الأقباط متحدون - استنساخ عبدالناصر
أخر تحديث ٠٧:٤٣ | الأحد ٤ مايو ٢٠١٤ | برمودة ١٧٣٠ ش٢٦ | العدد ٣١٧٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

استنساخ عبدالناصر

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

بقلم  كريمة كمال
لا أعرف حقا لماذا يتم الزج بعبدالناصر فى المنافسة على الرئاسة الدائرة الآن، ولا أعرف لماذا يتصور البعض أن التشبه بعبدالناصر سوف يكسبهم أصوات من يرفعون صوره حتى الآن...

حاول البعض من مؤيدى السيسى أن يصفوه بعبدالناصر فقلنا قد يكون البعض فى حاجة لاستعادة الزعيم فى لحظات عصيبة وفارقة فى تاريخ الأمة، لكن ها هو حمدين صباحى طبقا لصحيفة «نيويورك تايمز» يصرح قائلا: «إنه ناصر العهد الجديد» وعلقت الجريدة على أن كلا منهما قد روج لتشابهه مع الزعيم الراحل «جمال عبدالناصر».

«أنا ناصر العهد الجديد» هل يمكن أن يتصور أحد أننا فى حاجة الآن لاستنساخ عبدالناصر ولماذا لا يجد أى مرشح فى نفسه الكفاية ليقدم نفسه بنفسه دون الاتكاء على أحد آخر.. فكرة الاتكاء نفسها تضعف كما أن فكرة الاستنساخ مرفوضة، ببساطة لأنها غير ممكنة قبل أن تكون مرفوضة فلا يمكن استنساخ زعيم دون استنساخ مرحلته التاريخية بكل ظروفها المحيطة محليا ودوليا..

فلا نحن فى نفس المرحلة ولا نحن فى احتياج لزعيم بقدر ما نحن فى حاجة لمن يملك رؤية واضحة لإدارة بلاد تمر بظروف اقتصادية صعبة إلى جانب تعرضها لإرهاب غير مسبوق بات يهددها فى كل لحظة.. والأخطر أنها تمر بمرحلة عدم استقرار نتيجة لقيام ثورتين متتاليتين فجرتا العديد من الآمال، والأحلام لم تتحقق بعد، مما ولد الكثير من الإحباط والتوجس مما هو قادم وما يمثله.

«عبدالناصر العهد الجديد» ما الذى يعنيه هذا؟.. هل هو انحياز لطبقة أم هو انحياز لاتجاه سياسى؟..هل معنى ذلك إعادة إنتاج ما قام به عبدالناصر من تأميم للأراضى والمصانع وإعادة توزيع الثروة بخمسة فدادين مثلا، خاصة وقد تحدث صباحى بالفعل عن عشرة آلاف جنيه لكل فقير وفدان لكل مواطن توزع على الفقراء فهل هذا ما تحتاجه مصر الآن؟ أم أن فى هذا تفتيتا للأرض الزراعية كما علق البعض؟..

إن هذا المثال للاستنساخ فى حد ذاته يؤكد أنه لايمكن استنساخ تجربة عبدالناصر وإعادة إنتاج أفعاله وقراراته لأنها لم تفلح فى حل أزمة مصر ولا أزمة الفقر فيها، إلا أنها فى ذلك الوقت أكدت على اتجاه الثورة للانحياز للفقراء بمثل هذه القرارات التى لا أعتقد أنا ولا يعتقد من يفقهون أكثر منى كثيرا فى الاقتصاد أنها كفيلة بحل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها مصر ولا أملك فهما ولا خبرة فى المجال الاقتصادى لكن يتبادر لى تساؤل بديهى

هل سيوزع صباحى الأرض الزراعية مفتتة وينحاز ضد الاستثمار فى الوقت الذى لاتجد فيه مصر حلا عاجلا لأزمتها سوى عبر مساهمة الأشقاء فى مشروعات استثمارية تضخ دماء فى شرايين الاقتصاد المسدودة؟ هل تفلح وصفة عبدالناصر الآن فى حالتنا الاقتصادية الراهنة أم أنه استغلال لورقة الفقراء والمحتاجين دون حل حقيقى لهم لأنك تحتاج أولا لحل أزمة مصر الاقتصادية ولم تكن مصر تمر بما نمر به الآن وقت أن أصدر عبدالناصر قراراته تلك فإن أفلحت وقتها فلا يمكن أن تفلح الآن. اتركوا عبدالناصر وتجربته وحدثونا عما تملكونه أنتم من رؤية لحالة مصر الآن فلن ينقذنا ولن ينقذكم عبدالناصر فلا الزمن زمنه ولا أنتم هو.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع