اشرف دوس
لم تعد القراءة ضمن اهتمامات الناس المشغولين باللهث وراء لقمة العيش و"الشعبطة" فى المواصلات، وقضاء الساعات محتجزين في وسائل النقل العامة والسيارات الخاصة، ومحشورين في الشوارع التي تكدست وتحولت إلى جراج كبير متحرك يضغط على الأعصاب ويجعل الجميع فى حالة تبرم وضجر.
وما يكاد المصري المطحون يصل إلى المنزل، ويتناول وجبته، حتى يلقى بنفسه فى السرير أو أمام التليفزيون، أو يخرج فى المساء للجلوس على المقاهي التي انتشرت كالسرطان في كل شارع وحارة وزقاق من أزقة مصر المحروسة..فأين الوقت إذن للقراءة وأين الدماغ التي يمكن أن تستوعب فكرة أو معلومة، أو تهتم بثقافة، أو تحن إلى غذاء الروح فى بلد قال عنه الشاعر الراحل أمل دنقل "إنه بلد لم يعد فيه روح"