مينا ملاك عازر
لا أعرف أكتب هذا المقال مناصراً لحط الفحم والعودة للقرن التاسع عشر وما قبله منذ بدايات الثورة الصناعية بأوروبا، أم أناصر توجهاً بعدم الردة للوراء والبقاء على الوقود المسال، أم أتمنى أن نتقدم للأمام ونعتمد على طاقة أكثر نظافة من طاقة الفحم والوقود السائل والغازي وهي طاقة الشمس والرياح
وهي طاقة متوافرة لدى بلادنا وسر عدم معرفتي تحديد موقفي أنني غير متخصص في الطاقة، وما يزيد حيرتي أن خبراء الطاقة والمتخصصون في المجال والمفترض أن يعلنوا قرارهم ويتخذوه لمصلحة البلاد متضاربين ومختلفين، ما يعني أنه لا تحكمهم المصلحة العليا للبلاد وإنما مصالح أخرى لا أعرفها، وهذا أمر لا جدال فيه للأسف، خبراءنا المبجلون لم يعيروا ولا يعيروا بلدنا اهتمامهم وصحة مواطني بلادهم اهتماما، ويحكمون أمور أخرى في مسألة اتخاذ القرار فبدوا هكذا غير متفقين على حقائق المفترض أنها حقائق علمية ليس بها شيء من النسبية محسومة وقطع فيها العلم شوطاً طويلاً حسم أمره وبالتالي أندهش من أفعال ومواقف أولائك المتخصصين التي تزعجني وتزعج مصر كلها بل تفقدنا الثقة في الجميع.
داخل الحكومة نفسها، هناك آراء متضاربة بين الرغبة في الحفاظ على البيئة والرغبة في سد احتياج مصر للطاقة، وفي الوقت الذي يعتبر العودة للفحم قفز خارج الصندوق مع أن ذلك كما يراه البعض دفعاً للشعب كله داخل صندوق الموتى، البلاد تموت ولا أحد يقول لنا الحقيقة المجردة من الأهواء، والكارثة أنه حتى بالعودة للفحم هذا لن يحل مشكلة الطاقة الحالية التي نمر بها، الحل الواقعي حقاً أن توفر الحكومة أموالاً لاستيراد طاقة تشغل محطات الكهرباء، هذا الحل الغير مطروح لأن الحكومة منشغلة في هل الفحم مضر أم لا؟
أنا كما قلت غير دارس لهذه المسألة، ولكن اسمحوا لي أن اسأل أسئلة منطقية كما أرى، لو لم يكن الفحم مضر وطاقة غير مجدية، لماذا اتجه العالم للبترول ومن بعده للغاز الطبيعي ويسعى للطاقة النووية ثم طاقة الشمس والرياح؟ لماذا تتراجع الكثير من دول العالم عن استخدامها للفحم كألمانيا والصين وأمريكا نفسها صاحبة أكبر احتياطي للفحم عن استخدامه في حين نسعى نحن لاستخدامه؟ أرجوكم أجيبوني، في حين ينشر الدكتور خالد منتصر رسالة تناصر استخدام الفحم يستضيف باسم يوسف مناوئين لاستخدامه، وفي حين تتجه الحكومة لإقرار العمل به، تلطم وزيرة البيئة وتولول لمنع استخدامه، ألا يوجد رجل رشيد يعلي مصلحة الوطن والمواطن، ويقطع لنا وإن فعلها هل يكن لديه رصيد من الثقة لدى قلوب وعقول المصريين فيصدقونه ويمشون وراءه.
للأسف يا سادة، أزمة استخدام الفحم أو منع استخدامه هي أزمة كاشفة ليس لعدم وجود عقول خبيرة تحسم لنا القرار ولكن الأزمة غياب الثقة بين الشعب وبين الخبراء بين الشعب بعضه البعض فلم يعد هناك من يصدق كلامه دون تفحيص، بات الكل محل شك وريبة للأسف، الكل بات تحت مستوى الشبهات لمواقف سابقة، ولتلون البعض يا أحبائي، أزمة الفحم ليست الأزمة الوحيدة التي لا تستطيع أن تتخذ موقف من أي من الرأيين المطروحين حولها ، ولكن هناك الكثير من الأزمات التي تجد نفسك متردد حين ترى المتخصصين فيها متناحرين هكذا وذلك لا يعني إلا أننا افتقدنا أهل الثقة وأما أهل الخبرة باتت تحركهم مصالح وأهواء، والصادق منهم يصمت ويخشى الكلام فيتلوث بسباب وقصف رداحي الإعلام، وأصحاب المصالح المختلفين معه في الرأي.
المختصر المفيد هانحط الفحم ولا نستغل الرياح والشمس.