أحد الشعانين – يوم تطهير الهيكل-
Oliver كتبها
بين المزود و أورشليم مت 21
رب المجد قرر أن يدخل مدينة الدماء ليسفك دمه.أورشليم القاتلة هي التي إستقبلته.أورشليم موضع السلام لا سلام فيها.و كيف يكون سلاماً و الأشرار فيها يتناحرون.جاء يسوع أورشليم كما كان في المزود.وديعاً راكباً علي أتان و جحش إبن أتان. يصطحب معه الحيوانات لكي يذكرنا بوداعة ميلاده و بأنه هو هو أمساً و اليوم و إلي الأبد.لم يتلون المسيح و لم تبدله السنون.ليس فيه تغيير و لا ظل دوران.
عند دخوله إرتجت المدينة.و هذا ما حدث عند مولده أيضاً.لأن الرب يسوع الداخل أورشليم هو بنفسه المولود الرقيق في بيت لحم.
كان الطريق مفروشاً بالأغصان عند دخوله.إنها نفس أحراش بيت لحم اليهودية. و كانت تسبحة الأطفال له تعيد تسبحة الملائكة عند مولده. كان هناك الذين تقدموا و الذين تبعوا.الرعاة تقدموا إلي مزوده و المجوس أتوا بعد ذلك.و عند دخوله أورشليم كانت نفس الأيقونة.أناس يتقدمون و آخرون يتبعون.فلنكن واحداً من هؤلاء الذين يتبعونه إلي الأبد.
كانت هناك تسبحة عالية الصوت تشمل الأرض و السماء.فهوذا الملك الآتي بإسم الرب في الأرض ينادونه أوصنا و هوذا الآب في الأعالي يختزن في شخصه مجد الإبن.و الناس يملأها الفرح.إنها تكرار تسبحة الميلاد المجد لله في الأعالي و علي الأرض السلام و في الناس المسرة.
التطهير
دخل يسوع إلي هيكل الله...عبارة عجيبة.دخل الهيكل الحقيقي إلي الهيكل الحجري.كرئيس كهنة دخل بسلطان إلي الهيكل الذي قدسه لكننا دنسناه.و ها هو قد جاء ليطهره فهل نقبل؟
كان في الهيكل بائعون,مشترون فمن هم؟ و كانت موائد صيارفة و كراسي باعة الحمام. فما هي هذه الأشياء؟
في حقيقة الأمر أن السيد المسيح له المجد كان يضع وصفاً دقيقاً للهيكل الجديد و لمن فيه.كيف يكون العمل و كيف يكون العاملون فيه.فالحفاظ علي الهيكل اليهودي لم يكن من مهام المسيح.فهو بذاته الذي قال عن خرابه.مت 24 :15 لذا لم يكن الأمر يخص الهيكل القديم بقدر ما يخص الكنيسة.فلنقرأ الأحداث إذن بروح العهد الجديد لنعرف من هؤلاء البائعون و المشترون .
البائعون
لان البائع لن يعود الى المبيع وان كانوا بعد بين الاحياء.لان الرؤيا على كل جمهورها فلا يعود والانسان بإثمه لا يشدّد حياته حز 7: 13 البائع هو من يستغني .البائع في الهيكل هو خادم لا يعرف قيمة النفس التي مات المسيح من أجلها.لهؤلاء نقول كيف تبيع ما لا تملك؟ ألم يشتر المسيح هذه النفوس بدمه الطاهر فكيف تبيع من لا تملك؟
عند هذا البائع لا قيمة للنفس. مع أن هلاك هذه النفس سيطلب منه.إنه البائع الذي لا يعود للمبيع أي للنفس التي باعها. البائعون هم الذين يخدمون بمقابل.إذا إنتفعوا كانوا في منتهي الهمة و النشاط و و إلا أصبحوا متخاذلين يجدون الأعذار وفيرة للتهرب من الخدمة.
البائع أيضاَ هو من لا يصبر إلي المنتهي.قصير النفس. مستعد لتسليم النفوس للهلاك دون أن يتأذي ضميره؟ هؤلاء لا ينصح المسيح بتسليمهم المهام الأولي في الكنيسة.هؤلاء يجب أن يكون بجوارهم من له صبر أكثر و طول بال.لهذا أرسلهم إثنين إثنين.لا يجب أن يكون البائعون أمناء خدمة أو كهنة أو اساقفة.
المشترون
طرد الرب المشترين لأنهم لم يشتروا شيئاً للرب.بل كان يشترون لأنفسهم يصنعون لأنفسهم مجداَ.الخدمة عندهم ملكية خاصة.ناسيين أنه كرم الرب الذي لا يمتلكون فيه شيئاً. هؤلاء هم الكرامون الأردياء الذين أرادوا أن يرثوا الكرم لأنفسهم و لحسابهم؟
يحسبون الخدمة صفقة تدار بمنطق الربح و الخسارة.حساباتهم مالية و ليست حسب الروح. يظنون النجاح في عدد المباني الجديدة و إرتفاع بند المتحصلات في كشوف البنوك.هؤلاء يقلبون عمل الرب إلي تجارة.هؤلاء مرفوضون بفم المسيح الرب نفسه.مرفوضون من الخدمة.و خدمتهم مرذولة لأنها جوفاء تتستر خلف إنجازات من الحجارة.هؤلاء يجب أن يسلكوا مثل زكا العشار.و يبدأوا من جديد تحت قدمي السيد يأتمرون بفكره و روحه القدوس.إذا فعلوا هكذا يعود الرب الذي كان مطروداً من بينهم فيسكن في بيوتهم.و يحدث خلاص لأهل هذا البيت و لشعب الكنيسة كله
موائد الصيارفة
كل ما يتوقعه منا الرب أن يجد في الكنيسة مذبح. في البيت مذبح و في القلب مذبح.هذه هي المائدة الوحيدة التي موضعها الهيكل الجديد.أما موائد المكسب فهي دخيلة علي الهيكل.كانت موائد الصيارفة تشتري العملات الأجنبية و تبدلها بعملة الهيكل.شاقل الهيكل.و كان الصيارفة يجيدون اللغات و يتكلمون بلغات أهل العالم.لكي يستطيعوا أن يكسبوا منهم المزيد عند تبديل العملات.الخدام الذين يتكلمون بلغة أهل العالم غير جديرون بأن يكونوا سفراء عن المسيح.الذين يأخذون مما للعالم لا يمكنهم أن يقدموا المسيح للناس.خذ من المسيح نفسه.ليست الخدمة مركزاً لتبادل العملات.في المسيح أنت تقدم لغة واحدة هي لغة الخلاص.أنت تقدم عملة واحدة هي دم المسيح.في الهيكل الجديد لا يرضي المسيح تبادل العملات إذ يجب أن نعرف و نقرر بوضوح لمن نخدم؟
كراسي باعة الحمام
كان الحمام يقدم من الفقراء ذبيحة محرقة.و ها قد جاء مخلص الجميع إلي الهيكل فما حاجتنا إلي باعة الحمام في الهيكل الجديد؟ من باعة الحمام سوي الذين يتمسكون بتقديم الذبائح القديمة بديلاً عن المسيح.الذين يبتكرون للناس مخلصاً آخر.الذين لا يصرون من قلوبهم علي تقديم المسيح مخلصاً وحيداً ووسيطاً بين الآب و الناس.الذين يتعاملون مع الأعمال علي أنها بديلاً للنعمة مع أنها مجرد تجاوب مع النعمة.الذين يجعلون من القديسين آلهة مع أنهم شفعاء كانوا تحت الآلام مثلنا و لهم ضعفات و خطايا سر الرب أن يغفرها لهم لأنه إله غني في محبته و رحمته و قد أرانا فيهم كيف يفرح الرب بالذين يتمسكون به لكنهم لم و لن يكونوا بديلاً عن المسيح في الكنيسة و في العقيدة و في حياتنا الشخصية.قد ظن باعة الحمام أنهم أبرار لأنهم يبيعون ذبائح للفقراء لكن المسيح طرد و سيطرد كل من يسعي لإيجاد بديل عن المسيح للكنيسة.سواء كان البديل كسب مالاً أوإسترضاء سلطة أو ترك القيادة لغير المسيح.هذا البديل كالحمام إذا إنقلب القفص يطير بعيداً عنك فتصبح عارياً و يضيع رأسمالك الوهمي. إذن فليكن المسيح رأسمالك عليه تستند في الخدمة و هو مسئول عنها مهما يحصل فيها
و إعلم أيها الخادم المبارك أنه ليس لك كرسي في الهيكل.الكرسي هو للمسيح و الرئاسة و السيادة له.أنت أتيت لتَخدم لا لتُخدم.لهذا قَلَبَ الرب كراسي باعة الحمام.حيث لا يجب أن يكون للمسيح منافسون في الكنيسة
مغارة لصوص
كان هذا التجمع في الهيكل القديم مثل تجمع اللصوص في المغارة.كلٌ يبحث عن منفعة.بينما في البيت الجديد يختلف المكسب و يصبح سماوياً.تختلف اللغة إلي بذل عملي للذات.تختلف العملة إلي محبة غير مشروطة.يختلف الهدف إلي إشتياق أبدي للمسيح.هذا هو تجمع القديسين بديلاً عن مغارة اللصوص التي فضحها الرب.فليكن فينا فكر المسيح في القلب في الخدمة في كل شيء.