الأقباط متحدون - تأملات في طريق الالام-10
أخر تحديث ٠٠:٠٢ | الجمعة ١٨ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٠ | العدد ٣١٦٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

تأملات في طريق الالام-10

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سبت قيامة الأرواح

Oliverكتبها

قصة من ذاكرة أحد شهود الجلجثة
حين نكس رأسه رفع رأسنا.و في موته صارت قيامة للذين في الجحيم.إمتلأت الطرقات بالقديسين الذين قاموا من الموت.وقت الزلزلة مات المسيح وقت الزلزلة تشققت قبور و قام راقدون قديسون نعرفهم و آخرون لم نكن نعرفهم.
كنا نتجنب السير بالقرب من تلك القبور.نخشي أن تنجسنا.لم نكن نعرف من بداخلها.حين حدثت الزلزلة إنفض الناس من حول الجلجثة.و حين عمت الظلمة الأرض لم ندري إلي أين نذهب.كانت معظم الطرقات القديمة مزدحمة لأنه الفصح و الفطير.كنا نتخبط ثلاثة ساعات في الظلمة كأننا في الجحيم. لم ندري كيف نتصرف. لم يكن هناك نور سوي بعض المشاعل بالقرب من المصلوب.و بعضاً من دخان حيث كان في القرب من الرواق بعض اليهود يستدفئون؟ دخان من هناك و نار من هنا و ظلمة شاملة و برد شديد و صرير أسنان و بكاء كثير و صراخ؟   ما أشبه الأمر بالجحيم.....
أيقظنا صوت يسوع. يسوع يصيح بصوت عظيم يا أبتاه في يديك أستودع روحي و يستودع روحه لدي الآب.... إبتدأت الظلمة تنقشع.

