بقلم: ماجد ميشيل عزيز
تمتاز سويسرا برقي اهلها الشديد و تقدم العلوم و منها علم الطب و صناعه الادويه و بها افضل المعاملات البنكيه في العالم و احد اعلي الدخول للفرد و افضل مدن من حيث الجمال و التنسيق
لكن من افضل المنتجات السويسريه الساعات الدقيقه فالساعه السويسريه تعد من ادق الساعات في العالم و الساعه عموما هي ابداع خطير خصوصا قبل ان تظهر البطاريات فهي تستطيع ان تعمل اتوماتيكيا و تضبط الوقت بانتظام عن طريق مجموعه من التروس و زنبرك و تستمر الحركه فيها حتي يعاد ملئها و قد اخترع السويسري ابراهام لويس باريليت عام 1770 الساعه الاوتوماتيكيه التي تمتلئ تلقائيا بحركه يد صاحبها اثناء المشي و الساعه عموما تعد اختراع دقيق و فني و مذهل ساعد الاوربيين علي تنظيم الوقت , و احد اسرار التقدم فالوقت هو اغلي ما يمتلك اي انسان فكما يقول الاباء الرهبان القدماء الوقت هو الحياه
لكن هناك من اكتشف او لنقل ادرك ادراكا خطير ا لم يكن الاول فيه و ان كان الاعظم في صياغته من فكره الساعه انه الفيلسوف المسيحي
الانجليزي و يليام بالي 1743-1805
فقد استنبط من الساعه في كتابه اللاهوت الطبيعي تشبيه يسمي " تشبيه صانع الساعات "و ملخصه كالتالي : اذا وجدت ساعه ملقاه علي الحشائش و سئل كيف اتت الساعه الي هنا ؟؟ فالاجابه تكون انه لابد انه في وقت ما و في مكان ما كان هناك صانع او عده صناع هم من عملوا الساعه لهذا الغرض .. اما عمليا يجب ان نسأل من ادرك تركيبها و صمم استخدامها ...ان كل اشاره للابداع و كل مظاهر للتصميم موجود في الساعه هو موجود ايضا في اعمال الطبيعه مع الفرق ان في حاله الطبيعه هي الاعظم و بدرجه تفوق كل الحسابات
من هنا استنتج و يليام بالي ان المخلوقات هي مصنوعات تشبه الساعات لكنها اعظم بما لا يقاس فالساعه رغم دقه صناعتها الشديده جدا لا يمكن مقارنتها بمدي دقه تصميم و تركيب اصغر حشره او دوده او حتي فيرس صغير
لكن الاهم من وجود التصميم في المخلوقات هو ما يؤدي اليه من حتميه وجود مصمم او صانع او مبدع اعظم
و ياله من رجل عبقري ويليام بالي فرغم المعرفه المحدوده نسبيا بالنسبه لعصرنا الحالي بتركيب الكائنات وووظائفها و خصائصها الميكروسكوبيه فقد كان احد اهم المؤسسين لنظريه " التصميم الذكي " التي ما زالت حيه و مزدهره حتي الان
و معني التصميم الذكي ان هناك عقلا ذكيا او مدبرا حكيما هو من صنع المخلوقات و صممها لتؤدي الغرض الذي صنعت له مثلما تؤدي الساعه الغرض الذي صنعت من اجله
و اذا اردنا ان ننظر مجرد نظره عامه بسيطه الي جسم الانسان دون الدخول في التفاصيل المعقده فهو اعقد الكائنات سنجد انه مكون من مجموعه من الاجهزه تعمل في تناغم مثل تروس الساعه مثل الجهاز الدوري الخاص بنقل الدم للجسم و الجهاز التنفسي الخاص بتنقيه الهواء و استخلاص الاكسجين و الجهاز العصبي المسئول عن الاحساس و الجهاز الهضمي الخاص بالتغذيه و اجهزه الاخراج .........الخ في عهد ويليام بالي لم يكن الميكروسكوب الالكتروني موجود و لم تكن العمليات الكيميائيه و الانظمه المتعدده في الجسم معروفه و لم يكن جزئ ال الدي ان ايه الموجود و متخزن به المعلومات الوراثيه معروف بلو الان عرفنا ان كل جهاز منها به العديد من الاجهزه الاصغر و الانسجه حتي نصل الي تريليونات من الخلايا في كل جهاز كل خليه هي جهاز معقد به اجهزه اخري اعقد ملايين المرات من اعظم ساعه في العالم و ان جزء الدي ان ايه موجود في كل الخلايا بنفس النسخه لكن نفس هذا الجزيء يصنع في الكبد خلايا كبد و في الكلي خلايا كلي ..الخ بنظام غريب معقد و دقيق كما انه ينتقل عن طريق خلايا التكاثر ليكون انسان جديد
كما ان هناك ملايين العمليات الكيميائيه الحيويه تم اكتشافها مع تطور الكيمياء الحيويه و علم الفسيولوجي تحدث بنظام دقيق في كل ثانيه في داخل انسجه الجسم مثل عمليات صناعه البروتين و الدهون و تكسيرهم حسب حاجه الجسم و حرق السكر و تكوين الجليكوجين ..........الخ في عمليات كيميائيه منظمه معقده جدا و مرتبه و متداخله مثل تروس الساعه
تحدث كل ثانيه و كل دقيقه و كل يوم بنفس النظام و نفس الترتيب و اي خلل فيها و لو بسيط جدا يكون قاتل للانسان
كل كائن حي تظهر فيه علامات التصميم و علامات الابداع من عقل حكيم جدا و ليس التصميم فقط بل الاناقه و الجمال اكثر من الساعه بما لا يقاس و اجملها و اكثرها كمالا هو الانسان سواء ذكر او انثي فهو تاج الخليقه و يتميز بتناسق الجسم الشديد عن باقي المخلوقات و العقل الواعي المدرك الذي يسال من اين اتيت و كيف احيا و الي اين اذهب
لكن من هو المصمم و الصانع ؟؟ ..لا توجد اجابه سوي انه المبدع الاعظم و المدبر الاعظم ..انه اللوجوس او كلمه الله الذي ورد في مقدمه انجيل يوحنا و اللوجوس كلمه يونانيه ترجمته هو عقل الله الناطق و هو اقنوم الحكمه التي كانت مع الله منذ الازل عندما قيل في اول
ايه في الكتاب المقدس :" في البدء خلق الله السماوات و الارض : "و قيل في سفر الامثال عن الحكمه :" :" الرب قناني اول طريقه من قبل اعماله منذ القدم " ام 22:8
و قيل في رساله معلمنا بولس الي اهل روميه :" لان اموره غير المنظوره تري منذ خلق العالم مدركه بالمصنوعات قدرته السرمديه و لاهوته حتي انهم بلا عذر " رو 1 :20