إلى المواطن والمرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسى..
هذا هو الخطاب الرابع الذى أوجهه إليك، وجهت إليك قبل ذلك ثلاثة خطابات، ابتداءً من ديسمبر 2012، ولكن فى هذه المرة خطابى مختلف، لأنه يأتى فى وقت عصيب، وفترة تاريخية حاسمة..
فكرت كثيراً ألا أكتبه، وأن ألتزم الصمت، شأنى شأن غيرى، لكننى أدركت أنها ستكون خيانة لك وللوطن، وخيانة لنفسى ولموقفى الذى أعلنته بلا تردد منذ اللحظة الأولى لانحيازك إلى الشعب..
أكتب إليك هذه الكلمات، من القلب، لا أسعى من خلالها إلا إلى مصلحة الوطن، وابنه البار، الذى سعينا وبذلنا جميعاً كل الجهد من أجل إقناعه بأن يترشح وأن يتصدى للمسئولية فى هذه اللحظة التاريخية.
أعرف أنك زاهد، وراض، ومتصالح مع نفسك، أدرك عمق إيمانك، ونزاهتك، ووطنيتك، فأنت خير من يشعر بنا، وخير من يتحدث نيابة عنا، وخير من حمل روحه على كفه لإنقاذ بلدنا..
أيها الفارس النبيل والقائد الجسور بقينا شهوراً كثيرة، نطالبك بالترشح، كنت تدرس الأمر وتستمع إلى آراء المقربين، لم يكن تردداً، ولا تخلياً عن مسئولية ميدانية أنت مكلف بها، ولكنه التأنى والصبر الذى تميزت به.
ظل الكلام يتردد فى الحوارى والمقاهى، فى أوساط المثقفين وعلى شاشات الفضائيات، كنا نعطيك العذر ونقول فلننتظر الانتهاء من الدستور، إنك تريد أن تطمئن إلى رأى الناس، كان الاعتقاد السائد لديك ولدينا أن نسبة الموافقة على الدستور، تعنى الموافقة على ترشّحك، هكذا اعتقدنا جميعاً، خرجنا، وقف المصريون طوابير طويلة، أكثر من عشرين مليون مواطن زحفوا إلى صناديق الاستفتاء، وكانت النسبة 98.1٪ قالوا «نعم»، إنها نسبة ليست بالقليلة، نسبة كاسحة، لم تحدث فى تاريخ أى بلد، لكنها كانت استفتاءً على شخصك، وتلك هى الحقيقة..
قلنا إن لدينا ملاحظات كثيرة على هذا الدستور الذى قلص سلطات رئيس الجمهورية وتناسى حقائق الواقع فى مصر، لكننا مضينا، وقلنا «نعم» بكل قوة، لأننا كنا نعرف أن «نعم» تعنى أيضاً «نعم» لترشيح المواطن عبدالفتاح السيسى..
قلوب المصريين تعلقت بك، انتظرنا قرارك، كان الاعتقاد السائد أنك ستعلن هذا القرار بعد الإعلان عن نتيجة الدستور مباشرة، لكن ذلك لم يحدث، كنا نعرف أنك تنتظر رأى الناس فى الشارع من خلال خروجهم فى مظاهرات للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، كنا نعرف أنك ترهن قرارك بخروج الناس..
وجاء 25 يناير وخرج الملايين إلى الشوارع، وانتظرنا الإعلان، إلا أنه جاء على صيغة بيان أصدره المجلس الأعلى للقوات المسلحة يؤكد فيه أنه يحترم رغبتك فى الترشح لمنصب الرئيس..
لم يشفِ هذا الكلام غليلاً لأحد، انطلقت الشائعات بعد أيام قليلة، هناك من قال إن ضغوطاً هائلة تمنعك، وهناك من ردد أسماء آخرين، وهناك من راح يُعطى تبريرات وتصورات كل وفق ما يريد!!
ازداد الأمر تعقيداً بعد أن خرج علينا السيد عمرو موسى ليبلغنا بأن ترشّحك سيُعلن فى الأول من مارس، لكن ذلك لم يحدث، مواعيد متناقضة، وأنت تلتزم الصمت، كنا نقول للناس إن المرشح المحتمل المشير السيسى ينتظر قانون الانتخابات الرئاسية، وإن هناك أموراً يجرى ترتيبها داخل القوات المسلحة هى التى تعوق هذا الإعلان..
ورغم عدم اقتناع الكثيرين بذلك، فإن حالة الصمت ظلت هى السائدة، راح البعض يتساءل: إيه الحكاية؟ وراح آخرون يرددون مجدداً مخاوف مزعومة حال ترشح المشير، والبعض الآخر راح يقول: «ليته يبقى فى منصبه كوزير للدفاع فهذا أفضل له ولمصر..»!!
ظل الناس يكتمون أنفاسهم إلى أن خرج علينا السيد عمرو موسى، ليُعلن الخطوط العريضة للبرنامج الانتخابى للمشير، ويومها بشرنا بأنه يجرى الانتهاء من البرنامج الذى سيعلنه سيادة المشير بنفسه.
ترددت قبلها أسماء عدد من أعضاء الحملة الانتخابية، لن أناقش الأسماء ومن وقف معهم منهم «مرسى» ومن مهد له الطريق، لن أتحدث عن قبول الناس أو عدم قبولهم لهذا الشخص أو ذاك، لكننى كنت منذ البداية مع وجهة النظر التى تقول: «نتمنى أن تكون الحملة الانتخابية للمشير من شباب وقيادات شعبية ليست مشهورة أو هى محل جدل فى مواقفها السياسية مع احترامنا لشخوصهم جميعاً».. وإن كان ذلك لا يمنع وجود شخصيات لها كل التقدير والاحترام وتبذل أقصى ما لديها من جهد، وأولهم المنسق العام السفير محمود كارم.
تحدثت فى ذلك مع كثيرين، وقلت إننا مع المشير قلباً وقالباً ولكن لا أحد منا أو من أى خندق آخر يجب أن يتصدر المشهد، كنت أدرك أنك لست فى حاجة إلى حملة انتخابية، بقدر ما أنت فى حاجة إلى التنظيم الداخلى فقط..
لكننا فوجئنا بتسريب أسماء بعينها، وخروج البعض منها متحدثاً بالنيابة عنك، فراح البعض يسرّب للصحف أسماء المشاركين، بل وتطوع بعضهم بدس معلومات عن زملائهم، ولقاءات جرى فيها النقاش حول البرنامج أو غيره إلى الصحف ووسائل الإعلام، وبدلاً من أن ينشغل الناس برؤيتك وأفكارك راحوا يتحدثون فى النميمة التى بدأت تتسرب عن حملتك الانتخابية، وبدأنا نرى صورة أخرى، غير ما ينتظره الناس!!
مقالات وأخبار، مانشيتات، وحلقات برامج فضائية جميعها تتحدث عن أسرار الحملة المسربة عمداً، بالصواب، والخطأ، وعن أسباب اختيار هذا الشخص أو ذاك، فتشوا فى صفحات البعض منهم، قالوا إن فلان جاء بمجموعته بهدف السيطرة، وهناك من تطوع وقالوا إن مجلس المستشارين هو الفريق الرئاسى المستقبلىّ، وقس على ذلك.
كان الناس يتابعون وهم فى حالة دهشة، ويتساءلون: لماذا يصمت المشير على هذا الذى يجرى، ومتى يضع حداً لهذا الهزل، ولماذا يترك الأمور تتداعى بهذا الشكل؟!
ازداد الأمر تعقيداً مع الحديث عن المنسقين بالمحافظات، هذا متهم فى قضية نصب، وذاك من شلة فلان، وهذا شخص لا رصيد له فى المحافظة، أما ذاك فلا خبرة له، ولا أحد يعرفه من قبل..!!
اشتكى الناس فى المحافظات، أرادوا إسماعك أصواتهم، لكنهم لم يتمكنوا، بدأت أسمع أصواتاً تئن لأناس لا يمكن الشك فى مواقفهم الداعمة لك، لكنهم يتساءلون فى حسرة: من وراء هذه الاختيارات؟!
عائلات وقوى، أفراد، وقيادات، جميعهم غاضبون، هناك من يشعل النار داخل الأوساط، حتى إن البعض منهم راح يقول: «لن أقف ضد المشير، لكننى لن أخرج من بيتى يوم الانتخاب»!!
كنت أستمع إلى هذا الكلام والحسرة تنتابنى، بل إن ذات الكلمات سمعتها من شخصيات داخل الحملة الانتخابية ذاتها، فمن وراء ذلك، ومن يريد الإضرار بك..؟!
هناك من يتعمد ألا يطرح أمامك حقائق ما يجرى، هم يريدون أن يستأثروا بك وبكل شىء، لا يجرؤون على إبلاغك، فقط يقدمون التقارير الورقية، بينما الكثير منهم لا يعرفون حقائق ما يجرى، وإن عرفوا، التزموا الصمت، كله حيعدى!!
إن هناك الملايين الذين يحبونك والذين سيبقون دوماً حائط الصد دفاعاً عنك، ولكن أبداً لن يرضى الناس بمن يحاولون عزلك عنا، وتقديم النصائح الضارة إليك، ظناً منهم أن هذا هو الذى يرضيك.. وأنت غير ذلك تماماً!!
ثانياً: منذ أن أعلنت عن ترشحك، نعيش حالة صمت مطبق، لم نسمع عن بيان صدر، أو عن نعى لشهداء سقطوا ينطلق من حملتك، لم نرَ تحركاً باتجاه ما جرى فى أسوان أو غيرها من الأحداث، لم نسمع حتى ماذا ناقشت مع الوفود التى التقيتها وكأنها أسرار عسكرية لا يجوز إفشاؤها، غبت عن الساحة وظهر الآخرون، ترددت حملتك حتى فى تعيين متحدث إعلامى، ثار جدل حول أحد الأسماء المرشحة.
والأغرب أن الصحف ووسائل الإعلام لا تستطيع استقاء معلومة واحدة عما يجرى فى ساعات طوال بينك وبين الوفود التى تلتقيها.. لمصلحة مَن يا سيادة المشير أن تغيب عن الإعلام، وأن يظل الناس حيارى، يلتقطون فقط معلومة من هنا أو هناك، بل حتى أبناء المحافظات الذين تستقبل وفوداً منهم، لا يعرفون ماذا قالوا لك وماذا قلت لهم؟!
ثالثاً: أدرك ويدرك غيرى أنك مستهدف وأن المخاطر الأمنية كبيرة، لكن هناك وسائل متعددة للتواصل مع الناس، كنت أتمنى أن تبدأها بلقاءات مع الصحافة والإعلام تشرح لهم رؤيتك وتستمع إلى تساؤلاتهم، بعيداً عن محاذير فترة الدعاية المحددة من اللجنة العليا للانتخابات، لا أعرف مبرراً للصمت وترك الأمور تتداعى، هذا خطر يا سيادة المشير، ومن يقل غير ذلك يسعى إلى الإضرار بك، ويصور لك الأمور على غير حقيقتها.
رابعاً: بحثت داخل الحملة عن بعض هؤلاء الذين حملوا فى الشارع راية المطالبة بترشحك من حركات شعبية ووطنية متعددة، فى مقدمتها «كمل جميلك.. بأمر الشعب.. الجبهة الشعبية لدعم السيسى» وغيرها.. ولكننى لم أجد أحداً، بل الأخطر أنهم جميعاً طلبوا لقاءً مع أى من القريبين منك فقط لإبلاغهم بآرائهم فى التحرك وملاحظاتهم على بعض ما يجرى، ولكن للأسف فشلوا.. وهو أمر كان له تأثيره على هذا الشباب الوطنى الذى واجه وتصدى وتعرّض للأذى.
إن منطق «من معنا فهو مضمون»، سيؤثر بالسلب على جموع الكثيرين الذين يقفون فى خندقك، فليس كل الناس مستعدين لأن يتفهموا ويتحملوا، خصوصاً إذا كانوا يرون أن بعضاً ممن كانوا يهتفون: «يسقط حكم العسكر» وبعضاً ممن وقفوا إلى جوار محمد مرسى هم ضمن حملتك الانتخابية، بحجة إسكاتهم وضمان صمتهم!!
لقد تساءل البعض: هل هى محاولة لإرضاء المعارضين على حساب المؤيدين، أم أن ما يجرى يتم بحسن نية، بسبب سياسة الارتباك التى وضع البعض نفسه فيها، وكلها أمور تحتاج إلى معالجة حاسمة وسريعة منك شخصياً وليس من أحد سواك!!
خامساً: لقد أصابنى الهلع يا سيادة المشير عندما قرأت أن الاستطلاع الأخير لمركز «بصيرة» أكد تراجع نسبة المؤيدين لانتخابك إلى ٪29 بعد أن كانت ٪80، وأن النسبة الأخرى لا تزال تقف على الحياد أو لم تحدد اختيارها.. كيف ذلك؟ ومن المسئول عن تراجع النسبة إلى هذا الحد؟ أعرف أنك ستنجح من الجولة الأولى، ولكن ما يخيفنى هو نسبة المشاركة ونسبة الفوز، رهاننا هو أن تفوز بنسبة لا تقل عن ٪90، هكذا قال الاستفتاء عليك وعلى الدستور، لكن عليك أن تتساءل يا سيادة المشير: مَن وراء تراجع النسبة؟ وكيف يمكن علاجها؟!
إن هذه النسبة المحايدة حتى الآن يمكن أن تعود إليك وفوراً، إذا ما جرى التعامل برؤية أخرى، وآليات مختلفة، وخطاب واضح وتواصل مع الناس لأننى أدرك أن الناس معك وإلى جانبك وهى الآن تتعرض لحملة مسمومة من إعلاميين وصحفيين معروفين بتوجهاتهم المعادية لك ولنا.
سادساً: إننى لم أسمع رداً واحداً حتى الآن على الحملات الإعلامية التى تستهدفك فى الداخل والخارج، كأنهم غير معنيين، وكأنهم غير مهتمين، هذا أمر عجيب، لم نرَ له مثيلاً، لا فى الانتخابات الماضية، ولا فى الانتخابات الأمريكية ولا حتى فى انتخابات الواق الواق، إن المطلوب هو الرد السريع ودحض الشائعات والأكاذيب المغرضة.
سابعاً: تعرف يا سيادة المشير أن الصعيد عانى ولا يزال يعانى، وأن جماعات الإرهاب حاولت اختطافه فى الفترة الماضية، لكن الصعايدة فى أغلب المحافظات كانوا كالعهد بهم، وضعوا لهم حداً وحالوا دون تظاهراتهم فى الكثير من المناطق، ولكن الصعايدة يا سيادة المشير لهم مداخل، عائلات فى القرى والنجوع والمدن والمراكز، قبليات، وفئات اجتماعية مختلفة، التوازنات فى التعامل مع المناطق مهمة وضرورية، الحاجة إلى قراءة خريطة العائلات والقبائل قبل التحرّك، كل ذلك أين نحن منه الآن؟ أيام قليلة ويبدأ انطلاق الحملات الانتخابية، ولم نسمع عن ذلك.
الصعايدة يريدون أن يسمعوا منك عن تصوراتك المستقبلية لهم ولحل مشاكلهم، لأنهم ملوا من الوعود، وهم يثقون فيك ويشعرون بأنك القائد المنتظر الذى سيقود البلاد إلى الأمان والتقدم، فأسرع الخطى نحوهم ولا تتركهم فريسة لأحد!!
ثامناً: يا سيادة المشير، لا تضع حاجزاً بينك وبين محبيك، أعرف أنك بسيط وطيب القلب، وابن حارة شعبية، ولذلك أنا على ثقة أنك لن تسمح أبداً بعزلك عن الناس، والاستماع إلى الآخرين مهما اختلفوا معك سياسياً أو فكرياً، نحن نحبك، ولكن هناك آخرين قد يختلفون معك لكنهم وطنيون وشرفاء، طالما أنهم ليسوا طرفاً فى مؤامرة وليسوا أعداء للدولة الوطنية، قد تكون لهم وجهات نظر تتعارض معك، لكن هؤلاء حتماً سيكونون أشرف من المنافقين، وأصدق من الكذابين، ولذلك يجب مد الجسور معهم جميعاً.
تاسعاً: نعرف أنك لن تتصالح مع الإرهابيين، ولن تمد يدك إلى القتلة والمجرمين، ولذلك ثق يا سيادة المشير أن الشعب المصرى لن يتسامح مع أحد من هؤلاء، هناك من يحاول توظيف كلامك عن عدم الإقصاء بطريقة خاطئة ويتجاهلون ما قلته إن عدم الإقصاء شرطه عدم تجاوز القانون أو صدور أحكام قانونية.. ولذلك نحن على ثقة بأنك ستؤكد هذا المفهوم، لأنك أول من يعرف مخاطر هؤلاء والجرائم التى ارتكبوها فى حق هذا الوطن.
عاشراً: هناك من يحاول إبعاد الكثيرين عنك بحجة أنهم كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى (المنحل) أو غيره، كلامهم جميل، لكن أهدافهم خبيثة، هم ينسّقون معهم من خلف ستار، لكنهم يريدون إبعاد هذه الكتلة عنك لأسباب يعرفونها جيداً.
الفاسدون والوجوه الكريهة لا مكان لهم لديك يا سيادة المشير، نعرف ذلك جيداً، لكن ليس معقولاً أن يصدر حكم بالإعدام السياسى على كل من انتمى إلى الحزب الوطنى، ولم يرتكب جرماً، هناك ثلاثة ملايين كانوا أعضاءً فى هذا الحزب، فهل كلهم فاسدون ومجرمون؟ هذا ليس معقولاً، إنها «مكارثية» جديدة، حرب تستهدف التفتيش فى النوايا والعقول، ليس بدافع وطنى، ولكن لحسابات سياسية معادية للوطن ولك شخصياً.. إنهم نفس الشخوص الذين دبّروا لجريمة أسوان التى راح ضحيتها العشرات قتلى وجرحى مباشرة بعد لقاء أبناء النوبة بك وإعلان تأييدهم لك، هذا أمر يدعو إلى التساؤل.. من الذى دبّر الفتنة بين الطرفين الذين وعاشوا قروناً فى أمن وسلام!!
سيادة المشير:
كلماتى إليك من القلب، فأنا أكتبها بحروف مجردة من أى مصالح أو تطلعات، لا هدف لى سوى وطنى والرجل الذى نرى فيه الأمل لإنقاذ هذا الوطن وبناء الدولة الحديثة وإعادة الهيبة إليها.
أنت بالنسبة لنا القائد الجسور الذى أنقذ مصر من براثن الإخوان، الرجل الذى حمل روحه على كفه مع زملائه من قادة جيشنا العظيم.
إننى أثق يا سيادة المشير أن كلماتى لن تذهب سدى، وأدرك أن الرجل الذى ينتظره المصريون، لن يتردد فى أن يستجيب لنداء المخلصين، والخائفين على الوطن.
ثق يا سيادة المشير أن حبنا لك نابع من حبنا للوطن، وأن وقوفنا إلى جوارك هو وقوف مع مصر التى باتت فى حاجة إلى قائد يتصدى ويتحدى.
إن العقد الاجتماعى الذى تحدثت عنه بيننا وبينك يقول إن صوتنا لك، شريطة أن تلتزم بالمصالحة الوطنية للبلاد، وبحل مشاكل الفقراء والمقهورين وباجتثاث الفساد ومواجهة المتآمرين، وحماية الوطن وأمنه واستعادة استقراره ونهضته.
ثقتنا بك كبيرة، وبلا حدود، نعرف قدرتك على تحمل المسئولية وانتماءك الوطنى الأصيل، سنقاتل معك كل حروبك ضد الفقر والتخلف والتبعية والإرهاب والفوضى.
يا سيادة المشير:
هذا الشعب لديه ثقة عارمة بشخصك النبيل، لذلك خرج وسيخرج، سيحميك ويتصدى لكل أعدائك، لكن فقط هو يريد أن يسمع كلماتك ورؤيتك وأن تسقط أى حواجز قد تمنعك عن التواصل معه.
لقد وصفك أحد القادة العسكريين من زملائك بأنك «القوى الأمين» اختصر كل العبارات والصفات فى كلمتين اثنتين، أنت جدير بهما.
راجع الملفات مجدداً، أدرك أن خلفك رجالاً شرفاء اقتربوا منك وعايشوك لسنوات طوال، منهم هذا الرجل الذى حتماً سيترك الخدمة ليلحق بك، لذلك نحن لا نفقد الأمل، لكننا نطلب التحرك السريع، وتلافى أى ملاحظات من شأنها عرقلة وصولنا. ثقة الشعب فى شخصك وقيادتك وبأرقام كبيرة فى انتخابات حرة ونزيهة سوف يشهد بها الجميع.
إن العالم كله يرقب ما يجرى فى مصر، المؤامرات لن تتوقف، والتحديات ستفرض نفسها، أردنا أم لم نرد، لكن قراءة التاريخ تؤكد أن مصر ستنتصر على خصومها، وأننا أمام لحظة تاريخية فارقة، حتماً ستلهم الآخرين درساً!!
نقلا عن الوطن