أرواح قائمة
كنا مجهدين جداً.عائدين كالقتلة من حفل كنا نشرب فيه الدم.كانت الحيرة تملأنا.ما شعرنا بالسرور بموت المسيح.لقد حملنا أنفسنا و أولادنا دمه دون مبرر.أنا لا أكن له كرهاً لكنني هتفت ضده.كنت أريد أن أرتاح من أسئلة الفريسين الذين يراقبوننا في الذهاب و المجئ.كانوا إذا رأوننا نبتسم يظنون أننا قابلناه و إذا رأوننا نبكي يقولون لعله كان يبكتكم علي خطاياكم.كنا محاصرين بين الفريسيين و بين يسوع فتخلصنا من يسوع.
كنا قد تركنا بيوتنا في الصباح الباكر و كانت علي موائدنا و في القبو أيضاً بقايا من الفطير كنا مزمعون أن نأكلها حين نعود.لكن الظلمة و الزلزلة منعتنا.حتي لما عدنا مرهقين جائعين لم نجد فطيراًعلي موائدنا. كان الفطير هو الطعام الوحيد المسموح به في أسبوع ما بعد الفصح.كأنما تعمد الزلزال الإطاحة بالفطير من منازلنا.كانت الفطائرمتناثرة في تراب الأرض و أخشاب السقف ساقطة فوقها.كل الجيران حدث معهم مثلي.ليس عند أحد فطير....كأنه كان إنتقام من الفطير .و كأنه ما كان عيد.
وقفنا حياري أمام بيوتنا المنهكة.كأنما ننتظر أحداً علي موعد.كلنا كنا مكتئبين.نلملم ما تبقي في بيوتنا بتأفف.و فيما نحن متضجرين مما حصل لنا إذا بضيوف تنادينا بأسماءنا.
أهذا وقت ضيوف؟كان يجب ِأن يأتوا بالأمس حين كان الفصح و بيوتنا مفتوحة للجميع أما اليوم فهو فطير و قد أصاب التراب كل فطائرنا و نحتاج وقتاً لنبني فرناً جديداً نخبز فيه الفطير.فماذا نقدم لهؤلاء و نحن متأزمين مما حصل اليوم.
لم نكن مرحبين بأحد.لكننا وجدناهم يدخلون حتي دون أن نفتح لهم الباب؟؟؟ كان مشهدهم مخيفاً.هذا اليوم كله مخيف من باكر و حتي اللحظة.
سألت رجلين دخلا إلي بيتي؟؟؟هل أنتم مرسلين إلينا للإنتقام من المسيح الذي صلبناه اليوم؟
لم يجيب الرجلان.خفت أكثر و أكثر؟ هل أنتم ملائكة الموت جئتم لتحصدوا أرواحنا و أرواح أولادنا بسبب دم المسيح؟ لم يجيب الرجلان..
كان ترديد إسم المسيح يبهج الرجلين و يثير الفزع في قلبي و قلب زوجتي و أولادي.
لن أتكلم بعد...إذا أردتما أن تقتلانني فها أنا لكن دعوا أولادي و زوجتي فهم لم يكونوا هناك عند الجلجثة و لم يهتفوا ضد المسيح كما هتفت.لكن الرجلين إبتسما.
واحد منهم بدأ الكلام بالسلام.سلام لكم....ما أبعد السلام عن مدينتنا كلها اليوم.سعدت جداً بسلامهما.و إبتدأ رجل كان يرتدي زياً مثل الجليليين.قال في المسيح كلاماً لم اسمعه من قبل.كان كأنه يرقص و هو يتكلم.كنت أريد أن أتأكد هل الرجلان واقفان أمامي أم طائران أمامي لم استطع أن أتأكد.
قال الآخر...المسيح أقامنا من الموت لأنه القيامة و الحياة.هو في الأرض ميت لكنه في الجحيم حياً يفعل عجباً .كل مواكب الأبرار في إستقباله أو هو في إستقبالهم.موكب لا تدركه الأبصار متجه الآن إلي الفردوس.شجرة الحياة أظهرت من جديد و سنأكل منها و لن نموت إلي الأبد.موسي يرنم تسبحة الخروج من الجحيم.و مريم أخته تمسك بأداة مثل الدف و ترنم.لا يمكن أن اصف لكم فرح إبراهيم و داود و صموئيل و الأنبياء.لابد أن لا يفوتكم موكب المنتصرين ....ثم علا صوت الرجلين...المسيح حي.المسيح حي.و هو أصعدنا من الجحيم....ثم إختفيا.....ملأتني القشعريرة إحتضنت زوجتي و أولادي في دائرة.كنت أظن أن الظلمة و الزلزلة أذهبت عقلي.سألت زوجتي هل رأيت معي الرجلين؟هل كان هنا رجلين يتحدثان؟هل سمعتي ما قالاه؟المسيح حي المسيح حي؟؟؟أجابت زوجتي نعم و أنا أؤمن أنه حي. أنت لم تقتله. أنا و أولادي أبرياء من دمه و أنت أيضاً.ما دام المسيح حي عليك أن تسرع و تبحث عنه و تعتذر له عن صياحك ضده و مطالبتك بقتله.
خرجت من منزلي مندهش العقل.طرقت علي جاري فوجدته يسبح كأنه داود.الرجل يتهلل بمزامير كنا نقولها في المصاعد و نحن باكون.الرجل كأنه لا يسمعني و لا يراني.هززته ليكتشفني.نظر إلي متهللاً.هاتفاً.المسيح حي و أنا برئ من دمه.كان هنا رجل دخل من الحائط و تكلم معنا .كلنا رأيناه و سمعناه.كان الرجل بهياً منيراً و صوته يأتي من زمن قديم.يبدو أنه كان صديقاً ليشوع.كان كالمقاتل و لكنه وديعاً جداً.قال كلاماً كثيراً لا أذكره الآن.لكن في النهاية عرفت أنني برئ و أن المسيح حي و أننا سنصبح مثل هذا الرجل البهي إذا آمنا بيسوع إلهاً ومخلصاً .أنا أؤمن به .إذهب أخبر الفريسيين عني لا يهمني.قل لهم أن يخرجونني من المجمع إن شاؤوا أنا لا أبالي.أنا أؤمن بالمسيح الحي الذي أقام هؤلاء الراقدين.أشعر الآن أنني قد تخففت من كل أحمالي... آه تذكرت أن الرجل قال لي أن تلاميذ المسيح سوف يبشرون به و لكنهم منتظرون قوة ستأتيهم أولاً.أنا مشتاق لأن أكون مع تلاميذه و أنال هذه القوة .المسيح حي أنا واثق أنه حي.
خرجنا معاً دون أن ندري إلي أين نذهب...في الطريق لم نتجنب القبور.لقد أخبرنا الرجال القائمون أنها تشققت و أنها أصبحت خالية من الموتي.ذهبنا لنتأكد .بالفعل كانت أسوار القبور ساقطة.و الأحجار التي أمام كل قبر متدحرجة إلي ركن تجمعت فيه الأحجار معاً كأن نار سماوية حملتها معاً و جمعتها هناك؟
جذب أسماعنا صوت تسبحة ليتنا كنا نستطيع أن ندونها.كانت تشبه تسابيح دانيال.أو صلوات كنا ننسبها لإيليا أو المعمدان...ليتني أستطيع أن أتذكر منها شيئاً.لكني فقط ألتقط الأصوات . جذبتنا الأصوات إلي جماعة من القائمين.كانوا يقفون في حلقة كالملائكة.لم يكن في أيديهم مزمار و لا قيثار لكنني سمعت بينهم مزمار و قيثار.كانوا يرنمون التسبحة و أنظارهم تلف الآفاق....كانوا يقولون هكذا أو هذا ما ظننت أنهم يقولونه.

تسبحة القائمين من الموت
الذي مات عند البشر هو الآن حي في عالم الأرواح.جسده لا يفسد لأنه مقيم الفاسدين من القبور.روحه لا تهلك لأنه مخلص الأرواح من الهلاك.هو المسيح الحي كما عرفنا إسمه من الأنبياء.صوته أقوي من الموت و بصرخته إستيقظنا كلنا. كالنائمين إستيقظنا.صوته لملم اجسادنا و رد أرواحنا كالجيش الذي رآه حزقيال .عظامنا تقاربت و اللحم كساها لأن المسيح وهبنا الحياة من جديد.لا موت بعد موته.لا موت بعد موته هكذا آمنا و هكذا تحررنا
الملك بالصليب فتح الهاوية و حررنا.به نؤمن . في يديه مفاتيح الحياة و وهبنا حياته.تعالوا لأورشليم الحقيقية حيث المسيح ملكاً لا مهاناً.هذا الذي أعادنا للحياة عاد لمجده و حبس أرواح الأشرار في الهاوية عوضاً عنا.أما نحن فرفع لنا راية الإنتصار.ترنمي يا نفسي و إهتفي لأن إسمي مكتوب علي يده.هو ذاته سفر الحياة.
إشبعي يا نفسي بكل الدسم في المسيح .كُلِي و إشبعي لأنه هو شجرة الحياة.
النار الآكلة لحست الموت.و مجده أنار لنا الجحيم.في نوره صرنا نور.و أقدامنا تشددت.عهد المسيح لنا هو عهد حرية.عهد مجد.الآن نفهم النبوات و تستنير أعيننا.الآن ندرك في المسيح كل العمق و العلو و الطول و العرض.
مسيحنا أشرق في وجوهنا و به نري.الملائكة ترافقنا و رؤساء الملائكة تقودنا فنقف أمام العرش منذهلين من بهاءه.يا من إلتحف بأنوار المجد .يا من قادنا في موكب النصرة.يا من سد عنا أفواه الجحيم.يا كاسر الموت إلي الأبد.يا حمل الله.نسبحك نباركك نسجد لك...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع