الأقباط متحدون - أشلاء تفجير
أخر تحديث ٠١:٤١ | السبت ٣ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٥ | العدد ٣١٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

أشلاء تفجير

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

مينا ملاك عازر
استشهاد ثلاثة وإصابة تسعة نتيجة ثلاث تفجيرات، اثنين وقعا في جنوب سيناء، وواحد في ميدان المحكمة بمصر الجديدة، هذه هي حصيلة التفجيرات حتى هذه اللحظة التي أخط فيها هذه الكلمات التي أصيغ منها هذا المقال.

قد تضايقك وتزعجك هذه الأنباء كما هي أيضاً بالطبيعة تزعجني، فهي تزعج أي مصري وطني تجري في عروقه دماء مصرية خالصة نقية لاتعكرها سوائل إخوانية، وأفكار إرهابية، بيد أنك إن تأملت في تلك التفجيرات الثلاثة تستطيع أن تدرك أنها أشلاء تفجير، فحصيلة ثلاث تفجيرات حصيلة والحمد لله هزيلة بالمقارنة لتفجيرات إرهابية سابقة، تعدت المئات من القتلى

ما يعني نجاح العمليات التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة مشتركين ضد الإرهابيين، وانتقال العمليات لجنوب سيناء يعني بلا مراء أن الخناق قد ضاق تماماً على أولائك التكفيريين في شمال سيناء، مما دفعهم للانتقال إلى الجنوب، وأرجوك أن تنتبه إلى أمر هام أنهم في البداية انتقلوا خارج سيناء كلها بتفجيرات الدقهلية والقاهرة وغيرها لكن عودتهم لسيناء وانتقالهم لجنوبها لا يعني إلا أنهم تم لفظهم في محافظات مصر، ولم يعد أمامهم إلا الانتقال عبر الدروب الجبلية لمنطقة جنوب سيناء.

يستلفت نظري أيضاً، أنهم قاموا بتفجير ضد مدنيين يستقلون حافلة سياحية وذلك للمرة الثانية خلال الاونة الاخيرة، وبشكل غير معتاد  يدخل المدنيين دائرة تفجيرات الإرهابيين، ما يعني أنهم بدأوا في تنويعهم أو أنه ظرف طارئ، تفجير خاطئ لم يكن مقصود الحافلة ذاتها فقد تكون هناك حافلة جيش أو شرطة مقصودة بدلاً منها.

وأخيراً يستوقفني ويدهشني ويضحكني حتى الاستلقاء على ظهري، كون السيارة التي نقلت منفذي العمليتين في جنوب سيناء هي سيارة قديمة الطراز والموديل سيارة 132 غير معتاد استخدامها في مثل هذه الظروف، وهم المعتادين على استخدام سيارات فارهة- فور باي  فور- وحين ينزلون بمستواهم يصلوا للهيونداي فيرنا، أما مرحلة ال132 فهي مرحلة تنم عن فقر مضجع، وأن الدولة نجحت في تجفيف مصادرهم المالية لدعم أعمالهم التخريبية حتى أن السيارة المستخدمة غرزت في الرمال، فهي غير مؤهلة للسير في هذه البيئة الصحراوية لكن يبدو لفقر العملية والقائمين بها لجأوا لها، فلم يكن بيدهم سوى ذلك الاختيار فقير القيمة والإمكانيات.

أخيراً، ما تقدم من تحليل للأخبار السيئة هذه لا يدعوك للطمأنينة، فأنا لست خبير أمني وإنما فقط أنا أحلل شواهد ومعطيات نراها جميعاً لكنني فقط اتأمل فيها، وأقدم لك تحليلي الشخصي الذي قد يثبت خطأه، على كل حال لا أملك إلا أن أدعوك أن تشاركني دعواي لله أن يكون تحليلاً صحيحاً، وتكون هذه هي آخر التفجيرات التي تنال منها مصر، ويحفظ الله مصر وطناً وشعباً من شر هؤلاء المخربين الإرهابيين.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter