الأقباط متحدون - ريهام والملحد .. مجرد رأي
أخر تحديث ١٩:١٥ | السبت ١٩ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١١ | العدد ٣١٦٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ريهام والملحد .. مجرد رأي

ريهام سعيد
ريهام سعيد

بقلم : مينا اسعد كامل
أثار برنامج الإعلامية ريهام السعيد " صبايا الخير " الذي التقت فيه مع ملحد " مسيحي الأصل" الكثير من ردود الأفعال بين مؤيد ورافض بل ومستهزئ أيضا ، ولكني رأيت في هذا البرنامج إشارة إعلامية في منتهى الخطورة

بداية لابد ان نبحث معا لماذا خرجت حلقة ريهام السعيد بهذا الشكل وهذا الترتيب
لقد حاولت – كإعلامية وهذا حقها – أن تسلط الأضواء على خطر يتفشى في المجتمع وبدا ينتشر بطريقة السر المعلن بين شبابنا من مختلف الأعمار .. ولابد أن تقابلها مشكله من يكون الضيف !
لو كان الضيف ملحد من خلفيه إسلامية لتعرضت حياته للخطر الشديد – هذا إن وافق بالأساس على الحضور – نظرا لفكر بعض التيارات المتشددة والتي قد ترى فيه مرتدا يجوز قتله !

إذن كان من المنطقي ان يكون الضيف من خلفيه مسيحية لانه سيكون للبعض قد خرج من كفر إلي كفر ولا يضير الشاه سلخها بعد ذبحها إذن تقل نسبة المخاطرة على حياته بعد الحلقة .. ولا أريد أن أظن السوء فأقول انه حتى لو قتل فهو ليس بفارق معهم بأيه حال من الأحوال ..

نأتي إلي المجيب على تساؤلات الضيف – ان ارتقت إلي درجة التساؤلات - .. اعتقد انه قد خشى معدي البرنامج أن يكون المجيب والمتناظر الآخر رجل دين مسيحي لأنه وفي الأغلب ستتحول الحلقة إلي جمل من نوعيه " المسيح يحبك" ، " مات عشانك " ... الخ مما سيحولها في النهاية إلي جانب اتهامات التنصير !!

لذا كان من الضروري الا يحضر الحوار رجل دين مسيحي يتدخل بشكل مباشر مع الضيف رغم تواجده في كنترول الحلقة كما ظهر بضعه مرات . ودعوني أكون قاسيا قليلا للأسف لايوجد إلي الان قس مسيحي قادرا  على  مجابهه الفكر الإلحادي .باستثناءات قليله كحلقات نيافة الأنبا بيشوي على قناة مي سات التي بها محاولات جدية للرد علميا على الملحد . وليس سرا ان أعلن ان ابي القمص عبد المسيح بسيط ابو الخير أستاذ اللاهوت الدفاعي في معسكر عمل مكثف هذه الأيام مع أبنائه  لدراسة الظاهرة والرد عليها بشكل يقضي عليها تماما.

أما من قام بمحاولات من الآخرين تسبب بعضهم في كوارث عقيدية كما حدث في احد كنائس الإسكندرية والتي قدم فيها الأب الكاهن تنازلات إيمانية ليست من حقه ولا سلطانه  ليسهل للملحد العودة فكانت النتيجة ملحدا عائدا بدين جديد فصارت الكارثة كارثتين.
يتبقى لنا رجل الدين الإسلامي والذي أن واجه بدوره كضيف مقابل الملحد الذي هو من خلفيه مسيحية لتم تدويل البرنامج بشكل " الاسلمة" ولكانت ريهام السعيد هوجمت وما أكثر الاتهامات الجاهزة والحركات التي تبحث عن الشهرة وتنتظر مثل هذا الأمر – وقد حدث فعلا - .

لذا وما اعتقده انه لم يكن هناك مفر من إحضار طفل صغير للإجابة وفي هذا مغزى ورسالة إرادته الإعلامية إن يصل إلي الناس إلا وهو أن الإلحاد يستطيع ان يجيبه طفل .. وفي ارض الواقع هذا امر غير سليم على الإطلاق إلا في حالات نادرة لم تتحقق في هذه الحلقة.
لم يكن أمام الطفل " معاذ احمد" والذي كان حاد الذكاء سريع البديهه يحفظ جيدا والذي  أتمنى أن أراه في يوم من الأيام رجل دين معتدل لا يشق له غبار – الا ان يجيب بأيات قرآنية محفوظة رأها تجيب عما يقوله الضيف الملحد.

وهنا كان الخطأ التالي
للأسف لا يزال البعض يتعامل مع الملحدين من منطلق وضع النصوص الكتابية – مسيحية واسلامية – امامهم معتقدين أن هذا كفيل بالإجابة . ولكن الواقع ان هذه النصوص ليس لها ادنى تاثير لدى الملحد .. لقد فقد الملحد بالفعل أحساسة بالإعجاز اللغوي في القران الكريم والفكر المحب وسر الحياة في الانجيل المقدس .. ولنكن اكثر واقعيه كثير من الملحدين ايا كانت خلفياتهم الدينية يحفظون تلك النصوص ظهرا عن قلب بل واكثر من رجل الدين نفسه بل ويتلونها في اسالتهم وكثير من الأحيان للأسف يستهزئون بها .. ومواقعهم تشهد

لابد ان نلتفت ان أردنا أن نواجه هذا السرطان الذي بدأ في الانتشار  ان النص المقدس لم يعد كافيا بل الاهم هو أن نقنع الملحد عقليا ومنطقيا بأهمية وصدق هذا النص قبل طرح النص حتى لا نكون ندور في حلقه مفرغه.

إن هذه الحلقة التي للإعلامية ريهام السعيد ظهرت في أفضل صورة ممكن أن تظهر فيها وسط إعلام ومجتمع إلي الآن لا يستطيع التعامل مع الملحد ..
قبل ان نواجه الملحدين نحن في احتياج شديد أن نواجه أنفسنا وأفكارنا كبداية .. وهذا دور رجال الدين.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع