الأقباط متحدون - الموت على جذع شجرة!!
أخر تحديث ٠٦:٠٠ | السبت ٥ ابريل ٢٠١٤ | برمهات ١٧٣٠ ش ٢٧ | العدد ٣١٥٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الموت على جذع شجرة!!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم مدحت بشاي
 «القنابل تدخل الجامعة، لكن الشرطة والأمن لا مع تحيات د. جابر جاد نصار».. ده كلام أصدقائي على صفحات الفيسبوك، قمة الغضب على رجل أصر إصراراً عجيباً على منح كل الفرص الممكنة لخفافيش التخلف الإرهابية، ليهينوا الجامعة الأم صاحبة التاريخ الرائع (بشر وحجر وتراث وعلوم..) بتفهم مغلوط لقداسة الحرم الجامعي، التي بالغ من أمر حرمة إطارها المكاني بما جار على أهمية أمان شاغليها بشكل غاية في الغرابة..

الحكاية بدايتها كانت على يد جماعة من الأساتذة أطلقوا على تجمعهم «حركة  9 مارس» بقيادة الدكتور «محمد أبوالغار»، وما ارتكبته الحركة من حماقة رفع قضية على جامعة القاهرة لإخراج الحرس الجامعي من الجامعة بدعوى تحقيق استقلال الجامعات، وكان المقصود جهاز أمن الدولة ومتابعاته وتدخلاته في أمور تعيين أعضاء هيئة التدريس وترقياتهم وانتخابات القيادات واتحادات الطلاب، وكان الأجدى بالحركة المطالبة بفصل الجهاز الأمنى عن قوات الحرس فقط وعدم تدخله في أي شأن علمي أو تعليمي جامعي..

أما المقصد الحقيقي لأعضاء الحركة من السعي الرذيل من أجل خروج الحرس الجامعي من الجامعات، يا ريت نعرف يا بتوع الحركة.. يعني إيه جامعة فيها ما يقرب من نصف مليون طالب وموظف وعضو هيئة تدريس، وعلى أرضها مدرجات ومعامل وورش ومكاتب إدارية لا يقوم على حمايتها بشكل مباشر وحاضر شرطة جاهزة للذود عنها (يحكي رئيس نادي أعضاء التدريس بجامعة الأزهر، إن مهزلة وجود الشرطة حول الجامعة أدى إلى مأساة احتراق أربعة مباني كبرى لكليات الجامعة نتيجة لتأخر وصول قوات الشرطة إلى الداخل، ولولا ستر الله ورعايته بالسيطرة على الحرائق قبل اقترابها بأمتار معدودة من معامل كلية العلوم التي يتم فيها استخدام المواد المشعة لكنا أمام كارثة على المنطقة كلها!!)..

يا ريت كان الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي السابق، والوزير الحالي ورؤساء الجامعات اللي أصروا على عدم عودة الحرس الجامعي يخرجون للناس بحصر كامل للخسائر المادية في المنشآت التي استهدفها إخوان البشاعة، فضلاً عن سقوط ضحايا جُرم فكرة الحفاظ على حرمة الحرم الجامعي، فتم انتهاك حق الناس في الحياة والتعليم والأمن.. من سيحاسب هؤلاء؟!!.. إن ما تخلف عن بشاعة قرارهم من تنامي حالات الاعتداء على قدر ومكانة الأستاذ الجامعي، وتجاوز طلاب الإخوان وغيرهم حدودهم في علاقتهم بأساتذتهم، استثماراً لحالة الفوضى في الجامعات مما ساهم في كسر حاجز الاحترام المطلوب بين الطالب والأستاذ، وهو أمر سيصعب إصلاحه (الطلاب في جامعة القاهرة على سبيل المثال اقتحموا مكتب عميد كلية الحقوق وهو غير موجود فهشموا كل ما وقع تحت أياديهم من موجودات تراث وتاريخ غرفة رموز عظيمة أجنبية ومصرية جلست على كرسي عمادة تلك الكلية، أما ما حدث في جامعة الأزهر فحدث ولا حرج من أحداث تعرية وعض وإهانة ومنع دخول بعض عضوات هيئة التدريس في مشاهد مخزية، وأداء الامتحانات في بعض الكليات في مناخ غير صالح على وجه الإطلاق لأداء الطلاب للامتحانات...).

وأخيراً، كان الخبر التالي «انفجرت قنبلتان فى كشك تمركز قوات الشرطة الكائن نهاية شارع النهضة أمام الباب الرئيسى لجامعة القاهرة، وأدى الانفجار إلى إصابة أعداد من المتواجدين بينهم ضابطا شرطة، وكان سقوط شهداء وجرحى. وهرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث لنقل المصابين، فيما تسود حالة من الفزع والخوف بين المتواجدين فى ميدان النهضة».. ثم توالت الأنباء من موقع الحدث، والإفادة بزراعة القنابل على أغصان الشجر حتى لا ترصده كاميرات، أو تتوقع وجودها القوات القائمة على تمشيط المنطقة.. إنهم يزرعون الموت على أشجار الخير والنماء، فتحرقها لتختفي عبارات الحب بين عشاق الحياة على جذوعها.

أما رد فعل الرئيس، فقد شجب الحدث زيه زينا، وشوفوا لما الحكومة الهميمة اجتمعت لبحث تبعات الحادثة صدر عنها بيان هزيل بيقول إيه؟.. «قرر رئيس مجلس الوزراء، تكثيف التواجد الأمني في المناطق المحيطة بالجامعات، بالإضافة إلى تكثيف الدوريات الأمنية المشتركة بين القوات المسلحة والشرطة على مدار اليوم. أما وزير التعليم العالى فقد علق قائلاً: «إن الحرس الجامعى بتاع زمان لا يمكنه السيطرة الآن على الطلاب، لأن هيبة الحرس الجامعى تحطمت بعد ثورة 25 يناير»!.. يسلم فمك يا معالي الوزير الكاره للثورة، وزغردي ياللي مش غرمانة!.. فضوها سيرة أحسن، وكفاية فرستونا وقرروا وقف الدراسة، كفاية دماء وخسائر اقتصادية وتدمير منشآت، ولما تكونوا جاهزين للحكم رجعوا الدراسة، الناس مودية ولادها الجامعات تتعلم مش يقع عليها قنابل من على الشجر!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter