د. ميشيل فهمي
منذ ان بدأت الولايات الأمريكية المتحدة مع الصهيونية عام ٢٠٠٥ التخطيط لبدء ما يسمي ( بثورات الربيع العربي ) ببلدان إقليم الشرق الأوسط ، رداً علي ودرءً ومنعاً لما حدث لها في كارثة ١١ سبتمبر ٢٠٠١، وقد كانت أذرعتها الأخطبوطية في تنفيذ هذا المخطط هي ما أطلقوا عليه أنظمة ( الإسلام السياسي ) أي جماعات الإخوان المسلمون والسلفيون والجهاديون والحمساويون،وتفرعاتهم
وقد ظهر ذلك في بدايات ما يسمي بثورات. وهي في حقيقتها ( نكبات ) : تونس ومصر وسوريا وليبيا واليمن بأهداف تفتيت وتفكيك تلك الدول لتنفيذ مخطط ما سمي بالتقسيم الجديد لبلدان الشرق الأوسط ، ولا داعي لتكرار وشرح ما عشناه هنا في مصر منذ ( نكبة ) ٢٥ يناير وحتى اليوم ، وبعد ما هيئ للولايات الأمريكية المتحدة مع الصهيونية ان مصر قد دانت لهذا المخطط ووصل قمته بسيطرة أمريكا علي مصر ، بوضع الإرهابي الإخواني محمد مرسي عيسي العياط علي رأس حكم مصر هو وعصابات الإخوان والسلفيون.
سار تنفيذ المخطط الصهيوني الأمريكي لتمكين" الإسلام السياسي الإخواني السلفي"من مصر ، علي أقصي ما يرام ولمدة عام ، وهب الشعب المصري في ٣٠ يونيو لتصحيح الأوضاع التدميرية لبلاده ، وبتأييد من قواته المسلحة تم التصحيح في ٣ يوليو كما هو معروف للجميع .
وهذا هو بيت القصيد ، قامت أمريكا بحركة التفاف بارعة للقضاء علي هذه الصحوة الشعبية المصرية ، وقامت بحركة" كماشة" حولها ، مستعينة بإعادة نشر قواتها الأمريكية في مصر من : نخبة أو "نكبة " مثقفة ، إعلاميين ، شباب يدعون الثورية ، قوات المجتمع المدني وحقوق الإنسان"الأمريكي" الإخوان المسلمون والسلفيون ، ومرتزقة السياسيين ... الخ ، فكان ما كان من تكبيل رئاسة جمهورية مصر الوليدة بمستشارين أمريكيين رغم مصريتهم الورقية وإخوانيين من أمثال مصطفي حجازي ومحمد المسلماني وعصام حجي الذين ما يزال رئيس جمهورية مصر يصر اصراراًً شديداً مريباً علي الإبقاء عليهم يحيطون به ويديرون سياساته !
كما ظهرت البصمة الأمريكية الصهيونية بعودة الاستيلاء الفوري علي مصر في أعقاب حدث ٣ يوليو ٢٠١٣ واستدراك فقدان مرسي وبطانته في الحكم ، بإيداع عميلهم محمد مصطفي البرادعي ومساعديه في الحكم ، فتولي البرادعي نائب رئيس الجمهورية ، والعميل الأمريكي الكامن حازم الببلاوي في رئاسة الوزراء وأحيط بكوكبة من العملاء الأمريكان من الوزراء مثل : وزير التعليم العالي الذي حطم حتي اليوم التعليم العالي ، وفي وزارة الأعلام ، والكهرباء ، والري ، والخارجية..الخ.
رغم استبدال وإحلال م.إبراهيم ( مقلب ) بالبلاوي ، كل ذلك في إطار قوات امريكية إخوانية منتشرة في كافة المؤسسات والمرافق ومفاصل الدولة والإعلام بكافة وسائطه حتي الان ، دون اي إشارة حكومية ( مجلس الوزراء ) في مكافحتهم باستثناء فضيلة الدكتور وزير الأوقاف ، وقد تم نجاح السيطرة الأمريكية علي مصر في المستقبل ، بوضع وإقرار دستور ديمقراطية " ماكدونالدز" الأمريكي عن طريق عمرو موسي وشرذمة لا علاقة لها بأي دستور إلا "دستور يا أسيادي" ، .....كل ذلك في إطار بعد القوات المسلحة المصرية عن التدخل في الحياة السياسية المصرية
( وليست الحياة السيادية ) ، وقد رأينا ذلك في الزيارة الهامة التي تمت لأمريكا بمساندة ودعم" البنتاجون"من السيد / محمد فريد التهامي مدير المخابرات المصرية والاجتماع بجون كيري وما ترتب علي ذلك من نتائج ، وتراقب القوات المسلحة بعيني الصقر الموقف وتتدخل بصمت في المواقف الخطرة التي تهدد الوطن ، وهذا ما حمي مصر ، ويحمي مصر وسيحمي مصر ، كل هذا في إطار موقف شعبي عام يسيطر علي الشارع المصري بكامل اليقظة والانتباه لما وبما يحيط بالوطن .
وللخواطر بقية..