الأقباط متحدون - رسائل شاذة مثل الفتاوى
أخر تحديث ٢٢:٥٧ | الاربعاء ٢ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣٤ | العدد ٣١٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسائل شاذة مثل الفتاوى

كمال الهلباوي
كمال الهلباوي

ونجحت تمرد فى الثورة، ولم نشاهد حركة تجرد التى وعد بها عاصم عبد الماجد الذى أخذ مفاتيح الجنة والنار من الله تعالى ومن الملائكة، وقال على منصة رابعة : قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». لا يمكن بحال من الأحوال أن يسمح الشعب ولا القوات المسلحة الوطنية بتقسيم الوطن، حسب رأى عاصم عبدالماجد وشركاه

وصلتنى على الهاتف المحمول الرسالة التالية فى تمام الساعة الخامسة إلا ست دقائق فجر الجمعة 28 /3/ 2013 من الهاتف 01025197236 +2. «حسبى الله عليك ياخاين دينك، يامن بعت دينك بدنيا الانقلابيين، رايح أوروبا أنت وميرفت التلاوى تشوش على اغتصاب الحرائر والشباب الطاهر حافظ القرآن، ربنا يجعل هذا العمل لك وأولادك، ويبتليك بمرض عضال ويطول فى عمرك».

وقفت أمام الرسالة عند قراءتها ونحن نستعد لصلاة الفجر، وقفت، متعجبا ممن يخافون على الدين وهذا أمر جميل، ويحسبون أنهم يدافعون عنه بالسباب والشتائم، والمسلم ليس أبدا بشَّتام ولا لعَّان ولا سبّاب ولافاحش ولا بَذىء.

يخون الإنسان دينه، عندما يهجره كاملا أو جزءاً منه، منكرا له، أو يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه الآخر، وأشهد الله تعالى أننى أشهد ألا إله إلا الله تعالى، وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأننى أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، وأقول دائما لله تعالى ورسله « سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».

وأدرك يقينا أن هناك آخرة وحسابًا وجزاء ورحمة من الله تعالى، وأننا لن ندخل الجنة بأعمالنا ولكن برحمة الله تعالى، كما أننى أؤمن بأن الله تعالى وحده – وليس أحداً من الخلق – هو القادر على أن يحكم على الإنسان وعمله، بما فى ذلك النية «‏إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى». أنا لم ولن أبيع دينى مقابل دنيا أحد أبدا ولا حتى نفسى، وأسأل الله تعالى أن يعيننى على ذلك. أما من يصفهم من أرسل هذه الرسالة بالانقلابيين، فإننى أراهم ساسة تصحيحيين، وقفوا وراء دعم ثورة عظيمة هى ثورة 30 يونيو 2013، التى ظنها الإخوان والتحالف الفاسد المسمى دعم الشرعية بأنها زوبعة فى فنجان. ونجحت تمرد فى الثورة، ولم نشاهد حركة تجرد التى وعد بها عاصم عبد الماجد الذى أخذ مفاتيح الجنة والنار من الله تعالى ومن الملائكة، وقال على منصة رابعة : قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار». لا يمكن بحال من الأحوال أن يسمح الشعب ولا القوات المسلحة الوطنية بتقسيم الوطن، حسب رأى عاصم عبدالماجد وشركاه.

أما رحلة أوروبا مع الأستاذة السفيرة ميرفت التلاوى، فكل منا كان فى رحلة مستقلة. كنت مع وفد شعبى وكانت السفيرة التلاوى مع وفد المجلس القومى للمرأة الذى ترأسه، وكانت الرحلة كلها للاشتراك فى اجتماعات مفوضية حقوق الإنسان فى جنيف فى أوائل شهر مارس الحالى. ويكفى فى هذه الرحلة أننى قلت لسفراء الهيمنة الغربية بقيادة أمريكا والقائم بالأعمال الأمريكى فى جنيف، مثلكم لا يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر، مصر ليس فيها «جوانتانامو» ولا «أبو غريب».

اتهمتنى الرسالة ظلما، بأننى ذهبت إلى أوروبا للتشويش على اغتصاب الحرائر والشباب الطاهر حافظ القرآن، ولا يفعل هذا أو يقبل به إلا ديوس، ولم يحدث هذا الاغتصاب فى مصر بسبب سياسى أو خلاف فى الرأى، والشباب الطاهر حافظ القرآن، لايجوز له ولا لقياداته أن يسعى فى تدمير الوطن، وارتكاب جرائم قتل أو شروع فى قتل أو التحريض عليه أو التجمهر مع العنف، وحرق الممتلكات العامة والخاصة، وتصنيع المتفجرات، وحمل المولوتوف وأعمال العنف والبلطجة، والتظاهر السلمى، وحرق مراكز الشرطة والمحاكم أو الاستعانة بالمجتمع الدولى لنكون مثل العراق وسوريا وغيرها. الشباب الطاهر لايفعل شيئا من ذلك فى وقت يضرب الإرهاب مصر بعملياته القذرة الإجرامية وأقربها عرب شركس. أما الدعاء الذى خصنى به الراسل، فإن الله تعالى «يدافع عن الذين آمنوا»، ويقول تعالى «إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ»، وأنا من جانبى أدعو الله تعالى بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم « اللهم اهد قومى فإنهم لايعلمون «وأخيرا فإن الاختلاف السياسى وحتى الدينى، لا ينبغى أن يؤدى إلى تفرق أو تدمير الأوطان، فلا إكراه فى الدين ولا السياسة. والله الموفق

نقلا عن الدستور


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع