المسيح بين إبراهيم و يهوذا
خميس العهد
Oliver كتبها
- هذا الذي حارب عماليق وحده.لم يصعد أحد معه.هو وحده إنفرد بالموت و قتله.رفع موسي الحقيقي يداه علي الصليب فإنتصر الشعب الجالس في أسفل.
فيما يهوذا كان منشغل بالهلاك كان أيضاً الأمناء في محبة المسيح منشغلين بالفصح.صاروا يسألون السيد أين تريد أن نرتب للفصح.كانوا مصدقين في قلوبهم أن المسيح هو رب أسرتهم الجديدة لذلك هو سيصنع لهم الفصح.الذين آمنوا بمن يصنع الفصح القديم هم الذين آمنوا أيضاً بأن المسيح هو صانع الفصح الجديد أيضاً.إنه رب العهدين.
حامل الجرة.
أما الملك الخادم فقال لهما إذهبا.من هما اللذان ذهبا ليعدا الفصح القديم؟ كان التلميذان بطرس و يوحنا تلاميذ سابقين للمعمدان خاتم العهد القديم.و كان لابد للعتيق أن يمضي لكي يبدأ الجديد. إنهما مثال الإنسان العتيق.يذهب حيث لا يعلم إلي من هو ذاهب .الإنسان العتيق لا يعلم ما هو للجديد.
يقف الإنسان العتيق عند جرة الماء.ينتهي هناك لنلبس الجديد.ستجد جرة ماء.قولا لحامل الجرة سؤالكم و هو يجيبكم.تماماً كما أرسل المسيح شاول إلي حنانيا ليسأله ماذا يريد الرب أن أفعل؟
ما هي جرة الماء سوي المعمودية التي تؤهل للفصح الجديد.من هو حامل الجرة سوي الخادم الأمين الذي يقتاد النفس بحكمة في التعليم و الوعظ حتي تنفتح أعين القلوب و تتأهل للمعمودية المحيية.
من هو حامل الجرة سوي كهنة الرب الذين يروننا السماء في الأسرار و في الإنجيل.
حامل الجرة يجب أن يرينا العلية.هناك سنلتقي مع المخلص.ما هي العلية إلا السماء.الخدام و الكهنة غير المنشغلين بالسماء هؤلاء يحملون جراراً فارغة كالسامرية.قبل أن تلتقي بالمسيا.
ما أجمل أن يشهد لكم الروح يا حاملي الجرار.حين يقول عنكم( ففعل التلاميذ كما قال لهم يسوع و أعدوا الفصح).....
الإمتحان الأعظم: الرب العالم بضعف البشر عالم أيضاً بقوة إيمانهم و ثقتهم فيه.الرب إمتحن إبراهيم لكي يظهر لنا تفوقه في الإيمان.هو عارف بقلبه و ما فيه.و لكنه ليس لأجل هذا إمتحنه.
إن الرب كان منشغلاً بتقديم الصليب إلي البشرية.يريد أن يقول لنا أنه يوافق علي مبدأ أن يضحي الأب بإبنه من أجل الطاعة و التبرير.فإذا كان إبراهيم الإنسان الضعيف الترابي إستطاع بقوة إيمان أن يقبل أن يقدم إبنه حبيبه وحيده ذبيحة فكيف لا يمكن للآب السماوي أن يفعل هكذا؟إذا لم يتأخر إبراهيم بل قام باكراً جداً ليقدم إبنه فكيف يتأخر علينا الآب السماوي؟؟؟؟
إذا كان إبراهيم قد أخذ الحطب غير مشفق علي إبنه المحبوب فكيف تقف شفقة الآب السماوي علي إبنه في طريق خلاصنا الأبدي؟
إذا كان إبراهيم قد ركب دابته قاصداً أرضاً ليست له.فكيف لا يتجسد الإبن قاصداً أرضاً ليست كالسماء.لكي يخلص شعوباً و أمماً ساقها إبليس كالدواب؟
إذا كان إبراهيم قد إصطحب معه غلامين فكيف لا يصطحب المسيح معه لصين عند صلبه.و كما وقف الغلامين عند سفح الجبل هكذا كانت اليهود و الأمم مجتمعين اسفل الصليب يهتفون أصلبه؟
فكر العبودية كالغلمان يبقي مع الأتان أما الأبناء وحدهم فيصعدون إلي القمة.فالعبيد يجودون بالأعمال أما الأبناء مثل إسحق فيجودون بالنفس ذاتها و بالحياة.
إذا كان إبراهيم قد وضع علي كتف إبنه إسحق حطب المحرقة فكيف يرفض الآب السماوي أن يضع موت العالم كله علي كتف إبنه ليحمله عوضاً عنا؟
إذا كان إبراهيم قد صعد مع إبنه وحده فوق الجبل و هو عالم أنه سيذبحه فكيف يترك الآب إبنه عند الصليب؟؟؟
إذا كان إبراهيم قد بني مذبحاً للمحرقة و هو عالم أن كل حجر يضعه يقرب من موت إبنه فكيف يتواني الآب السماوي في وضع خطايا العالم كله فوق رأس إبنه ليحمل أثقال البشرية الأثقل من كل الأحجار؟
إذا كان إبراهيم قد أوثق إبنه المحبوب فكيف يضع الآب السماوي فاصلاً بين الموت و بين إبنه؟؟؟بل هو أوثق إبنه جداً بوثيقة الموت الصادرة ضدنا كي بقيامة إبنه نجتاز معه إلي الحرية من كل الأحكام.
إذا كان إبراهيم قد وضع في يده السكين و النار غير متكاسل عن طاعة الرب فكيف يحجب الآب السماوي الموت عن إبنه و هو الذي أعطانا إياه ليموت عوضاً عن موتنا.
و ما السكين إلا الصليب و ما النار إلا حكم الموت هذان كانا في يد الآب و خضع لهما الإبن بغير تردد.
إذا كان إبراهيم قد مد يده علي إبنه ليذبحه فهل محبة الآب السماوي تقصر عن ذبح إبنه لأجل خلاصنا؟؟؟
لم يكن إمتحان لإبراهيم وحده بل هو إمتحان للفكر البشري الذي لا يقبل أن يموت الله لأجل خطايانا .
كيف كان سرور إبراهيم عند عودته بإبنه حياً؟؟؟؟؟ هل يستطيع إنسان أن يتخيله؟ فكيف لا يفرح الآب السماوي بقيامة إبنه الوحيد؟؟؟
كم كان فرح إسحق بطاعة إبيه و بعودته حياً ...لا يفوق فرح إسحق سوي فرح الإبن الوحيد بإنتصاره علي الموت و قيامته من بين الأموات.
إذا كان الرب قد أقسم بذاته ليباركن إبراهيم و يكثر نسله كنجوم السماء فكم يكون القسم لإبنه الوحيد...أليس مكتوباً أنه أقسم و لم يندم أنه يبقي كاهن إلي الأبد علي طقس ملكيصادق...هذا الذي هو أعظم من إبراهيم أبينا.
مديحة غاسل الأرجل
تقال أثناء غسل أرجل الشعب
الرب يسوع المسيح فيه تمت المواعيد و من باب الإتضاع أدخلنا العهد الجديد
خلع عنه ثيابه و تنازل عن المجد ..... و إئتزر بالمنشفة و خدم خدمة العبد.
عرشه فوق الكاروب وجدناه عند الأقدام. يغسلْ أرجل التلاميذ و ينقيهم بالتمام
إبتدأ غسل الأقدام . لم ينته حتي اليوم عمله باقي علي الدوام و هو مخلصنا من اللوم
يوحنا مد قدميه للمسيح بإنكسار ذاتي إنسحقت في يديه فهو المتجلي الجبار
يعقوب الكبير أطاع .وضع قدماه في المغسل .غلبه الإتضاع. و المسيح فيه يعمل
توما جاء دوره. و إغتسل و هو مذهول . سيدي عند الأقدام .هذا ما فاق العقول
متَي بخطوة سريعة. ترك قدميه ليسوع عملٌ فوق الطبيعة. جَعَلَ الكبرياء مصروع
يعقوب بتثاقل جاء. يملأه الخجلُ الكثير غسَلَه ملكُ السماء .إنني اليوم أسير
إندراوس بدموع .تقدم نحو الينبوع و قبل منه الغسيل. صرخ إرحمني يا يسوع
بطرس رفض الإغتسال. صائحاً هذا عجيب. فأجابه في الحال. دون الغسل لا نصيب
إنحني برأسه. كي يغسلها الرب فقال. من إغتسلت قدماه. صار نقياً في الحال
نثنائيل بإندهاش. تقدم نحو المسيح. كان ميتاً فعاش. و إبتدأ عهد التسبيح
تداوس أخو يعقوب تقدم و هو مرهوب السيد صار أجير كي يغسلنا من الذنوب
يعقوب ترك قدميه و عقله صار يحتار يمسك المسيح بيديه و قلبه كلهيب النار
فيلبس بقلب كسير تقدم و هو آسيف يسوع يا رب التدابير إني أمامك ضعيف
يهوذا و هو القاسي تقدم بإجتراء الشيطان يحركه و رفض كل الدواء
كلهم صاروا أنقياء من يد يسوع المسيح إلا يهوذا فيه الداء مثل عيسو مستبيح
يا رب المجد نراك تغسل فينا حتي اليوم نرجو الأبدية معاك دع لنا الرحمة تدوم
يا ربي نبع النقاء يا ربي البار العجيب يا ربي ملك السماء يا ربي ملك الصليب
يا يسوع إغرس فينا أن نصنع كما صنعت نغسل أرجل بعضنا نتضع كما إتضعت
نغفر لمن لنا أساء نغفر نغفر كل يوم يفرح الآب في السماء و الرحمة لنا تدوم
تعالوا يا أحباء نغتسل بإيد يسوع بالتوبة مع الرجاء هيا نبدأ الرجوع
ننحني أمام المسيح و بالنعمة نتسلح و من القلب نصيح يا يسوع فيك نربح
رطبنا بنعمتك حتي لا يجف القلب و إشبعنا برحمتك فننمو دوماً في الحب
مثل أبيجايل آتيك أغسل أقدام عبيدك يا إبن دواد رجايا فيك هيا إغسلنا بإيدك-
تغسلني أنت فأبيض أكثر حتي من الثلج نورك نورلكل الأرض نحوك قلوبنا تلجج
يا ينبوع ماء الرجاء يا ينبوع كل العزاء يا ينبوع دائم البقاء إغسلني كما تشاء
عند الأرجل بَذَلَ الذات كي نكف عن اللذات في الصليب بذل الحياةْ آية تفوق المعجزات
مجدُهُ وقتها إختفي . إتضاعه ظهر عجيب و القلوب متخوفة من مشهد ليس يغيب
نؤمن لا عن إستحقاق بل عن ثقةٍ و إشتياق إتضاعك زاد و فاق يا من له تجثو الأعناق
حُبٌ إلي المنتهي جَعَلَهُ يغسل أقذار خلص نفسي و سادها المسيح يسوع البار
كلُ شيءٍ دُفع إليك ماء المغسل بين يديك إشفع فينا عند ابيك ظللنا بظل جناحيك
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع