صبحى فؤاد

دعونا اولا نقر ونتفق على ان ما فعله وزير الدفاع المصرى السابق المشير السيسى كان فى حد ذاته عمل بطولى عظيم اعجازى سوف يسجله له التاريخ والاجيال القادمة بفخر واعتزاز شديد لانه انقذ بلده من سيطرة جماعة متطرفة دموية ارهابية كانت تنوى بيع مصر وتمزيقها الى دويلات ضعيفة.

ومع اعترافى الكامل بان ما فعله السيسى كان اشبه بحدوث معجزة من السماء لم اكن احلم بحدوثها انا وملايين من المصريين غيرى ايضا حيث كنا نتصور ان اخوان الخراب سوف يستمرون فى الحكم لمدة خمسين عاما على الاقل الا اننى بعد استقالته وتقديم اوراقه للترشح لرئاسة الجمهوريه بدأت اشعر بالشفقة على الرجل لان الشعب او غالبيته صاروا يتوقعون منه الكثير فى حالة فوزه فى الانتخابات .. بل لا ابالغ اذا قلت ان الكثيرين فى مصر بعد ان اعلن الرجل ترشحه للرئاسة صاروا يتخيلون انه يملك خاتم سليمان السحرى الذى سوف يقول له مثلما شاهدوا فى افلام السينما :"شوبيك لوبيك ايش طلباتك وطلبات شعبك" او عصا النبى موسى التى مكنته من عمل المعجزات والخروج بشعبه بسلام من ارض مصر رغم كل الصعوبات التى كانت تواجههم.

نعم الرجل متعلم وذكى وعقله متفتح وربما يكون لديه من المستشارين فريق عمل ممتاز ينصحه ويرشده ويوجهه الى الطريق السليم لحل المشاكل الهائلة التى تعانى منها البلد وتحقيق طموحات شعبه فى حالة اذا ما اصبح رئيسا للجمهورية الا انه فى نهاية الامر مجرد انسان مثلنا جميعا فرد واحد وسط 80 او 90 مليون يستحيل ان يفعل شيئا بدون تعاون ومشاركة من الجميع بلا استثناء ليس بالكلام اوالهتافات او مسيرات التأيد او والنفاق الجميل وانما بالعمل الجاد المخلص فى كافة المجالات وزيادة الانتاج فى المصانع والمزارع لتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج .

الذين يتصورون ان مشاكل مصر تنحصر فقط فى القضاء على التطرف والجماعات الارهابية وفى مقدمتهم جماعة اخوان الخراب اقول لهم انتم مخطأون فمصر لاتحارب فقط الارهاب والتطرف ولكن تحارب ايضا الفقر والجهل وتكافح من اجل عدم تدهور الاقتصاد وزيادة الموارد المالية التى تقلصت نتيجة هروب السياح والمسثمرين واصحاب روؤس الاموال سواء كانوا من المصريين او الاجانب..ناهيك عن مشكلة المياة الخطيرة مع اثيوبيا ودول حوض النيل والزيادة المخيفة فى تعداد السكان .

لاشك ان المشير السيسى ذكى جدا و محب ومخلص وغيور على بلده وكان ولا يزال على استعداد للتضحية بحياته من اجلها والدليل على صحة ما اقول هو انه وضع حياته على كف عفريت - كما يقولون فى مصر - عندما عندما اتخذ قراره بالتخلص من مرسى العياط وعصابته ولكن رغم كل ذلك دعونا نكون واقعين وعمليين ولا نتوقع منه ان يلف الكرة الارضية قبل او بعد توليه الرئاسة للعثور على خاتم سليمان او يقوم بتكليف علماء الاثار فى مصر للبحث عن عصا النبى موسى لكى يصنع من خلالها المعجزات ويعبر بها هو وشعبه الى بر الامان والخير والازدهار.

خلاصة الكلام وارجو الا يغضب البعض منه او يساء فهمه هو : مشاكل مصر والتحديات التى تواجهها فى مختلف المجالات لا يستطيع السيسى وحده او اى رئيس يتولى مسئولية الحكم  التصدى لها وايجاد حلول عملية وواقعية على المدى القريب والمتوسط الا اذا اصبح كل رجل وامرأة وطفل وطفلة فى مصر عونا ومساعدا له ومعضدين للحكومة التى سوف يكلف بها رئيس الوزراء القادم بتشكيلها للنهوض بمصر فى اقصر وقت ممكن وباقل قدر ممكن من المعاناة والتضحيات.