عرض / سامية عياد
أمر الرب يسوع أن تقدم باسمه ذبيحة ، وذلك فى سر الخبز والكأس أو سر الإفخارستيا ، قال اصنعوا هذا لذكرى ، نتذكر المسيح المصلوب المسفوك دمه والذى بذل ذاته على الصليب وقام من بين الأموات وهذا معنى كلمة أنا منسيس Anamnesis التى استخدمها السيد المسيح ، ونحن هنا نتذكر هذه الذبيحة لا كحدث حدث فى الماضى منذ ألفى عام ، بل ذبيحة حية حاضرة وذكرى فعالة.

يوضح لنا القس بيشوى حلمى كاهن كنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا معنى اصنعوا هذا لذكرى ، الذكرى هنا أى من نفس الشىء ولا مانع أبدا أن يكون الشىء تذكارا لنفسه ، مثلما أمر الله موسى النبى قديما أن يحتفظ الكهنة ببعض المن ويضعوه فى قسط فى تابوت العهد تذكارا للمن الذى أرسله لهم فى البرية أربعين عاما ، رغم أنه كان تذكارا إلا أنه كان منا حقيقيا ، يقول القديس بولس الرسول "فإنكم كلما أكلتم هذا الخبز وشربتم هذه الكأس تخبرون بموت الرب الى أن يجىء" ، فنحن نخبر بموت الرب لأن ذبيحة الصليب بجسد الرب ودمه تكون حاضرة بالفعل على المذبح ، الذكرى هنا حية .
وإذا راجعنا القداسات المستعملة فى كل الكنائس غربا وشرقا وهى قديمة جدا

نجدها تتفق فى صلواتها على التحول الى جسد حقيقى ودم حقيقى ، حيث جاء فى خولاجى الأسقف سرابيون (القرن الرابع الميلادى) فى استدعاء الروح القدس " يا إله الحق ليأت كلمتك القدوس على هذا الخبز ليصبح جسد الكلمة، وعلى هذه الكأس ليصبح دم الحق .." ، وجاء فى القداس الباسيلى " ليحل روحك القدوس على هذه القرابين الموضوعة ويطهرها وينقلها ويظهرها قدسا لقديسيك .. وهذا الخبز يجعله جسدا مقدسا له .. وهذا الكأس ايضا دما كريما للعهد الجديد الذى له" ، وهذا يدل على إيمان الكنيسة الجامعة الذى لم يتغير منذ الدهر وحتى الآن .

وعلى صعيد متصل يحدثنا القمص بنيامين المحرقى عن هدف سر الإفخارستيا ، الذى يتمثل فى اجتماع المؤمنين معا داخل الكنيسة للوحدانية ، لقد كانت غاية التجسد أن يجمع الله أبناء الله المتفرقين الى واحد ، وأكد السيد المسيح ذلك "أنا فيهم وأنتم فى ليكونوا مكملين الى واحد" ، فغاية اجتماع المؤمنين معا لا تكون لسبب غير كونها امتدادا لذبيحة الصليب التى هى عينها ذبيحة القيامة المقدسة ، وأى اجتماع لجماعة المؤمنين بعد القيامة لابد أن يكون هدفه الوحيد هو رؤية الرب.

حضور اثنين أو ثلاثة أحد شروط إقامة سر الإفخارستيا ليحققوا صورة جسد المسيح وعلامة على حضوره حسب قوله " لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمى فهناك أكون فى وسطهم " .