الأقباط متحدون - البابا فرنسيس يقبّل قدمى حامد!
أخر تحديث ٢١:٠٤ | الاثنين ٢١ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٣ | العدد ٣١٦٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

البابا فرنسيس يقبّل قدمى حامد!

بقلم منير بشاى
ما يزال قداسة البابا فرنسيس يضع بصمات شخصيته الممتلئة محبة وتواضعا على مجريات الامور فى العالم.  فمنذ تتويجه فى 13 مارس 2013 ليكون الأب الروحى للكاثوليك، الذين يزيد عددهم عن المليار، فقد اختار لنفسه اسلوب الفقر الاختيارى والدفاع عن المساكين.  ولهذا السبب اختار ان يكون اسمه فرنسيس مقتديا بالقديس فرانسيس الأسيسى نصير الفقراء.

ونتيجة لدعوة البابا فرنسيس كاثوليك العالم للعناية بالمساكين حدثت ردود افعال ايجابية تؤيد هذا الاتجاه فى كل مكان.  وقد قرأت مؤخرا ان احد الكرادلة الكاثوليك بامريكا كان يقيم فى قصر بناه من اموال الكنيسة، وبعد نداء البابا بالاهتمام بالفقراء واجه الكاردينال شعب ابروشيته معترضين على الرفاهية التى يعيش فيها بالمقارنة بفقراء الطائفة.  وأدى هذا الى ان يقرر الكاردينال بيع القصر ويأخذ جزءا من ثمنه ليبنى به بيتا متواضعا ويحوّل باقى الثمن لأعمال الخير.

من البداية ومنذ ان تقلّد مهام منصبه قام قداسة البابا فرنسيس بطقس غسل الأرجل ولكن بطريقة لم يسبقه اليها احد.  فقد غسل ارجل شباب معتقلين داخل احد سجون روما ثم انحنى وقبل اقدامهم، وكان ضمن هؤلاء فتاتين احداهما مسلمة من الصرب.  وقد بث التلفزيون الايطالى هذه الاحتفالية التى تخللتها الترانيم والعزف على القيثار ودون اللجؤ لنشر شخصيات المساجين حفاظا على خصوصياتهم.  والقى قداسة البابا كلمة على المساجين قال فيها "لقد اتى السيد المسيح اليكم ليخدمكم...  فكّروا جيدا فى هذا الأمر.  فهل نحن مستعدون لنخدم الآخرين؟ الأمر لا يتعلق بغسل اقدام الاخرين بل بأن يساعد بعضنا بعضا، واذا غضبنا على احد فلنتجاوز الأمر".

وفى هذا العام 2014 كرر قداسة البابا فرنسيس نفس التقليد.  وكان فى هذه المرة مع رجال معوقين تبلغ اعمارهم 16 - 86 ومن بينهم مسلم ليبى مسن اسمه حامد يبلغ من العمر 75 عاما.  وكان حامد يعانى من تشنج نتيجة اعاقة بجهازه العصبى اثر تعرضه لحادث سيارة.  وقد غسل قداسة البابا اقدامهم جميعا، ثم انحنى وقبلها.

الملاحظ ان قداسة البابا فرنسيس يهتم بذوى الاحتياجات الخاصة التى قد تكون فقرا ماليا او اعاقة صحية او عيبا سلوكيا ادى بهم الى السجن. وهو يعمل هذا اقتداء بالسيد المسيح الذى قال "لأنى جعت فأطعمتمونى عطشت فسقيتمونى كنت غريبا فأويتمونى عريانا فكسوتمونى مريضا فزرتمونى محبوسا فأتيتم الى.  بما انكم فعلتموه بأحد اخوتى هؤلاء الأصاغر فبى فعلتم" متى 25:31-40

والملاحظ ايضا ان من عمل معهم قداسة البابا فرنسيس اعمال المحبة لم يكونوا جميعا من خلفية كاثوليكية أو حتى مسيحية بل كان بعض هؤلاء من المسلمين.  وليس هناك مشكلة فى هذا فغالبية المسلمين مخلصين محبين للغير وهم ضحايا الارهاب مثل غيرهم.  ولكن هذا لا يمنع ان هناك قلة تميل للتطرف وقد يسيئوا فهم هذا التعبير عن التواضع والمحبة الذى يظهر فى غسل الارجل، والانحناء (فى وضع اشبه بالركوع) لتقبيل الاقدام.

لست اشك ان غالبية المسلمين يأخذون ما فعله قداسة البابا بمزيد التقدير والاحترام ومبادلة الحب بالحب.  ولكن القلة المتطرفة ربما يظنون انه بتقبيل البابا لأقدامهم قد نجحوا فى اذلال اعلى رتبة كنسية لأكبر طائفة مسيحية، مع ان قداسة البابا لم يجبره احد على عمل اى شىء وما فعله كان باختياره الحر.  وقد يدفع هذا هؤلاء الى استدعاء نصوص تؤيد تفكيرهم.  منها ما جاء عن اليهود وهم من اهل الكتاب  "وضربت عليهم الذلة والمسكنة " سورة البقرة 61.  وقد يقتبسون من سورة التوبة 29 ما يعتقدونه انه امر من الله لأهل الكتاب ان يدفعوا الجزية عن يد وهم صاغرون (أذلاء).

خلاصة القول ان ما قام به قداسة البابا فرنسيس تقليد جميل اتمنى ان لا يضيع مغزاه باساءة فهمه.  الفهم الصحيح لما فعله قداسة البابا انه تواضع ناتج عن المحبة بهدف المصالحة والغفران والعيش المشترك.  اما الفهم السىء فهو الاعتقاد انه اذلال ناتج عن الاكراه يؤدى الى المزيد من العدوان والحزازيات بين الناس.

تمنياتى القلبية بالشفاء العاجل والكامل لأخونا حامد من اعاقته. ولعل فى قبلة قداسة البابا فرنسيس لمسة الشفاء الالهى له ولكل زملائه.  وكل عام والجميع بخير.

Mounir.bishay@sbcglobal.net
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter