صبحى فؤاد
فجأة بلا مقدمات او مبررات اعلن " حسان البولكيا " - 67 سنة - سلطان دولة " برونى " التى تقع فى جنوب شرق اسيا البدء فى تطبيق احكام الشريعية الاسلامية على مواطنيه اعتبارا من يوم الخميس 1 مايو 2014.

واعتبارا من يوم الثلاثاء الماضى بدء بالفعل تنفيذ المرحلة الاولى من تطبيق احكام الشريعة الاسلامية فى هذه السلطنة الصغيرة التى يسكنها اقل من نصف مليون نسمة وتبلغ مساحتها 5765 كيلومتر مربع فقط .

وتتضمن المرحلة الاولى سجن اى مواطن يصدر عنه او عنها تصرف مسيىء او يفشل فى حضور صلاة الجمعة !!
اما المرحلة الثانية المتعلقة بتطبيق احكام الشريعة على من يسرق او يختلس او يغتصب او يزنى او يقوم باى عمل اجرامى فقد وعد سلطان البلد الصغير بتطبيقها فى اواخر العام وتشمل قطع الايادى والجلد والرجم بالحجارة حتى الموت.

وقد حاولت مثل غيرى ايجاد المبرر لكى يقوم حاكم سلطنة " برونى " بفرض احكام الشريعة الاسلامية على مواطنيه رغم اننا لم نسمع عن انتشار او زيادة حادة فى عدد الجرائم التى ترتكب هناك ..ورغم انه يوجد ما لايقل ربع السكان مسيحيين وبوذيين ومعتقدات اخرى فلم اجد مبررا واحدا اللهم الا اذا كان هدفه استخدام الدين الاسلامى لفرض المزيد من السيطرة والهيمنه على مواطنيه واسكات الاصوات المعارضة له بحجة الخروج على الدين وشرع الله وولى الامر اسوة بما يفعله حكام الدول الاسلامية شرقا وغربا مع مواطنيهم المساكين.

عموما ليس الامر فى تطبيق الشريعة او عدم تطبيقها ولكن المصيبة هى عندما يستخدم الحاكم الدين لشق وحدة ابناء الوطن واعطاء نفسه المزيد من السلطات والصلاحيات التى تجعل منه الها وتظهر من يعارضه كما لو انه يقف فى وجه تطبيق شرع الله او عدوا للاسلام ومن ثم يسهل التخلص منهم بسهوله .

وجدير بالذكر ان حاكم سلطنة " برونى " المسلم الذى يحكم منذ عام 1967 يملك فى حسابه الخاص 20 الف مليون دولار ( 20 بليون) ويعيش فى قصر مكون من 1788 حجرة وله ثلاثة زوجات و12 بنت وولد.

ومن المواقف التى تفضح مثل هذه العينة من الحكام الذين يتاجرون بالدين لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية انه فى احد الايام كان يلعب " البولو " فطلب حذاء جديد سرعان ما وصله بطائرة هيلوكوبتر خاصه بينما كان متواجدا على ارض الملعب!! وسؤالى هنا : ترى لو كان احد من مواطنيه فى حاجة عاجلة للذهاب الى قسم الطوارىء باحدى المستشفيات هل كان ارسل طائرة خاصة لنقله مثلما فعل مع حذاءه ؟؟

ومثال اخر بفضح التناقض واللعب بالدين بمعرفة هذا الحاكم مثل غيره من حكام الدول الاسلامية انه فى عام 1996 دفع 17 مليون دولار لمايكل جاكسون للغناء فى عيد ميلاده الخمسين بالاضافة الى مئات اخرى انفقت على الاحتفال نفسه.

فترى بعد فرض احكام الشريعة يوم الخميس الماضى على مواطنيه هل سوف يقوم بتطبيقها على نفسه وافراد اسرته وحاشيته ام انها سوف تكون فقط جاهزة عند الطلب لفرضها واستخدامها ضد معارضيه فقط ؟؟

على اى حال دعونا نسأل انفسنا بصراحة الاسئلة التالية :
هل تسمح شريعة الاسلام لحاكم اى بلد اسلامى بالتكويش على ثروات بلده واعتبارها ممتلكات خاصة له ولاسرته ؟
هل تسمح شريعة الاسلام لحاكم بامتلاك 20 بليون دولار فى حسابه الخاص فى نفس الوقت الذى يوجد ملايين من المسلمين يموتون من الجوع والعطش والفقر ؟

هل يسمح شرع ودين الاسلام لحاكم مثل سلطان سلطنة برونى بالعيش فى قصر مكون من 1788 حجرة بينما يوجد ملايين المسلمين يفترشون ارصفة الشوارع ولا يجدون فراشا ينامون عليه ؟
والسؤال الاهم من كل هذا هو لماذا حكام الدول التى يقال انها اسلامية دون غيرهم من حكام دول العالم هم الاكثر فسادا وديكتاتورية وفشلا واستغلالا للدين وتمسكا بالحكم؟

هذه الاسئلة قليل من الكثير عندما يوجهها لى الاخرين من اصحاب الاديان الاخرى لا اعرف صراحة كيف اجيب عليها بدون ان اصيب الاخرين بصدمة عصبية  او ابدو كما لو انى متعصبا دينيا ولذلك اتمنى ان يشاركنى اخوتنا المسلمين فى الاجابة عليها لعلنى افهم ماذا يدور فى بلاد المسلمين وسر التناقض والتخبط والتدهور الذى نراه جميعا يحدث امام عيونا واسماعنا فى بلادهم.