الأقباط متحدون - الأرمن بين الواجب الأخلاقي والالتزام السياسي
أخر تحديث ٠٠:١١ | الاربعاء ٣٠ ابريل ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٢ | العدد ٣١٧٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الأرمن بين الواجب الأخلاقي والالتزام السياسي

إبرام مقار
 المذبحة" او "المحرقة  او "الجريمة الكبري" ... جميعها عبارات استخدمها العالم لوصف ما حدث بحق الاقلية الارمنية المسيحية في تركيا علي يد الاتراك العثمانيين، والتي أحتفل العالم أجمع بذكراها  ال 99 في الرابع والعشرين من ابريل الماضي، تلك التي بدأت حين قام العثمانيون بجمع المئات من أهم الشخصيات الأرمنية في إسطنبول وتم اعدامهم في ساحات المدينة، مع أمر بقية العائلات الأرمينية بترك ممتلكاتهم والرحيل لمئات الأميال دون ماء او غذاء.

 جريمة "إبادة جماعية" نتج عنها مقتل ما بين مليون الي مليون ونصف شخص من الأرمن. وفظائع روتها شاهدة العيان العجوز الأرمينية "يوفينوج ساليبيان" والتي تجاوزت المائة عام من العمر لصحيفة "الإندبندنت" الإنجليزية الشهر الماضي ، و "ساليبيان" التي حظيت بالنجاة في بادئ الامر بسبب ارتباط والدها بمصالح تجارية مع اتراك قبل أن يتم ترحيلها قصراً بعيدأ عن عائلتها الي مدينة حلب، لتروي ما حدث للأرمن من القتل رمياً بالرصاص ، والطعن ، وقطع الرقاب ، وإرسال الاطفال نحو الغابات في شمال سوريا.

حيث كان يتم تجويعهم واغتصابهم بل وذبحهم. وروت "ساليبيان" عن صراخ الأطفال الذين اُقتيدوا حفاة الأقدام، وكيف كان الجنود الاتراك يضربونهم بالسياط لدفعهم للمغادرة.

ولدي العالم صور فوتوغرافية تشهد علي بشاعة تلك المذبحة، كتلك التي التقطها صحفي الماني ومحفوظة في ارشيف الفاتيكان ، لاُمهات ارمنيات صُلبوا عرايا علي يد الجنود الاتراك.

في العام المقبل يمر قرن من الزمان علي تلك الجريمة الإنسانية البشعة ومازال "دوغو برنتشك " و "رجب طيب اردوغان" وغيرهم من القيادات التركية يرفضان الاعتراف بجرائم السلطان التركي "عبد الحميد الثاني" والمسئول علي تلك الإبادة في هذا الوقت.

وكل ما يستطيعون فعله هو مغازلة الدول الاوربية من أجل حلم الانضمام للإتحاد الاوربي، لتظهر تصريحات هزلية مطاطة وعبارات لا تعبر عما حدث من الجانب التركي علي شاكلة "أن ترحيل الأرمن كان له تبعات غير انسانية" أو اكاذيب اردوغانية مثل "ان هناك قتلي من الجانبين" أو  "أن عدد القتلي 300 الف فقط".

وفي ظل إصرار علي عدم ذكر لفظ "إبادة جماعية"، بل وفي بلطجة سياسية تنتقد أي دولة تطالبها بالاعتراف بتلك الجريمة
ولان المبادئ لا تتغير فأن التاريخ يعيد نفسه بعد قرن من الزمان، فاردوغان الأن يدعم مجموعات دموية مقاتلة في سوريا، تفعل بالسوريين مثل ما فعلوه بالأرمن.

كذلك يمارس رئيس الوزراء التركي تدخلاً فجاً في الشأن الداخلي المصري ويدعم جماعة ارهابية تشاركه حلم عودة الخلافة مثل جماعة "الإخوان"، وهي جماعة لن تسلك سلوك مختلف في التعامل مع معارضيها عن تعامل العثمانيين مع الأرمن، انها فرصة مصر الأن ان تنظر لهذا الامر بعين سياسية دون الخضوع لأبتزاز ديني من قبل الاسلاميين في مصر، وأن تعترف بالإبادة الجماعية للأرمن علي يد الأتراك وخاصة أنها دولة شاهدة علي تلك الإبادة حيث كانت مصر ولاية عثمانية وقتئذ. أعتراف مصر بمذبحة الأرمن ومن خلال ثقلها السياسي العربي سيشجع دولاً عربية أخري علي الاعتراف بتلك المذبحة.

إعتراف مصر بتلك المذبحة سيكون المسمار الأخير في نعش الحلم التركي بالإنضمام الي الإتحاد الاوربي.
إعتراف مصر بالمذبحة الأرمنية سيكون بمثابة "الكارثة" بالنسبة لأنقرة - بحسب تعبير صحيفة مونيتور الأمريكية -  والتي ستضطر في حال ثبوت تلك الجريمة الي  دفع مليارات الدولارات الي الارمن.
إعتراف مصر بمذبحة الأرمن واجب "اخلاقي" تجاه الانسانية ، والتزام "سياسي" للرد علي دولة تتدخل بشكل سافر في شئوننا.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter