الأقباط متحدون - خلايا نائمــة ... أنزلت الجسد .. وقَبَــرَتْهُ ... !!!
أخر تحديث ٠٧:٠٤ | الاثنين ١٤ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣١٥٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

خلايا نائمــة ... أنزلت الجسد .. وقَبَــرَتْهُ ... !!!

 بقلم :نبيل المقدس
38ثُمَّ إِنَّ يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ، وَهُوَ تِلْمِيذُ يَسُوعَ، وَلكِنْ خُفْيَةً لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، سَأَلَ بِيلاَطُسَ أَنْ يَأْخُذَ جَسَدَ يَسُوعَ، فَأَذِنَ بِيلاَطُسُ. فَجَاءَ وَأَخَذَ جَسَدَ يَسُوعَ. 39وَجَاءَ أَيْضًا نِيقُودِيمُوسُ، الَّذِي أَتَى أَوَّلاً إِلَى يَسُوعَ لَيْلاً، وَهُوَ حَامِلٌ مَزِيجَ مُرّ وَعُودٍ نَحْوَ مِئَةِ مَنًا. 40فَأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ، كَمَا لِلْيَهُودِ عَادَةٌ أَنْ يُكَفِّنُوا. 41وَكَانَ فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي صُلِبَ فِيهِ بُسْتَانٌ، وَفِي الْبُسْتَانِ قَبْرٌ جَدِيدٌ لَمْ يُوضَعْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ. 42فَهُنَاكَ وَضَعَا يَسُوعَ لِسَبَبِ اسْتِعْدَادِ الْيَهُودِ، لأَنَّ الْقَبْرَ كَانَ قَرِيبًا.


   عجيبة هي عناية الله .. وتدبيره الدقيق .. فظهور يوسف الرامي ونيقوديموس في مثل هذا الوقت عجيب جدا .. كأن الله أعدهما منذ الأزل لتنفيذ هذا العمل لكي يُتمم ما أوحاه به الله للأنبياء في القديم عن مجيء المخلص عندما يُكتمل الزمان والمكان لكي يرفع عواقب الخطية عن الإنسان الذي أحبه . وهذا يجعلنا نسأل : هل كان يسوع يجتاز هذه الأحداث المحددة ليتم المكتوب عنه في النبوات السالفة منذ ميلاده العجيب ودخوله أورشليم منتصرا علي آتان كما كانت تفعل ملوك اسرائيل القدماء وطريقة محاكمته وتعذيبه و صلبه بين الأثمة  مع عدم تكسير عظام رجليه وطعن جنبه بالحربة .. وظهور علي مسرح الأحداث فجأة كل من يوسف الرامي و نيقوديموس اللذين كانا من الخلايا النائمة التي كانت تتبع يسوع في الخفاء خشية من رؤساء الكهنة وإعتبارهما من المنشقين .. ؟؟ والإجابة علي هذا السؤال طبقا للقديس متي المسكين هو العكس

فألله قد أوحي الأنبياء بالروح علي مدي الأزمنة السابقة والمتباعدة بين كل عصر وعصر عن مجيء المسيح , وعندما يتمم المسيح المكتوب عنه سوف يتعرف عليه حَفَظَةُ الناموس , ولا يكون هناك عذر البتة لمن ينكروه " 22لَوْ لَمْ أَكُنْ قَدْ جِئْتُ وَكَلَّمْتُهُمْ، لَمْ تَكُنْ لَهُمْ خَطِيَّةٌ، وَأَمَّا الآنَ فَلَيْسَ لَهُمْ عُذْرٌ فِي خَطِيَّتِهِمْ. " يوحنا 15 : 22 ويكرر رده علي السؤال بهذه الآية الجميلة التي قالها الوحي في يوحنا 5 : 39 , 46 – 47 " 39فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. 46لأَنَّكُمْ لَوْ كُنْتُمْ تُصَدِّقُونَ مُوسَى لَكُنْتُمْ تُصَدِّقُونَنِي، لأَنَّهُ هُوَ كَتَبَ عَنِّي. 47فَإِنْ كُنْتُمْ لَسْتُمْ تُصَدِّقُونَ كُتُبَ ذَاكَ، فَكَيْفَ تُصَدِّقُونَ كَلاَمِي؟».

  كان يوسف الرامي الذي كان  يشغل مستشارا في السنهدريم  مؤمنا بيسوع خفية إلا أننا لم نقرأ عنه بحكم مركزهُ في السنهدريم كلمة واحدة منه أو عنه دفاعا عن يسوع أثناء المحاكمة , لأنه كان عالما ومتأكدا أن الأمر قد إنقضي ومهما تكلم ودافع فسوف يكون غير مُجدي .. لكن الله جعله لمهمة أكثر أهمية هو و نيقوديموس الذي كان أيضا عضوا بارزا فيه . فبعد ما أسلم يسوع الروح حوالي الثالثة بعد الظهر يوم الجمعة قبل السبت وهو وقت الإستعداد له , فلم يكن هناك وقت للتلكؤ لأن السبت الذي يمنع كل عمل كان علي الأبواب ..  فلقد كان من عادة اليهود والرومان أن لا تُدفن أجساد المصلوبين , بل كانوا يتركونهم حتي يموتوا ثم يلقون بجثثهم في العراء غذاءً للكلاب والطيور الجارحة.

 هنا تستيقظ "الخلايا النائمة" التي تركزت في يوسف الرامي و نيقوديموس ويهرع يوسف الرامي من منطلق مركزه العظيم في السنهدريم ومن منطلق جرأته إلي بيلاطس شخصيا و يكشف عن نفسه طالبا جسد يسوع وليمنحه حق إستلام الجسد وقَبْرِهِ .. فقد كان كثيرا يجتمع يوسف الرامي خفية مع التلاميذ والمسيح ويكشف لهم نيات وأعمال السنهدريم والرؤساء

حتي أنه كان المصدر الأصلي في كتابة الأناجيل فيما يخص المحاكمات والتعذيب وكل الأحداث التي جرت قبل الصلب وما بعد الصلب ..  إستطاع يوسف الرامي ان ينتزع هذا التصريح ,وكان ينتظره هناك تحت الصليب الخلية النائمة الثانية نيقوديموس والذي أعلن ايضا عن نفسه .. مجهزا الكفن والأطياب  وبعض من كان يعملون معه , وآمنوا بالرب يسوع. وأنزلوا يسوع من علي خشبة الصليب , الأمر الذي لم يتجرأ عليه تلميذ من تلاميذ المسيح ولا حتي قريب من المقربين .. ولا شك انها العناية الإلهية التي هيأت كل من يوسف الرامي ونيقوديموس بصفات معينة ومحددة لكل من يوسف الرامي ونيقوديموس من غني ومركز وشجاعة  , وبالرغم انهما كانا مع يسوع خلسة وفي الخفاء .. إلا ان جاء دورهما الحقيقي ويكشفا عن أنفسهما ويقوما  بدفن يسوع في القبر الجديد الخاص ليوسف الرامي

   نعم هي خلايا نائمة لكنها برعاية الله استخدمها هو في الوقت المناسب وفي الخير أيضا.. وأسمحوا لي أن أقطف قطعة كتبها القديس متي المسكين عن هذا الموضوع  في أعمال الرسل 19 : 42 " فهناك وضعا يسوع , لسبب إستعداد اليهود , لأن القَبْرَ كانَ قريبا." ويركز هنا متي المسكين علي كلمة " فعل الوضع في القبر" حيث يجدها كمرادف "لفعل القَتْل" .. فالموت لا يُصبح  موتا إلاّ إذا أصبح الجسد موضوعا في قبر .. ويلاحظ القاريء في هذا الوصف الحزين أن وضع الجسد في القبر بالرغم من أنه تم علي يدين حانيتين لصديقين مؤمنين في الخفاء وهما يوسف الرامي ونيقوديموس " الخلايا النائمة كما سميتهما " , إلا أن فِعل الوضع في القبر كان في نظر القديس لوقا كاتب سفر الأعمال , عملا جحوديا وعدائيا من أمة اليهود التي خانت عريسها وقتلته , ثم دفنته بيديها ! وكأن دَفْنَهُ هو التكميل لشماتة مَوْتِهِ ,ولكن الدفن , في الوجه الاهوتي , أعطي توكيدا لموته , وبالتالي لإكتمال موجبات الفدية

لقد وضع اليهود آخر تحديات أمام يسوع عندما صرخوا في وجهه قائلين " إنزل من علي الصليب ونحن نؤمن بك " .. لقد كان طلبا خاطئا يناقض ما جاء يسوع من أجله .. لقد وعدوا أنهم سيؤمنون به لو إستطاع أن ينزل من علي الصليب , لكننا نحن نؤمن به لأنه لم ينزل من علي الصليب . فلو كان جاء من علي الصليب لما كان هناك رجاء فيه .. لأن في الصليب يعظم إنتصارنـــــــــا .
وكل عام وانتم ومصـــر بخيــــر ...!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter