بقلم: أبونا بولس فؤاد
تتميز فترة الخمسين يوماً التالية للقيامة ببعض الخصائص التى إذا لم ينتبه المرء لها ، ربما يفقِد الكثير من روحانياته سواء التى كانت موجودة أصلاً ، أو التى إكتسبها فى فترة الصوم المقدس.
فى الصوم المقدس – إذا تمَّت ممارسته بطريقة روحية – يكتسب المرء بعض الفضائل ويتخلص من بعض الخطايا أو الأخطاء. فمثلاً قد يتعود شخص على قراءة الكتاب المقدس ، وقد يتخلَّص أحدهم من عادة التدخين .... وهكذا.
وتأتى فترة الخماسين بأحداثها ومناسباتها ، ( لا مطانيات ولا صوم أربعاء وجمعة ، وتكثر المناسبات : أكاليل وخطوبات وعزومات ... إلخ ) كل هذه الأشياء ، إذا لم يكن المرء حريصاً فى التعامل معها ، فقد يفقد الكثير من المكتسبات الروحية التى حصل عليها فى فترة الصوم.
فقد يؤجل أحدهم الصلاة لأنه عائد لتوِّه من حفل عشاء فى أحد الأكاليل ، وهو مُنهَك تماماً ( سواء من كثرة الأكل أو السهر ...... أو أشياء أخرى) ، وقد يعتاد ذلك من كثرة المناسبات ، وفى أقل من أسبوع يصبح من الصعب عليه إستعادة مستواه الروحى السابق.
وقد يتمادى أحدهم فى الأكل بدون ميزان ، فيصاب بزيادة فى الوزن أو أمراض فى المعدة أو القلب ، ويبدأ مشوار العلاج ، والذى قطعاً سوف يؤثر على حياته الروحية. فهذا يؤجل قانون روحى ، وآخر يلغى قانون ، وثالث يتحايل ليُقنِع نفسه أنه " تمام التمام" ، وهكذا.
لذلك ينبغى ياأخوتى أن نلتفت لهذا المُنعَطَف الخطير الذى يعاودنا فى كل عام يهاجم روحياتنا ليُنقِصها أو ليقضى عليها ، إذا جاز التعبير.
ليعطنا الرب أن نتبَّه لهذه الحيلة الشيطانية ولا نكون فريسة للجهل الروحى ولا يكون صومنا عادة وفرحنا عادة . إنها فرصة للنمو الروحى ومعرفة المسيح أكثر فأكثر.
لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وإلى الأبد آمين.