الأقباط متحدون - ساندوتشات السالمونيلا تيك أواى فى طب عين شمس
أخر تحديث ٠١:٥٤ | الاربعاء ٢ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٣٤ | العدد ٣١٤٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ساندوتشات السالمونيلا تيك أواى فى طب عين شمس

خالد منتصر
خالد منتصر

لم أقم بزيارة كلية طب عين شمس منذ ما قبل ثورة يناير، وعندما حانت فرصة تسجيل حلقة من «معمل النوم» هناك بدعوة كريمة من الصديق العالم النفسى الجليل د. طارق أسعد اقتنصتها فوراً وذهبت إلى هناك، وفى مخيلتى الذكريات الجميلة عن هذه الكلية العريقة وشياكتها وجمالها وصرامتها ونظامها، التى كنا نحسدها عليها نحن أبناء «قصر العينى»، وما إن دخلت من باب الكلية حتى استيقظت من أحلامى الوردية على منظر كارثى فانتقلت بالفمتوثانية من حديقة وقصر قوت القلوب الدمرداشية إلى سويقة اللالا العين شمسية!

سوق التلات فى أسوأ صوره، رائحة تزكم الأنوف وأكشاك الكبدة والمونبار والشاورمة والطعمية والباذنجان والسجاير الفرط والسالمونيلا والكوليرا والانتاميبا هستولتيكا والسركاريا مشقوقة الذيل ودودة الأنكليستوما الدموية، القرص والسميط وفطير العجوة يحملها صبيان على أدمغتهم فى مشنّات وكأننا فى مقابر الغفير ومعهم بيض مسلوق منذ العصر الحجرى، كل ما سبق تغلفه رائحة الأمونيا والنشادر المخمرة من بول الأجيال المتتالية مضافاً إليها فى نغاشيش خياشيمك أسوأ رائحة زيت مقلى فى التاريخ أعتقد أنهم يستخدمونها كمقيئ فى مركز السموم المجاور لهذه الأكشاك، الذى عرفت وأدركت لماذا يستقبلك هذا المبنى فى بداية دخولك الكلية! صدمت كيف لهذه الكلية العريقة أن تصل إلى هذا المستوى من الفوضى والانهيار والتلوث البصرى والبيئى؟! المدخل هو العنوان، هو البداية، هو لافتة الاستقبال، هو دلالة على ما يحدث فى الداخل، سألت عن سر هذا الغزو من تلك الأكشاك التى تحس معها أنك فى غُرزة من غرز العشوائيات ولماذا لا يتم طردهم وتنظيف المنطقة والتعاقد مع مطاعم شيك تهيئ لها أماكن محترمة لرواد وطلبة هذه الكلية المحترمة، وكان الرد: بيدفعوا فلوس كويسة للإيجار وبيدخلوا دخل للكلية!! تجوع عين شمس ولا تأكل بمونبارها!! هل هذه الأكشاك التى تبيع التلوث الصحى هى السبونسر والراعى الرسمى لكلية طب عريقة مثل طب عين شمس على آخر الزمن؟! إلى أين وصلنا وعلى أى شاطئ سنرسو؟ لا أريد رداً من نوعية «هذه مجرد شكليات»، فالشكل يعكس الجوهر، وخراب المظهر الخارجى يدل على السوس والنخر الداخلى، هل أدعو وأقول: يا رب رجع لنا قوت قلوب دمرداشية من تانى تتبرع بأرضها وأملاكها وفلوس والدها المتصوف عشان تبنى مستشفى وكلية وكمان تخصص جائزة أدبية يكسبها شاب اسمه نجيب محفوظ، وبيقولوا عليها من أصول مملوكية وعيب نرجع المماليك، الظاهر أن الزمن القادم سنتوجه فيه بالدعاء: يا رب رجع لنا المماليك، وستصبح هذه أقصى أمانينا!

نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع