محمد سلماوي | الاربعاء ٢ ابريل ٢٠١٤ -
٤٨:
٠٢ م +02:00 EET
محمد سلماوي
فى لقاء موسع مع مجموعة من الصحفيين الهنود العاملين بصحف «تايمز أوف إنديا» و«أوتلوك» و«هندوستان تايمز» ووكالة «ABP» وغيرها، كان الموضوع الأول الذى واجهونى به هو حكم الإعدام الذى صدر فى القاهرة بحق 529 من أعضاء جماعة الإخوان.
كنت أنتظر من هذا اللقاء أن يقوم الصحفيون الهنود بإلقاء الضوء على المشهد السياسى الهندى، خاصة والبلاد مقبلة على انتخابات جديدة ينتظر أن تحدث تغييراً كبيراً فى الهند، نظراً للخسارة المحققة التى سيمنى بها حزب المؤتمر الحاكم، لكن أحداث مصر سبقت الحديث عن الهند واقتطعت من الوقت المخصص له.
قلت: لقد سمعت منكم جميعاً عن ذلك الحكم الذى وصفتموه بالصادم، لكنى لم أسمع عن الاتهامات التى بنى عليها، ولقد بحثت فى صحفكم هذا الصباح عن هذه الاتهامات فلم أجدها، وهكذا بدا أن الحكم قد صدر بإعدامهم لسبب واحد، وهو أنهم ينتمون لتنظيمات إسلامية، وهو تشويه للحقيقة وإغفال لحق القارئ فى أن يعرف الحقيقة.
رد على أحدهم قائلاً: لكن الحكم كان صادماً، فإصدار حكم إعدام بحق 599 متهماً دفعة واحدة وبهذا الشكل المتعجل ليس بالأمر الهين.
قلت: أولاً هم 529 وليس 599، ثم إن هناك قائمة من الاتهامات تكفى كل واحدة منها لإصدار حكم الإعدام على المتهمين، وها هى بعضها:
حرق مجمع للقوات المسلحة خلف محافظة المنيا، سحل المقدس إسكندر طؤس بدلجا، سحل الضابط كريم فؤاد بشرطة مطاى بالمنيا، حرق مركز شرطة مطاى، حرق كنيسة الأنبا موسى بأبو الهلال بالمنيا، الاعتداء على منازل ومتاجر الأقباط ببنى أحمد بالمنيا، حرق الكنيسة الإنجيلية ببنى مزار، الاعتداء على الكنيسة المعمدانية ببنى مزار وسرقة محتوياتها، حرق كنيسة الأمير تادرس، الاعتداء على جثمان نائب مأمور قسم مطاى بعد وفاته بالمستشفى ومحاولة التمثيل به.
ثم قلت: تريدوننى أن أكمل أم أكتفى بذلك؟ ثم إن معظم من صدرت عليهم هذه الأحكام هاربون لم يمثلوا أمام المحكمة، وهذا الحكم ابتدائى لن ينفذ إلا إذا تم تأييده فى مراحل التقاضى التالية وهى الاستئناف والنقض.
لقد وصفتم الحكم بأنه صادم، لكن ماذا عن الجرائم التى ارتكبها المتهمون؟ أليس حرق الكنائس والاعتداء على المقار العسكرية وقتل وسحل المواطنين بسبب ديانتهم والاعتداء على متاجرهم وسرقة محتوياتها صادماً هو الآخر؟!
إننى لم أقرأ شيئاً من ذلك فى صحفكم لأنكم تستقون أخباركم من الوكالات الغربية، وتلك لها أجندتها الخاصة.
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع