بقلم : مجدي جورج
قامت منظمة بوكو حرام الإرهابيه (والتي يعني اسمها التعليم الغربي حرام )باختطاف اكثر من مائتي طالبة في نيجيريا وذلك في شهر ابريل الماضي ثم قامت باختطاف ثمانية فتيات أخريات هذه الأيام ، وبدأت  هذه الجماعة المتطرفه إرهابها  والتي يقال ان لها صلات بالقاعدة في شمال نيجيريا  وامتد نشاطها الإرهابي الي دول الجوار كالكاميرون والنيجر وحتي افريقيا الوسطي . وارتكبت هذه المنظمة فظائع ومجازر كثيرة في نبجيربا ضد المسيحيين هناك من قتل وحرق  وتدمير للكنائس  وخطف للبشر .

ولكن المجتمع الدولي لم يهتم بكل هذا  الا عندما أعلنت هذه ألمنظمه الإرهابيه عزمها علي بيع هؤلاء الفتيات باعتبارهم سبايا حرب كما تقول الأدبيات المتطرفه التي يستندون اليها ، معلنين ان سعر الفتاة سيصل الي حوالي 9 دولار .

هنا وهنا فقط اهتم العالم اجمع فهذا العالم لم يهتم لعدد المجازر التي ارتكبتها هذه ألمنظمه ضد المواطنين العزل ولم يهتم لتدمير الكنائس علي راس من فيها ولم يهتم أيضاً حتي  بخطف هؤلاء الفتيات القاصرات لولا ان أعلنت بوكو حرام عزمها علي بيعهن كالرقيق في سوق النخاسه .

هنا نددت المنظمات الدوليه بالأمر . واستنكرته الأمم المتحده ، وأعلنت الولايات المتحده الامريكيه عن استعدادها لمساعدة الحكومة النيجيريه بل ان الأزهر قام باستنكار هذا الامر وطالب بالإفراج الفوري عنهن معلنا ان هذه الممارسات لا تمت للإسلام بصلة .

اهتز العالم شرقه وغربه بما فيه ازهرنا الشريف بمأساة هؤلاء الفتيات،  ولكن هذا العالم الذي يقولون عنه انه حر لم يرمش له جفن لا هو ولا ازهرنا الشريف وهو يتابع بآم عينيه مأساة خطف الفتيات القبطيات القصر والمستمرة منذ حوالي أربعين عاما .

فهـولاء القبطيات القصر يخطفن بأساليب ابالسه وشياطين من أساليب ترهيب وترغيب وتتم لهم عمليات غسيل مخ لا يتخيلها بشر من اجل اسلمتهن حيث يظن بعض إخوتنا في الوطن ان هذا العمل  الجبان الذي يشتت ويمزق  الكثير من الأسر يقربهم الي الله سبحانه وتعالي  .

ليس هذا فقط بل ان بعض هؤلاء القبطيات يتم بيعهن من فرد الي فرد اخر او الي جمعيه ما، فالفرد الذي يقوم بخطف الفتاه او اغوائها لو قام بالزواج بها فهو متأكد ان كافة متطلباته ستلبي من شقة وأثاث وكماليات  حيث ستقوم جهات ما بتوفيرها له .

وان لم بجد المختطف احدا يشتري بضاعته فإنه سيقوم بردها الي مصدرها اي مساومة أهلها علي إعادتها اليهم مقابل مبالغ ماليه طائله تبيع بعض الأسر الفقيرة كل أملاكها من اجل استعادة ابنتهم المختطفة .

العالم كله تدخل من اجل الفتيات النيجيريات المختطفات وهذا حسن ولكنه صامت وساكت ولن نقول راضي لان السكوت عندنا يعني الرضي علي مأساة القبطيات .
ازهرنا الشريف الذي استنكر ما حدث في نيجيريا وطالب بالإفراج الفوري عن الفتيات المختطفات هناك لم يكلف نفسه ان يفعل نفس الشئ مع القبطيات القاصرات المختطفات ، ازهرنا الشريف الذي قال ان أفعال بوكو حرام لا تمت للإسلام بصله لم يكلف خاطره ويقول ان خطف القاصرات القبطيات أيضاً لا يمت للإسلام بصله وانه مخالف لشرع الله ، ربما لان ازهرنا الشريف كان خائف من المتطرفين الذين كانوا مسيطرين علي الشارع ايام مبارك ومسيطرين علي الحكم بعد ثورة 25 يناير والخوف ان يتحالف جزء منهم مع الرئيس القادم فيستمر صمت الأزهر وتؤاطي الدوله في هذه القضيه الخطيرة.

مجدي جورج
باحث اقتصاد دولي . فرنسا