الأقباط متحدون - -7- تأملات في طريق الآلام
أخر تحديث ٠١:٠٥ | الاربعاء ١٦ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ٨ | العدد ٣١٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

-7- تأملات في طريق الآلام

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ليلة خميس العهد
كتبت: أوليفر
إن لم تحملنا يا روح الله و تدخل بنا إلي الدار الداخلية فإننا نبقي خارجاً لا نفهم شيئاً.حز43
فالكلام عن مجد الآب و الإبن و الروح القدس هو فوق مستوي البشر.و ما بين الأقانيم الثلاثة يبقي معظمه غير مدرك إلا عند الأقانيم الثلاثة.أما نحن فيكفينا أن نؤمن بمحبة الثالوث لنا.

الآب لا يأمر الإبن.ليس بين الأقانيم أوامر بل محبة.ليس أقنوم متسلط و آخر خاضع.الأقانيم وحدة واحدة تتكامل في شخص الله الواحد.الآب حر و هو المصدر للكل.و الإبن حر و هو الكلمة للكل .و الروح القدس حر و هو الحياة للكل.

الإبن بحريته قبل مهمة خلاصنا.ظل مالكاً لحريته و هو وكيل عنا.ظل بلاهوته و هو آخذاً صورة العبد.له سلطان نفسه.ليس لأحد عليه سلطان.لذلك فإن الإبن قبل وصية الآب ليعوض رفض آدم الأول لوصية الآب.لكن بقي الإبن بلاهوته و هو واضع نفسه تحت الوصية.بإختياره وحده وضع ذاته و هذه أعظم محبة أن يضع الإبن ذاته لأجل أحباءه.
الإبن يعلن ذاته و أيضاً يحجب ذاته.

تكلم يسوع بهذا ثم مضي عنهم و إختفي بإرادته.و رغم أنه ظل بعدها أيام بالجسد لكن إختفاءه هنا يعني إغلاق باب النعمة أمام حماقات الفريسين.إنقضاء أعظم فرصة أتيحت لهم كي يستنيروا.لقد وقف تصميمهم علي بقاءهم في الظلمة حائلاً عظيماً أبقاهم في عماهم.كان رفضهم الدائم و مقاومتهم للمسيح بكل الحيل حجر عثرة لهم فتحطموا عليه.
نحن أحوج الناس يا رب المجد لكي تبقي وسطنا.معنا.لا تختفي فنحن في أزمنة الضيق.نريد وجهك و له نلتمس.لا تتحول عنا و تعبر.إعلن ذاتك واضحاً بيننا.إصفح عن حماقاتنا و جهالاتنا و لا تغضب و تمضي كما فعلت مع الفريسين.
بالقرب من الصليب تنكشف كل نفس.هل تقبل المخلص فتستنير أم يكون الصليب جهالة فتبقي في ظلمتها تغطيها الخطايا كالجبال.
مريم تعلم أن الطيب لتكفين السيد:

لأنه لما إضطرب و إنزعج بالروح و بكي أمام قبر أخيها آمنت أن القيامة و الحياة هو أيضاً إنسان.و أنه الله الظاهر في الجسد.و أنه ما دام هو القيامة فلابد أنه سيغلب الموت.و أن إنتصاره علي الموت سيحتم أن يجتاز الموت و يجتاز وادي الموت.إذن سيموت مخلصي و يقوم لأنه القيامة.هنا قررت مريم أن تسكب الطيب لتكفين المسيح.

قداعمىعيونهمواغلظقلوبهملئلايبصروابعيونهمويشعروابقلوبهمويرجعوافاشفيهم
السؤال : أنا أعلم أنك إله لا تشاء موت الخاطئ بل تفرح برجوعه ليحيا.ما هذا الذي أقرأه عنك؟ أأنت الحنون الذي يفتح أعين العميان أم القاسي الذي يعمي أعين المبصرين؟ أأنت الإله الذي يعط في القلب شفقة أم أنت الذي يغلظ القلب.لماذا لا تريد لهم أن يشعروا بقلوبهم.و إذا كانوا سيرجعون لماذا لا تتركهم يرجعون و تشفيهم؟

أنا اليوم ككل يوم أقف كتلميذ في مدرسة حكمتك لأتعلم.فليفض عليَ علمك و أستنير بك.عرفني ما قصدك يا رب لئلا أتخبط مع نفسي.
الجواب : دائماً توجد فرصة يا إبني بل و فرص كثيرة.لكن يأتي زمن و بسلطاني أغلق باب الرحمة.لأن من لم يقتنصه اللطف تقتنصه الصرامة.
أنا حكمت علي سدوم و كنت مستعد أن أصفح عنها في الوقت ذاته.أنا أرسلت يونان لأهل نينوي لكي ينبئهم بأنها ستنقلب و لكنني ندمت علي الشر الذي قررت أن افعله بهم و لم أفعله لأنهم تابوا.أنت يا إبني لا تعرف قلبي.أنا أنغلب من الدموع و الإنكسار.و هؤلاء لو تابوا في أي وقت كنت سأشفيهم.أما تنتبه لختام كلماتي.ألم أقل لئلا يرجعوا فأشفيهم.إن شفاءهم أمر حتمي لو رجعوا.و سأقوم به حتي لو قررت إفناءهم.أنا الإبن الذي بإرادته وحده قرر أن يموت لأجل البشر.

حين أقول أعمي عيونهم فالحقيقة أنهم لهم أعين و لا يستخدمونها.لا يبصرون يا إبني لا يبصرون مطلقاً.و أنا نبهتهم مراراً و دعوتهم للبصر فلم يقبلوا.أنا يا إبني أعطي البصر لكنني لا أجبر الناس أن يفتحوا أعينهم و يبصرون.و لأنني لا أجبرهم علي البصر أيضاً لا أجبرهم علي العمي.هم يختاروا ما شاؤوا و أنا أريد لهم النور فهل أنا قصرت في أمر خلاص هؤلاء اليهود.

أنا و الآب واحد: كل ما هو في الآب في الإبن أيضاً.كل المجد و السلطان و القوة في كل الصفات التي في الآب هي بعينها و في نفس اللحظة موجودة بنفس المقدار اللانهائي في الإبن و في الروح القدس.الآب و الإبن و الروح القدس أقانيم ثلاثة في جوهر واحد.الجوهر الواحد يجعل الأقانيم الثلاثة إله واحد. الأب و الإبن واحد في الجوهر و ليس إثنان في الجوهر.و الروح القدس فيهما واحد في الجوهر.المساواة في الأقانيم تأتي بسبب الإتحاد في ذات الجوهر و لا تأتي بسبب مقادير متساوية في نفس الجوهر.ليس للآب مقدار منفصل من الجوهر.و لا للإبن مقدار منفصل و لا الروح القدس.ففي الجوهر الثلاثة واحد.دون تجزئة.و دون تقسيم للجوهر علي ثلاثة.فاللاهوت غير منقسم بين الأقانيم لأنه لاهوت واحد هو جوهر الله بأقانيمه.لاهوت واحد تجتمع فيه الأقانيم.ليس بين اللاهوت و الأقانيم فرقاً.لأن اللاهوت هو جوهر الثالوث.أما الأقانيم فهي تمييز الوظائف الجوهريةأي وظيفة كل أقنوم من خلال نفس الجوهر نفس اللاهوت. بالآب و الإبن و الروح القدس.لهذا نؤمن أن الآب واحد في اللاهوت و الإبن واحد في اللاهوت و الروح القدس واحد في اللاهوت.لاهوت واحد للثلاثة أقانيم تماماً كما نؤمن بجوهر واحد للثلاثة أقانيم.

ليس لاهوت الآب أرفع من لاهوت الإبن و لا لاهوت الروح القدس أقل منهما.لأن اللاهوت واحد و الثلاثة فيه متحدون بغير تقسيم.
الإبن بهاء مجد الآب و رسم جوهره.كل ما هو مختف في الآب معلن في الإبن.كل ما هو غير مرئي في الآب ظاهراً في الإبن حين تجسد.لم يعد الآب لغزاً عند البشر بل أباً نحبه و نصلي له و نسترضيه من خلال الإبن.و صار الآب الذي لم يره أحد قط إلهاً مرئياً بالإبن الذي به نري مجد الآب و رسم جوهره.

حين يصرح الإبن بأنه و الآب واحد فهو ينقل لنا تعريفاً دقيقاً للطبيعة الإلهية و علاقات الأقانيم التي لا يمكن أن يتحدث عنها سوي الأقانيم ذاتها الآب و الإبن و الروح القدس.

إنها طفرة بحجم السماء أتيحت للبشر أن يعرفوا كيف تكون العلاقات في الثالوث الأقدس..
لهذا يكرر من يؤمن بي يؤمن بالآب في الوقت نفسه.من رآني فقد رأي الآب.كل ما للآب فهو لي.أنا و الآب واحد.
ليست هذه الترقية السماوية الوحيدة للجنس البشري أن يبتدأ يسمع عما يخص اللاهوت لكن الأعظم في الطريق.حين طلب الإبن أن ننضم طرفاً جديداً في الثالوث.و نصبح واحداً بنفس الوحدة التي بين الآب و الإبن .....لقد فاقت طلبة المسيح لأجلنا كل تصور كل إشتياق مهما جمح طموح البشر ما كان له أن يتخيل نفسه واحداً مع الآب و الإبن بنفس المحبة؟؟؟ الأمر أصعب من أن تتحمله حتي عقول الأبرار.الأمر لا يدرك بالحواس الإنسانية.الأمر فوق الإدراك.إنها مهمة قطع الإبن علي نفسه أن يحققها لنا و نحن حتي لم نحلم بها.لم تأت علي قلب نبي.لم يفكر فيها البطاركة الأوائل.لم تخطر علي بال موسي النبي و لا إبراهيم الصالح.كيف دبرت هذه الطلبة يا رب و هي لم كن طلبتنا في أي زمان أو مكان؟؟؟ أن نكون واحداً مع الآب و الإبن؟؟؟؟؟

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter