عرض / سامية عياد
فى ترتيب آحاد الصوم الكبير تقرأ الكنيسة فى قداس أحد التناصير إنجيل المولود أعمى إنجيل يوحنا الاصحاح التاسع ، نحن ننال الاستنارة فى المعمودية كما نالها المولود أعمى ، ونلاحظ أن المولود أعمى عندما اغتسل فى بركة سلوم (إشارة الى المعمودية) أتى بصيرا ومن ثم استنار عقله وراح يوبخ اليهود المحتجين واعظا إياهم قائلا : " ونعلم أن الله لا يسمع للخطاة ولكن إن كان أحد يتقى الله ويفعل مشيئته فلهذا يسمع . منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عينى مولود أعمى . لو لم يكن هذا من الله لم يقدر أن يفعل شيئا " .
هكذا يحوى غلاف الكرازة فى عددها الثالث عشر والرابع عشر للسنة الثانية والأربعون على هذه النبذة عن المعموية ، وتستكمل الكرازة الحديث عن المعمودية والاستنارة داخل صفحاتها على لسان القمص بنيامين المحرقى ومقاله بعنوان " كنت أعمى والآن أبصر" ، لقد نال المولود أعمى بخلاف نعمة الإبصار نعمة أكبر هى نعمة البصيرة الروحية التى عمقت إيمانه بالله مترجما ذلك فى دافعه عن الإيمان ، فشهد لنعمة المعمودية وفاعليتها فيه ، هناك كثيرون " لهم أعين ولا يبصرون ، لهم آذان ولا يسمعون" ، البصيرة الروحية هى سر جمال النفس البشرية وقد شهد بذلك العريس السمائى فى سفر الأناشيد قائلا " ها أنت جميلة يا حبيبتى ها أنت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك " ، فالعين الداخلية التى تمنح الاستنارة غير ظاهرة.
لكن ، كيف نحصل على هذه البصيرة الروحية؟
نحصل على البصيرة الروحية عن طريق سر التوبة ، فقد حصل عليها الابن الضال عندما رجع الى نفسه قائلا " أقوم وأذهب الى أبى وأقول له : يا أبى أخطأت الى السماء وقدامك " ، ايضا نحصل على البصيرة الروحية من خلال علاقتنا الشخصية مع المسيح ، فالمرأة السامرية بعد أن تقابلت مع المسيح وحصلت على ماء الحياة الأبدية استطاعت أن تحصل على البصيرة الروحية وتبشر وتشهد للسيد المسيح "هلموا انظروا إنسانا قال لى كل ما فعلت . ألعل هذا هو المسيح؟" ، كذلك المولود أعمى بعد أن تقابل مع المسيح نال الاستنارة ، ويبقى لنا ضرورة الاستعداد الروحى وبساطة الإيمان لكى ننال البصيرة الروحية ، كان لدى المولود أعمى استعداد روحى ، وقدم أعمالا أظهرت هذا الإيمان ، عندما أطاع المخلص ومضى واغتسل ، فقد كان له أن يستنكر قوة الروح العاملة فى الماء لكن هذا المولود أعمى أطاع بإيمان وبغير ذلك ما كان حصل على هذه النعمة .
انتظرونا فى الحلقة القادمة ونياحة الطريرك ماراغناطيوس زكا الأول ، ومشاركة قداسة البابا تواضروس الثانى فى الصلاة على الجثمان الطاهر.