وليمة العرس فرح الآب
ليلة أربعاء البصخة
Oliverكتبها
فرح الآب
صنع الآب خلاصاً.هذا هو اليوم الذي صنعه الرب.كان الخلاص عرساً.لأن فيه إسترد الآب الذين كانوا محرومين منه.فيه أتيحت من جديد أن تتكأ البشرية في حضنه.هذا اليوم الذي صار ممكناً فيه أن يتواجد أحباؤه حيث هو في مجده.إن تحرير الأسري عُرس.و قيامة الموتي عُرس.و العثور علي الضال عُرس.لم يكن هناك درهم مفقود بل كانت كل الدراهم مفقودة فكم يكون الفرح إذا وجدها الآب جميعها في إبنه؟ أليس هذا هو أعظم عُرس؟
الإبن وحده هو الذي قام بالعمل و ليس نحن.الإبن وحده هو الذي مات و فدانا و قام.و هو في أبيه و الروح القدس لم يزل.لذا ينبغي الإحتفال بهذا الإبن الذي أطاع حتي الموت.
إصنعوا وليمة لإبني....إصنعوا تسبحة لإبني.إصنعوا ذبيحة شكر لإبني.إصنعوا أعظم عرس لإبني.اليوم يوم زفاف إبني علي كنيسته التي إقتناها بدمه.اليوم يأخذ إبني عروسه إلي خاصته.اليوم يمتلك إبني عروسه التي إقتناها وغسلها بدمه.سيكون عرس إبني أعظم عرس تراه البشرية.سيستمر طوال الزمان و ما بعد الزمان.إنه عرس الحصاد.إبني يحصد نصرته التي مات لأجلها فأثمرت أبدية للجميع.
اليوم لا أري سوي إبني.اليوم يوم إبني.يوم المسيح.لا يدخل أحد هذا العرس إلا الذي عليه صورة إبني.لا يأكل أحد إلا الذي يأخذ طعامه من يد إبني.أريد أن يحلص الجميع بإبني.إدعوا البشرية كلها يا ملائكتي.قولوا لهم هذا هو اليوم الذي صنعه الرب.الآب يكافيء إبنه.الآب يمجد إبنه تعالوا و شاركونني فرحي بإبني.
المدعوين الأوائل
يتعلل الغافلون.يتحجج الهالكون.هذا بالإستهانة مثل قايين و نسله و ذاك بالإنشغالات مثل البشرية أيام نوح الكارز و ثالث بمحبة المال مثل الأمم قبل المسيح و الباقون كاليهودبقساوتهم ذبحوا الذين يذكرونهم بالوليمة حتي يتخلصوا من صوت الآب الذي يدعونهم مجاناً.لذلك إستشاط الآب غضباً.آمراً بحرق هؤلاء في البحيرة المتقدة بالنار.
أما الباقون الذين إنتهت إليهم أواخر الدهور أي الأمم بعد المسيح الذين في مفارق الطرق الذين هم المساكين و العمي و العرج و العسم.لم يكن واحد منهم مستحق لكنهم بحكمة المتضعين لبسوا الإبن فرآهم الآب و فرح بهم لأجل إبنه.
أما الذي أراد أن يجد لنفسه ثوباً بنفسه ظاناً أنه يستطيع أن يكرم الآب بدون الإبن .الذي لم يقبل في نفسه صورة الإبن فكان نصيبه الطرد إلي الظلمة الخارجية.إذ لا يمكن إرضاء الآب إلا بالمسيح إبنه و قبوله مخلصاً و وسيطاً وحيداً .
الذين يظنون ثوب العرس فضيلة أو عمل أو إجتهاد هؤلاء مخدوعون.فبالمسيح وحده يتزين الداخلون العُرس.فها كل الداخلين عمي و عرج و عسم ولم يكونوا في صف المدعوين الأوائل و ليست لهم إستحقاقات إلا في المسيح الذي فيه تستكمل النفقة التي تؤهلنا للوليمة.هو نفسه الثوب الوحيد المقبول.لذلك مكتوب بأننا سنظهر كما هو.سنكون مثله.لأننا إن صرنا مثله يرضي الآب فيقبلنا في وليمته التي أعدها للإبن.
كل الفضائل و الإجتهادات هي نتاج ثوب العرس و ليست بديل عنه.هي نتاج عشرة المسيح و ليست طريقاً بديلاً عنه.
يا طاحني الرحي مت 40:24
طحان الرحي هم الذين نأكل من طحينهم خبزاً.حتي أنهم يسمون الدقيق طحيناً.إذ ليس كل طاحني الرحي مرفوضون.لكن الذين ربطوا أنفسهم بحجر الرحي هم المرفوضون.الذين أعثروا غيرهم.نفوس كثيرة سحقوها بحجر الإدانة و كانوا أول الراجمين.
واحدة تطحن الرحي فتؤخذ لأنها كانت ساهرة تستخرج من كلمة الله جدداً و عتقاء.
طوبي للتي أُخذت ضمن المدعوين لأنها كانت تهتم بالشبع الحقيقي.
كمثل حجر الرحي هكذا العالم يضيق علينا فيستخرج من البعض أحلي ما فيهم و من البعض الآخر يستخرج تذمراً و شوك لهذا تُترك الأخري.
الذين تمرسوا في السماويات يعرفون كيف يجدون زيتاً في النباتات الجافة فيتطيبون بها وقت العرس.
العريس و العذاري
نعسن كلهن و نمن و العريس قادم.و عندما يفتح فاه يسمع كل من في القبور صوته فتقوم العذاري جميعهن.كل البشرية تقوم.كل البشرية عذاري لأن كلهن محتاج للعريس السماوي.
كلهن عذاري لكن ليست كلهن حكيمات.النعمة تفصل بين الحكيمات و الجاهلات.الذين يستندن علي النعمة أي الزيت يجدون في النعمة باباً مفتوحاً حين يأتي العريس.أما الذين إستندن علي أعمالهن ظانين أن البتولية تكفي و أن الجهاد الظاهر هو الذي يؤهلهم للعرس فأولئك أضعن ميراثهن. غير عالمين أن جهاد الجسد هو نجس قدامه و النعمة وحدها هي التي ترضي العريس.
الذين قضوا حياتهم في تراخي و حين جاء العريس إهتممن بشراء الزيت؟
الزيت اليوم مجاناً.لتتطيب كل عروس.الثوب اليوم مجاناً.لتتزين كل عروس.فهوذا العريس قد أوشك علي المجيء .إن أردت فإشتر منه الآن فهو يبيع مجاناً.تأخذ منه غني و بصيرة و نعمة.
قاتلي رسل العريس و قاتلي العريس
إنتبهوا لئلا يكون في أرضنا رسل العريس قتلي.هل نحن أرض تبتلع دم خدامها.تريد أن تخرس ضمائرها.رسل العريس يوقظوننا علي بشري الوليمة.ينقلون لنا أخبار العرس.إنتبهي يا أرض.إنتبهي يا أرض.إنتبهي يا أرض لئلا تبني لرسل العرس قبوراً.أكرموا خدام العرس فتنالوا رضا العريس.
أما العريس فهو البرئ.لم ترض الأمة اليهودية بالفرح الأبدي مكتفية بأوهام الفريسين.باطل لليهود الزمر و الطبل لأنه حيث لا عريس لا يوجد عرس.و من لا يقبل المسيح لا يجد مسرة.ألم يوصكم الآب عن إبنه له إسمعوا.يا أمة داود ألم يقل دواد إقبلوا الإبن لئلا يغضب الآب.لماذا تتخلصون من المسيح و هو العريس.أي عرس بلا عريس؟أليس يتحول إلي مناحة.أما يعد عاراً إذ يترككم العريس مع الخراب.بمن إذن نحتفل لو لم نقبل المسيح في الحياة ليشغل حتي الثواني فيها.بمن إذن نعيد إذا لم يكن المسيح في صدر إهتماماتنا.جالس كملك في المتكأ الأول.نقدمه علي الجميع سواء أشخاصاً أو أشياءاً.