال نجاحه لن يجند الدولة لتصفية منافسه أو الانتقام منه ومن أسرته، ليس هذا - فقط - بل يتعهد بالتعامل اللائق مع المنافسين بعد النجاح، وأن يعمل على الاستفادة من كل منهم، كل فى مجاله واختصاصه، أو ما يستطيع أن يقدمه لهذا الوطن، ولدينا تجربة قامت بها مصر فى لجنة تحكيم طابا، إذ لم يجد مبارك غضاضة فى ضم د. وحيد رأفت، الوفدى العتيد، إلى اللجنة، وكذلك السيد إسماعيل شيرين، زوج شقيقة الملك فاروق الأميرة فوزية، وآخر وزير للحربية فى عهد الملك، ومن أسفٍ أن مبارك لم يتعامل بتلك الروح على طول مسيرته، بل كانت لجنة طابا حالة استثنائية، ما أقصده هنا أن المنافس السياسى يجب أن يعامل بالاحترام اللائق، وأن نكف عن الأساليب التى ينتهجها الحكام الطغاة أو الجماعات الفاشية، ومن حق الدولة أن تستفيد من هذا المرشح حتى لو لم ينجح.
نحتاج ميثاق شرف للانتخابات الرئاسية، يلتزم به كل مرشح ويتعهد باتباع قواعده حال فوزه فى الانتخابات، فلم نعد نحتمل أن يأتى طغاة يمارسون ساديتهم على منافسيهم وخصومهم، ولا أن يأتى رئيس مريض بالانتقام ومصاب بالنهم إلى السلطة والنفوذ، بل وصل النهم فى عامى ٢٠١٢ - ٢٠١٣ إلى وجبات الطعام الفاخرة من المطاعم الكبرى، على طريقة «شبعة بعد جوعة».
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع