الأقباط متحدون - عريس وعشر عذارى .. ولكن أين العروس ؟
أخر تحديث ٠٠:٠٥ | الثلاثاء ١٥ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣١٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

عريس وعشر عذارى .. ولكن أين العروس ؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم : مينا اسعد كامل

ثلاثاء البصخة المقدسة
مت 25 : 1 «حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ. 2وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ.3أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتاً،4وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتاً فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ.5وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ.6فَفِي نِصْفِ اللَّيْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!7فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولَئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ.8فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ.9فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ. 10وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ،وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ،وَأُغْلِقَ الْبَابُ. 11أَخِيراً جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضاً قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ،يَا سَيِّدُ،افْتَحْ لَنَا! 12فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ. 13فَاسْهَرُوا إِذاً لأَنَّكُمْ لاَ تَعْرِفُونَ الْيَوْمَ وَلاَ السَّاعَةَ الَّتِي يَأْتِي فِيهَا ابْنُ الإِنْسَانِ.
 
كثيرا ما تحدثنا وتعلمنا من آباءنا عن مثل العذارى الحكيمات والجاهلات .. ولكن دائما ما نجد السؤال .. يحتوي المثل على العريس والعذارى ولكن اين العروس في هذا الاحتفال ؟ لدرجة ان بعض المعترضين عن جهل ادعوا انه عريس واحد لعشر زوجات .. بل وتمادى البعض ان العريس تزوج خمسه في ليله واحدة.
ولنبحث معا في هذا المقال عن العروس المفقودة ودور العشر عذارى ..

مع طول الاحتلال الروماني لليهود اختلطت الثقافات بنسبة كبيرة فصار أغنياء اليهود يتقلدون بالتقاليد الرومانية في حياتهم كرمز للوجاهة والسيطرة والغنى .. لذا فإن أحداث العرس التي تحدث عنها المسيح له المجد في المثل هي أحداث عرس على الطريقة الرومانية ..
ولنبحث عن العروس لابد أن نعرف كيف كانت الاحتفالات الرومانية تتم في هذا الوقت
 
كان يشّرف أي فتاه عذراء أن ترافق عروسا في زفافها .وان تحضر معها الاحتفالات التي تبدأ من ليله الفرح وتمتد إلي نحو السبعة أيام متوالية ..
اعتبر الرومان الزواج في هذا العصر عقدا لنقل تبعية العروس من والدها إلي عريسها لذا كان يتم العقد في بيت العروس في وجود شهود عدد لا يقل عن عشرة ثم تزف العروس وهي في كامل أناقتها وزينتها إلي بيت عريسها في حضور العذارى المميزات اللاتي حصلن على تلك الدعوة المميزة موقدين مشاعل وإلقاء الزهور والحلوى خلال الطريق .

كانت المشاعل التي  تستعمل في الأعراس اليونانية والرومانية عبارة عن عصى ملفوفة بقماش مشبع بالزيت لا يدوم اشتعالها أكثر من دقائق معدودة.
بعد وصول العروس وتلاوتها لعهد الزواج أمام بيت العريس حامله في يديها مغزل ومكب وهو قطعة من الخشب عليها خيوط من الكتان رمزاً إلى استعدادها لمساعدته في أعماله وحرفته وهذا يشبه ما كانت النساء تقوم به عند مساعدتهن أزواجهن في غزل الحرير على الدولاب ويبدأ القسم الثاني من الاحتفالات في بيت العريس دون وجود العريس نفسه الذي تنتظره العذارى حاملات المشاعل لاستقباله من أول الطريق في زفه شبيهه لزفه العروس .

يكون العريس في هذا الوقت في احتفال خاص مع أقرانه وأصدقائه المقربين ومن المعتاد أن يتأخر عن عروسه .. وحتى لا يصيب الملل المنتظرين أو يسقطوا تحت النعاس كان المنادي يعلن كل فترة عن قدوم العريس حتى يتأهب الجميع وتستعد العذارى مشعلات مشاعلهن ولكن العريس لا يأتي .. ويتكرر هذا الفعل مرات حسب تأخير العريس حتى يصل بالفعل .

احتاجت العذارى قدرا كبيرا من الزيت كي ما تظل المصابيح مشتعلة خلال سير الموكب في زفه العروس وفي مرات التأهب الكاذبة لحضور العريس ..
لذا فقد نفذ الزيت من العذارى الجاهلات .. وكان لابد لهم أن يبحثن في هذا الوقت المتأخر عن بائع زيت يفتح محله أو حتى تحضره إحداهن من بيتها .. خاصة وان ممتلكات الزيت من العذارى الحكيمات كان يخشين أيضا ان ينفذ زيتهن في إنذارات كاذبة فرفضن ان يعطيهن القليل.
تحركن في سرعه وعجل للبحث عن الزيت تاركين موقعهن ليعلن المنادي ان العريس وصل .. فيصل العريس حقا هذه المرة وتزفه العذارى حاملات المصابيح المشتعلة ليدخلوا إلي الاحتفال الأكبر في بيته .. ويغلق الباب.

عدم وجود العذارى حاملات مشاعل مضيئة أهانه ما بعدها أهانه لصاحب المنزل لذا من الطبيعي ان يرفض دخولهن البيت وحضور الاحتفال بعد غلق الباب ...
 
هل علمنا الآن أين العروس ؟
يرى القدّيس يوحنا الذهبي الفم في هذا الزيت إشارة إلى الأعمال الصالحة والمقدّسة التي تميّز الإيمان الحيّ من الميّت. فالمؤمن يقدّم بالروح القدس حواسه مقدّسة للعريس بالإيمان العامل بالمحبّة (غل 5: 6). يتقدّم للعريس حاملاً سماته عمليًا في كل أحاسيسه ومشاعره وتصرُّفاته. فإن أخذنا اللسان كمثال يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [عندما يكون لسانك كلِسان المسيح، ويصير فمك فم الآب وتكون هيكلاً للروح القدس، عندئذ أيّة كرامة تكون هذه؟! فإنه وإن كان فمك مصنوعًا من الذهب ومن الحجارة الكريمة فإنه لن يضيء هكذا كما بحُليّ الوداعة. أيّ شيء أكثر حبًا من الفم الذي لا يعرف أن يشتم، بل هو معتاد أن يبارِك وينطق بالكلمات الصالحة.
 
مينا اسعد كامل
مدرس اللاهوت الدفاعي
معهد دراسات الكتاب المقدس
مطرانيه شبرا الخيمة


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع