الأقباط متحدون - فخ زواج مصر من أمريكا
أخر تحديث ٠٠:١١ | الجمعة ٢ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٤ | العدد ٣١٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

"فخ زواج مصر من أمريكا"

نبيل فهمي
نبيل فهمي
بقلم : نعيم يوسف
إن الضجة التي أحدثتها تصريحات وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، حول العلاقات المصرية – الأمريكية، برز العديد من النقاط الهامة والأخطاء التي وقعت فيها الخارجية والمجتمع المصري بمثقفيه وإعلامييه في فخ دون أن يدري وأن يراجع الجميع بقية التفاصيل، ولكنه إنساق وراء دعاوى بطولية زائفة بإقالة وزير الخارجية، الذي كان له جهدا ملموسا وتقدما رائعا في العديد من الملفات الخارجية الأخرى. 
 
ويعد الخطأ الأبرز في هذه الأزمة هو إصدار الخارجية المصرية بيانا تنفي فيه هذه التصريحات، في الوقت الذي ردت فيه الإذاعة البريطانية – صاحبة الحوار – بالمقطع الذي قال فيه فهمي إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة تشبه علاقة الزواج. 
 
وسرعان ما خرج الإعلاميون والنخبة للمقارنة بين تصريحاته وبين تصريحات أمين عثمان وزير المالية عهد الإحتلال الإنجليزي والتي قال فيها إن العلاقة بين مصر وبريطانيا هي علاقة "زواج كاثوليكي" – أي لا يوجد به طلاق نهائيا – على الرغم من الإختلاف في الزمن وفي سياق الحديث نفسه، وبالتالي فتصعب المقارنة جدا، حيث ان العلاقة المصرية البريطانية التي تحدث عنها وزير الإحتلال تعني الإرتباط الدائم بين مصر وبريطانيا تحت إحتلالها ووصايتها وهو ما يعتبر "خيانة" للوطن حصد نتيجتها بالإغتيال فيما بعد. 
 
أما تصريحات نبيل فهمي فكانت تعني إن العلاقة بين مصر والولايات المتحدة مثل علاقة الزواج – منذ فترة طويلة – وأن هذه العلاقة "الجديدة" بعد الثلاثين من يونيو مبنية على أساس الإحترام المتبادل بين البلدين والمصالح المشتركة ويجب على واشنطن أن تتوقع أنه عند إختلاف المصالح بين البلدين فإن مصر سوف تعلي مصالحها ومصالح شعبها الوطنية على أي مصالح أخرى وأنها لن تقبل – مستقبلا – أي ضغوط خارجية من أي طرف، وأن سياساتها الخارجية تنطلق من تطلعات شعبها نحو مستقبل أفضل فقط، وهي تصريحات بالنظر إليها نجد أنها في غاية الوطنية والإخلاص، ولا يجب مقارنتها بموقف شخص أخر خائن. 
 
ولم ينفصل خطأ وزير الخارجية، الذي خانه التعبير، ووزارته، التي أصدرت بيان للنفي دون التدقيق وشرح الحقيقة، عن خطأ الإعلاميون الذين أرادوا صنع بطولة زائفة على حساب هذا الرجل الذي لم يدخر جهدا في الكثير من القضايا والعمل بشكل ناجح خلال الفترة الماضية، حيث طالبوا بسرعة بإقالته دون أن يشرحوا للناس باقي تصريحاته في الولايات المتحدة كيف كان شكلها، وذلك ببساطة لأنهم لو شرحوا كل لقاءاته وتصريحاته لعلم الجميع مدى وطنية الرجل وغفروا له خطأ التعبير، ولكنهم ساقوا الناس في طريق خطأ تماما، ولا يصب في النهاية – بالرغم من إفتراض حسن النية – إلا في مصلحة من يكرهون الوطن. 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter