ولم يكتف بتطهير البلاد منهم بل طاردهم إلى فلسطين وشتت شملهم تماما، وبعد ذلك اتجه إلى الجنوب ليقضى على نفوذ بعض القبائل الزنجية التى كانت قد استقرت فى بلاد النوبة، وتجمعت قواها فى كرما وتحالفت مع ملوك الهكسوس، ونجح أحمس فى إعادة الأمن والطمأنينة هناك.

 

حكم مصر مدة تقرب من خمسة وعشرين عاما، أمضاها فى إزالة أكثر من قرن من الزمان، فوطد النظام وأصلح الأمور وعمر ما تخرب من المعابد، وشجع الناس على الدخول فى سلك الجندية وأقام حكمه على النظم العسكرية، فوجد بين المصريين إقبالا على الانخراط فى سلك الجندية التى رأى الناس فيها متنفسا للترقى والتقدم بالجهد الشخصى وليس بحسبهم ونسبهم.

 

فوضع بذلك الأسس الأولى لجيش اقتحم الحدود وسارع إلى البلاد المتاخمة ينتقل من نصر إلى نصر ويقضى على كل محاولة لاستعمار أجنبى آخر للوطن، وتدل موميائه المحفوظة فى المتحف المصرى على أنه مات فى الأربعين.

 

وعلى الرغم من أنه كان آخر ملوك الأسرة 17 إلا أن "مانيتون" وضعه على رأس الأسرة 18 باعتبار عهده بداية مرحلة جديدة بعد طرد الهكسوس، اهتم أحمس بالوراثة الشرعية للسلالة الملكية، فظهر فى عهده للمرة الأولى لقب "الزوجة الإلهية لآمون" وكان يطلق على زوجة الملك وأم أولاده التى تقوم بدور دينى مقدس فى المعبد.

 

وعلى هذا أصبح من المفروض أن يكون ولى العهد ابن أميرة، هى فى نفس الوقت بنت ملك وزوجة ملك وابنة الزوجة الإلهية لآمون، وأول من اتخذت هذا اللقب هى الملكة أحمس نفرتارى أخت وزوجة الملك أحمس وأم الملك أمنحوتب الأول.