الأقباط متحدون - صلب شابين مسيحيين في سوريا وصلب آخر أمام والده
أخر تحديث ١٨:٠١ | الخميس ٢٤ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش ١٦ | العدد ٣١٦٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

صلب شابين مسيحيين في سوريا وصلب آخر أمام والده

صلب شابين مسيحيين في سوريا وصلب آخر أمام والده
صلب شابين مسيحيين في سوريا وصلب آخر أمام والده

 روما / أليتيا (aleteia.org/ar). - كانت الراهبة السورية راغدة الحائزة على شهادة دكتوراه في علوم التربية، رئيسة مدرسة بطريركية الروم الكاثوليك في العاصمة السورية دمشق. الآن، تعيش في فرنسا. ولا تزال أمها وإخوتها وأخواتها الستة يعيشون في سوريا حيث أن أرواحهم معرضة يومياً للخطر وحيث يخضعون لعدة ضغوطات. قدمت الراهبة شهادتها في مقابلة مع القسم الفرنسي في إذاعة الفاتيكان.

 
"في المدن أو القرى التي يحتلها العناصر المسلحون، يقترح الجهاديون إضافة إلى كافة الجماعات المسلمة المتطرفة على المسيحيين إما الشهادة (المجاهرة بالإسلام) وإما الموت. وأحياناً، تُطلب فدية. إذاً، يتراوح الأمر بين الشهادة والفدية والموت. وبما أن إنكار إيمانهم مستحيل، يقاسون الاستشهاد. استشهاد بطريقة غير إنسانية، بعنف شديد غير مقبول. ففي معلولا على سبيل المثال، صلبوا شابين لأنهما لم يريدا المجاهرة بالإسلام. يقولون: "إذاً، تريدون أن تموتوا كما مات معلمكم الذي تؤمنون به. الخيار في يدكم، إما أن تجاهروا بالإسلام، إما تُصلبون". كلا، نفضل الصلب. هناك شاب صلب أمام أبيه الذي تعرض بدوره للقتل. ما حصل مثلاً في عبرا، في المنطقة الصناعية، في ريف دمشق. عند دخولهم إلى المدينة، بدأوا يقتلون الرجال والنساء والأطفال. وبعد المجزرة، كانوا يأخذون الرؤوس ويلعبون بها كما في لعبة كرة القدم. بالنسبة إلى النساء، كانوا يأخذون أطفالهن ويعلقونهم على الأشجار بحبل سرتهم. لحسن الحظ أن الرجاء والحياة أقوى من الموت. بعد فترة الهدوء واستعادة الجيش للمدينة، تقام قداديس لراحة الموتى وتزداد الصلوات.
 
وأمام هذه الأعمال الوحشية، كيف يتوصلون إلى عيش حياتهم اليومية؟
 
يتجهون إلى أماكن أكثر هدوءاً لأن المعارك تتركز في مناطق أو مدن معينة. يذهب الناس إلى مناطق أكثر هدوءاً، إما إلى أهل أو إلى أصدقاء. هناك نقص في المواد الغذائية. في بعض الأنحاء، توجد بعض الخضار لكنها غالية الثمن لأن كلفة المعيشة ارتفعت بنسبة 500% إن لم يكن أكثر. لا يزال بعض الناس يتقاضون راتباً زهيداً. ولا يزال بعض الموظفين يذهبون إلى مراكز عملهم على مسؤوليتهم. لا يعلمون إذا كانوا سيعودون أحياء أم لا لدى ذهابهم إلى عملهم. الأمر سيان بالنسبة إلى الشباب الذين يرتادون المدرسة أو الجامعة لأن بعض المؤسسات تستمر في العمل مع القادرين على الوصول إليها لكي لا يشعر الناس بأنهم ينتظرون الموت. لقد نشأ تضامن بين الناس. عند نقصان الوقود أو الغاز أو الكهرباء وحتى الخبز، يقرض الناس بعضهم البعض. أما الهم الأكبر فهو هم الأطفال.
 
كيف كان المسيحيون يعيشون قبل هذه الحرب؟
 
سوريا هي بلد علماني بكل ما للكلمة من معنى. كان التعايش سائداً بين المسيحيين والمسلمين. كانوا يتقبلون بعضهم البعض ويعيشون في البساطة. مع الأسف، وقعت الأحداث. في البداية، كانوا لا يزالون يدعمون بعضهم البعض. لغاية الآن أيضاً، يستمر تكاتف الأقلية المحايدة. يعيش الناس دوماً في الخوف والخشية. قبل هذه الأحداث، كانت الحياة جيدة. كانت هذه هي البلاد الوحيدة التي كان المسيحيون قادرين فيها على ممارسة دينهم والتحرك بحرية. الأمن الذي كان يعم البلاد لم يكن موجوداً في أي بلد مجاور. كانت الكنائس تساعد بعضها البعض، وكانت تقام أحياناً زياحات مشتركة بين الأرثوذكس والكاثوليك. المسيحيون كانوا مسيحيين بغض النظر عن الطائفة والمذهب. كان هناك فعلاً تفاهم استثنائي. مع الأسف، لم يعد الأمر كذلك حالياً. فقد غادر البلاد ثلثا المسيحيين، ولم يكن عدد المسيحيين أصلاً كبيراً. بعد التهديدات ومجزرة معلولا، قال المسيحيون: "سيأتي دورنا. فلننقذ الأطفال". على الرغم من نداءات البطاركة وبابا كنيستنا الذين كانوا يقولون "كلا، يجب عدم المغادرة. يجب البقاء هنا وتقديم الشهادة". لكن الذين يبقون هنا هم الذين لا يملكون الإمكانيات للمغادرة ويرفض منحهم تأشيرات.
 
ماذا عن عائلتك؟
دعوت أمي مرتين للمجيء إلى فرنسا، وإنما لم تمنح التأشيرة في المرتين. كما حاول أخواي على مثال أهل وجيران وأصدقاء آخرين المجيء، وإنما رفض منحهم التأشيرة. كيف تُقدم المساعدة لهؤلاء المسيحيين؟ لا تتم حمايتهم لأنهم يشعرون بأنهم مُهمَلون ولا يُسمح لهم بالمغادرة. الأشخاص الذي يبقون معرضون فعلاً للخطر. وما هي أسباب الرجاء رغم كل شيء؟ الرب لن يتخلى عنا. وسيكون هناك أصحاب نوايا حسنة كأولئك الذين لا يزالون يعملون ويسعون من أجل عودة السلام وتقديم الدعم والمساعدة والتحرك والشهادة للأخوّة على الرغم من السياسة. لا يزالون يصلون ويقولون "لا أحد يموت قبل أن تأتي ساعته". لكن بلادنا ستنهض وتعيد بناء ذاتها وستصبح من جديد أقوى مما كانت عليه في السابق. التضامن أقوى من قبل. وتعلقنا بالمسيح وبإيماننا سيكون أقوى.
 
ختاماً، هل تريدين إضافة شيء أو توجيه نداء؟
أوجه نداءً إلى الزعماء، بخاصة الفرنسيين منهم، لأنه لفرنسا تأثير قوي على الآخرين. أدعوهم إذاً إلى إعادة التفكير بحقوق الإنسان وبكرامة الإنسان. كما أقول مجدداً لجميع شركائي في الوطن أن هناك أشخاصاً يفكرون بهم ويصلون من أجلهم. بالتالي، يجب ألا يشعروا باليأس.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.