عرض / سامية عياد
تاريخ البشرية يدور بين نقطتين هما ، عدن التى تساوى بستان الجنة ، جثيمانى التى تساوى بستان المعصرة حيث كانت ليلة الجمعة العظيمة ، آدم الأول طوح بالثقة والعلاقة مع الله ، أما آدم الثانى فجاء ليعيدها خالصة وليلة الوداع كان الرب يسوع طويل الأناة .
يحدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى عن ليلة الجمعة العظيمة التى كانت فى بستان جثيمانى ، تلك الليلة التى اتسم فيها السيد المسيح بطول الأناة على تلاميذه اليتامى ، فكان التلاميذ نائمين بينما كان المتآمرون ساهرين ، هؤلاء ناموا ثلاث مرات وفى المرة الأولى قال لهم "امكثوا ههنا واسهروا معى" وأخيرا قال لهم "ناموا الآن واستريحوا! هوذا الساعة قد اقتربت" ، ايضا طول أناته على بطرس
تلميذه المتسرع ، وقد كان بطرس أحد التلاميذ المقربين وقد استل سيف وقطع أذن عبد رئيس الكهنة ، فانتهره الرب يسوع قائلا "اجعل سيفك فى الغمد" ، ويعيد الأذن المقطوعة ويقول "كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون ! أتظن أنى لا أستطيع الآن أن أطلب الى أبى فيقدم لى أكثر من اثنى عشر جيشا من الملائكة؟".
طول أناته كذلك على يهوذا الخائن ، القاء القبض على المسيح كان شركة بين اليهود والأمم ، كانت النهاية أنه يجب أن يذهب هو الى الذبح وحده حيث رئيس الكهنة ، حسب الطقس اليهودى القديم ، كان يجب أن يكون وحده عند تقديم الذبيحة ، الله أطال أناته على البشرية كلها منذ سقطة آدم ، الصليب يعنى طول الأناة.
ويقف قداسة البابا تواضروس عند محطات الحياة الثلاث فى ذلك اليوم يوم الجمعة العظيمة يوم الحب ومفتاح شخصية مسيحنا القدوس هو الحب ، أولا محطة جنة عدن وكانت البداية حيث الخليقة الجميلة على صورة الله ومثاله ، الوصية والعقاب عندما تعدى آدم وحواء وصية الله كانت العقوبة الإحساس بالعرى والخجل والذنب ، ثانيا ، محطة الجلجثة وهى محطة اختيارية
الخطية فعلان: قلب الله الذى كسرنا وصاياه وهلاك الإنسان هلاكا أبديا ، لذا يحتاج علاج الخطية الى: المحرقة لإرضاء قلب الله والذبيحة لإنقاذ الإنسان الهالك ، وفى المسيح اجتمع الأمران المحرقة والذبيحة ، لقد كان قلب المسيح الذى يحمل خطايا العالم يشبه بحيرة عميقة اسكبت فيها المجارى والجدوال التى تمثل معاصينا ، ومحبة المسيح جعلته يحمل كل هذا وهو بلا خطية ، ثالثا محطة أورشليم السمائية ، وهى المحطة النهائية التى يجب أن نصل إليها من خلال التوبة الصادقة والجهاد الروحى ، ايضا المحبة المشتعلة والاهتمام بالآخر بعيدا عن الأنانية ، وتقديم صورة المسيح المحب للجميع بالحياة الهادفة والهدف واضح هو تمجيد اسم المسيح.
انتظرونا ومقالات عديدة فى العدد 15 و16 من الكرازة عن سبت الفرح ، كان لابد أن يقوم المسيح ، حدث الصلب وانتصار القيامة.