.. وعلماء الاجتماع: تدفع ثمن ذنوب لم تقترفها وترغب فى التخلص من حياتها.. والحل فى التوازن النفسى الشخصى وتنظيف العقل الجمعى
"تدفع ذنوب غيرها، وذنوبا لم تقترفها، وذنوبا لم تسمع أبدا عنها، هذه هى المرأة المصرية التى طالما عانت من مشكلات لم تحل يوما ولم تعرف لها سببا أو ذنبا على الإطلاق اقترفته يوما" بهذه الكلمات بدأ الدكتور محمود عبد الرحيم غلاب أستاذ علم النفس الاجتماعى السابق بجامعة القاهرة حديثه عن المشكلات النفسية التى تمر بها المرأة المصرية على وجه الخصوص خلال حياتها.
المرأة المصرية "نكدية"
ومن جانبه أكد "محمود" على أن المرأة المصرية هى الأكثر شعورا بالحزن والكآبة، وكما يشيع الكثيرون عنها أنها امرأة "نكدية"، إلا أن هؤلاء لا يعلمون الأسباب الحقيقية الخارجة عن إرادة المرأة والتى تتسبب فى شعورها الدائم بالحزن والكآبة والسكوت.
تعانى ولا تزال تعانى المرأة فى مصر بوجه خاص من مشكلات لا تضع نفسها فيها، بل ثبتت بالتجارب أنها من نوعيات النساء اللاتى لا يحببن ولا يقبلن على المشكلات ولا الشجارات ولكن الضغوط والحلة النفسية المنخفضة بشكل دائم هى التى تدفعها للظهور بردود أفعال غير حقيقة ومعاكسة للواقع ولا تعكس حقيقتها الداخلية النفسية.
كارهه لحياتها راغبة فى الموت
وفى نفس السياق أوضح الدكتور محمد محمود أخصائى النفسية، أن المرأة بوجه عام نظرتها للحياة تختلف عن الرجل، فهى لديها أهدافها وطموحاتها المتعددة ولكن إذا شعرت بالانهزام العاطفى والانخفاض النفسى كان ذلك سببا وجيها من وجهة نظرها لكى تكره حياتها ولا تعد تجد سببا وجيها للعيش فيها، وتتمنى الموت.
فما بالك بالمرأة المصرية التى ثبت أنها تعانى من الانهزام العاطفى الدائم والضغوط التى ترجع لأسباب عاطفية بشكل مستمر يومى لا ينقطع، فهى دوما الطرف المنهزم حتى وإن أظهرت عكس ذلك، فهى ضحية فكر قادها إلى هذه الحفرة التى لا تنجو منها أبدا، وهو ما يجعل نسب السيدات المصريات اللاتى يكرهن الحياة ولا يشعرن بالسعادة فيها، ولا يجدن سببا وجيها للعيش فيها سوى الواجبات الملقاة على ظهورهن وليست حقوق من حقهن الحصول عليها، راغبات فى تركها وعدم التمسك بها وهى بالنسبة لهم مجرد "أيام وبتعدى".
تتأمل الحياة بإحباط وهى أكثر النساء كبتا
وأضاف "محمد" أنه لا شك أن المرأة المصرية هى الأكثر شعورا بالكبت، فهى الخزان الذى لا يفر على الإطلاق، وكلما تقدم بها العمر زادت عليها عوامل الكبت والانغلاق حول نفسها وعن الآخرين، ولذا تجد المرأة المرية مليئة بالهموم حتى وإن كانت لا تعانى من مشكلات عميقة وصارخة، وتجدها مليئة بالاكتئاب فهو النتيجة الحتمية لهذا التراكم والكبت الذى لا يتوقف ولا ينضب ولا يقل.
فالسلامة والتوازن النفسى لا يعرف للمرأة المصرية طريقا، بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية التى تحصرها فى دور الأم الدائم ولمطالبة بواجبات على الدوام ويصنف حقوقها بشكل عام من الدرجات الدنيا، وهى نظرة ينظر لها الجميع بها حتى أولادها وزوجها وعائلتها، فهذا التفكير المجتمعى الجمعى قد سيطر على الجميع، وتولد داخل المجتمع منذ بنائه ولن ينضب إلا بإرادتهم.
المرأة المصرية الأكثر إصابة بالأمراض النفسية على الإطلاق
ومن ناحية أخرى أوضح الدكتور محمد سليم أخصائى النفسية، أن الإصابة بالأمراض النفسية يأتى تبعا للعديد من العوامل الضاغطة والتى تعمل على خفض الحالة النفسية وتدهورها بالتدرج، فيصاب المريض بحالة أو اضطراب أو خلل أو قد يتطور إلى مرض نفسى تختلف درجة حدته من حالة إلى أخرى، وهذا تمثيل بسيط لما تمر به المرأة المصرية، فهى تمر بمراحل حياتية كلها تعبيرا عن الاضطهاد والاستهلاك النفسى البين، والذى يؤثر عليها بشكل عميق وداخلى، مما يحول نفسيتها مع مرور السنين إلى ورقة شجر جافة هشة يسهل كسرها وتهشيمها، وقد تصاب فى مراحل مختلفة من العمر بأزمات نفسية عديدة وأمراض نفسية حقيقة يلزمها علاج.
وأكبر دليل على صدق هذه الأقاويل والمؤشرات، أعداد السيدات المصريات اللاتى تصبن بالأزمات والمشكلات والاضطرابات النفسية طوال حياتها، ومنذ الطفولة والمراهقة مرورا بالنضج والأسى والكبر والخرف، والسبب فيها بلا شك التركيز الظالم الدائم على الفتاة منذ الصغر، وتحميلها نتائج كل الأعباء النفسية والاجتماعية.
هى الأضعف وفاشلة فى المواجهة
المرأة المصرية هى الأضعف على الإطلاق، هذا ما أكده الدكتور محمد محمود، مشيرا إلى أن السيدة المصرية غير قادرة على مواجهة ضغوطها وأعبائها النفسية ولا تستطيع التخلص منها، والسبب هو افتقارها للتوازن النفسى ولو بنسبة قليلة منه، فقليل من الثبات النفسى يمكن الإنسان من مواجهة مشكلاته النفسية أولا بأول فلا يدع مجالا للكبت والتراكم وهو ما يحميها من النتائج النفسية المترتبة على ذلك.
وللأسف تعانى المرأة المصرية بمرور الوقت وتكرار عوامل الكبت والإحباط من انعدام فى الثقة بالنفس، تظهر عكسه من خلال ردود أفعالها، فتظهر قوية مرتفعة الصوت من الخارج، منكسرة محطمة من الداخل، انطوائية بإفراط أو اجتماعية بشدة وهكذا.
الحل فى التوازن النفسى الشخصى وتنظيف العقل الجمعى
التوازن النفسى هو الحل الوحيد للمرأة المصرية كى تتخلص من كل هذه العوامل الضاغطة والقاتلة لها، فهى تدمرها شيئا فشيئا وعليها المواجهة ولكن الحل لا يمكن أن يأتى بيديها فقط، بل إن هذا العقل المجتمعى الذى يدبر ويفكر بكل جمعى ويحب أن يضع المرأة فى حجم معين ومكانة معينة يجب ألا تخرج عن إطارها، بل ويتفاخر بهذه المكانة وهذه السيادة التى يمارسها عليها، على هذا العقل أن يتم تنظيفه ويبدأ فى إعادة ترتيب عناصره من جديد ليعطى المرأة حقها التى تستحقه.