الأقباط متحدون - نعم، لك القوة والمجد والبركة والعِزِّة إلى الأبد
أخر تحديث ٠٢:٠٢ | الثلاثاء ١٥ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٧ | العدد ٣١٦٠ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

نعم، لك القوة والمجد والبركة والعِزِّة إلى الأبد

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

بقلم:  نانا جاورجيوس"
نعم، دخلتَ أيها السيد الرب أورشليم وأعلنت لهم سلطان لاهوتك وقوتك، لأنك كنت تعلم أنهم ينتظرونك ليهلكوك و لتتمم أنت مشيئة الآب على يديهم التي هللوا بها فرحين حين صرخوا « اصلبه، اصلبه، دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنا» ،فأطعت حتى موت الصليب ولم تفتح فمك الطاهر، بل كانت كل التفاصيل الصغيرة لأحداث صلبك أمام عينيك قبل حدوثها، فكل شيء بترتيب إلهي وبحكمة لا متناهية تمت لأجل هذا اليوم المشهود في تاريخ البشرية و الذي تقدس فيكَ العالم أجمع.

حتى نبوءة زكريا النبي عن الآتان والجحش كان يعُدَّها زكريا ليوم عُرسك ودخولك ثانية لمجدك الأزلي:«ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون اهتفي يا بنت أورشليم هوذا ملكك يأتي إليك هو عادل ومنصور وديع وراكب على حمار وجحش ابن أتان»« زكريا9:9»
قمت بإتمام مهمة فدائك لأنك الملك القدوس والعادل وحدك الذي إرتضيت أن تُجلد وأنت الحق والعدل ذاته:«اذهبا إلى القرية التي أمامكما فللوقت، تجدان أتانًا مربوطة وجحشًا معها فحلاها وإتياني بهما. وإن قال لكما أحد شيئًا فقولا الرب محتاج إليهما فللوقت يرسلهم » نعم، أنت الرب, ومع هذا إحتجت للعالم و أنت الملك الحقيقي والغنى، وصرت الفقير لأجل أن تغنيناً.

نعم، كنت تطهِّر هيكلك من اللصوص والمتاجرين بإسمك و أنت تعلم أنهم سيتآمرون عليك ليقتلوك ويسلموك لصليبك:« إن بيتي بيت الصلاة وأنتم جعلتموه مغارة للصوص»«لو19: 46»
نعم، أخرجتهم من بيتك لأنهم أفرغوا بيتك من الصلاة والإيمان الحقيقي وصاروا يتاجرون بإسمك وفي بيتك وأبعدوا الناس عن معرفتك وحملوهم أحمال وأثقال فأغلقوا أمامهم ملكوت السماوات فصاروا كالقبور المبيضة من خارجٍ ومملوئين نفاق ورياء من داخلهم.فأقسمت أن تجعل بيتك لجميع الشعوب والأمم:«آتي بهم إلى جبل قدسي وأخرجهم في بيت صلاتي وتكون محرقاتهم وذبائحهم مقبولة على مذبحي لأن بيتي بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب»«إش56: 7»،نعم منذ مئات السنين وأنت ترى بيتك وقد حولوه لمغارة لصوص«هَلْ صَارَ هذَا الْبَيْتُ الَّذِي دُعِيَ بِاسْمِي عَلَيْهِ مَغَارَةَ لُصُوصٍ فِي أَعْيُنِكُمْ؟»«إرميا7: 11»
نعم، بقوة سلطانك طردتهم وقلبت موائد صرافتهم وطردت ذبائحهم، لأنك الذبيحة الحقيقية والحقة قد أتييت لأجل ان تعطينا جسدك ودم قرباناً لتبطل ذبيحتهم الحيوانية. ولم يستطيعوا إنكار سلطان لاهوتك وإنك الإبن الكلمة، مسيتهم الذي كانوا ينتظرونه، حين سألوك بأي سلطان تفعل هذا في الهيكل، فسألتهم:« وأنا أيضا أسألكم كلمة واحدة، فإن قلتم لي عنها، أقول لكم أنا أيضا بأي سلطان أفعل هذا،معمودية يوحنا: من أين كانت؟ من السماء أم من الناس؟ ففكروا في أنفسهم قائلين: إن قلنا: من السماء، يقول لنا: فلماذا لم تؤمنوا به وإن قلنا: من الناس ، نخاف من الشعب، لأن يوحنا عند الجميع مثل نبي فأجابوا يسوع وقالوا : لا نعلم. فقال لهم هو أيضا: ولا أنا أقول لكم بأي سلطان أفعل هذا»«مت 21»

نعم شهد الناس وهتفوا بإسمك « أوصانا لابن داود، مبارك هو الآتي باسم الرب»« مباركة هي مملكة داود أبينا »«مت21: 9» إنك مخلصهم الحقيقي ومسيتهم المذكور بتوراتهم، فلم يستطيع المتآمرين أن يتحملوا تلك الحقيقة
نعم قلت لهم إن بشارة خلاصك سيكرز بها في العالم أجمع « اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَزْ بِهذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ…»«مر14: 9» و إن جسدك سيُبذل ذبيحة لهذا العالم أينما كُرز فيه بخلاصك، ونحن من إستحققنا الموت لأننا ظلمناك بخطايانا ، ومع هذا صرتَ الفرح السماوي الحقيقي الذي سكن أرضنا فأنرتها بشمس برِّك و بقوة خلاصك الأبدي.

- نعم، لك وحدك «القوة» لأنك غفرت لهم على صليبك، فلهيب حبك كان أقوى من الموت.
- نعم، لك وحدك «المجد» لأنك ممجد في الآب قبل كل الدهور وقبل كون العالم، نعم نمجدك من أجل «المجد الذي كان لك عند الآب قبل كون العالم »«يو17: 5»، ولأنك جُرحت لأجل آثامنا و معاصينا ولأجل أن تشفي نفوسنا وأرواحنا و توحدنا في إسمك:« وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا»«إش53: 5»

- نعم، لك وبك وحدك «البركة» وأنت من مُت « ميتة اللعنة» على صليب العار وبذلك ظهرك للسياط وأنت القدوس البار، لأجل أن تخلصنا برحمتك وتفتح لنا فردوس نعيمك كما فتحته للص اليمين.

- نعم، لك وحدكَ «العِزِّة» و أنت مَن ظُلم و لم يفتح فاه من أجلنا، لتلبسنا ثوب غِناكَ وتغطينا بدمك المسفوك لتطهرنا نحن الخطاة: «ظُلِمَ وَأُذِلَّ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، بَلْ كَشَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. بِالضِّيقِ وَالْقَضَاءِ قُبِضَ عَلَيْهِ»« إش53: 7 »
فيا من لك القوة والمجد والعظمة والسلطان أن تغفر، اقلب من قلوبنا موائد صرافتنا وكل شهوات وإغراءات ونجاسات العالم لنحمل روح التهليل والفرح الحقيقي ونسبح لك مع الشاروبيم والسيرافيم «أُوصَنَّا لابْنِ دَاوُدَ! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي.»
نعم، فأنت وحدك الإله القدوس، مَن لك القوة والمجد والبركة والعِزِّة إلى الأبد آمين


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع