الأقباط متحدون - سامي جبرة ( 1892-1979) فى ذكرة الأمة القبطية!
أخر تحديث ١٩:٢٣ | السبت ١٠ مايو ٢٠١٤ | بشنس ١٧٣٠ ش٢ | العدد ٣١٨٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

سامي جبرة ( 1892-1979) فى ذكرة الأمة القبطية!

د.ماجد عزت إسرائيل

  ولد سامى جبرة في 24 أبريل 1892م فى مدينة أبنوب بمحافظة أسيوط جنوب مصر، لأسرة قبطية ميسورة الحال، تلقى تعليمه فى مدرسة الأمريكان ذات المحافظة،ثم سافـر إلى فرنسا لاستكمال دراسته فى القانون،فإلتحق بجامعة السوربون،وحصل على درجة الدكتوراه عام 1918م،وكان موضوعهـا"تاريـخ الملكية في مصر من العصور القديمـة حتي العصر العربي "،وفى أثناء وجــوده فى العاصمة الفرنسية"بــاريس" تعلـــق قـلبه بدراسة الآثار وعلومها،وخاصة وأن مصر تمتلك الكثير من آثار العالم.

   ومن أجل تحقيق حلمه إلتحق بمعهد المعلمين للآثار الذى أنشائه "أحمد باشا كمال"،ثم  سافر إلى إنجلترا لدراسة الفنون والآثار فإلتحق بجامعة ليفربول وحصل على دراسات عليا فى الآثار،كان موضوعها " العدالة عند قـدماء المصريين"،بعدها سافر إلى فرنسا وواصل دراسته للآثار بجامعة السوربون؛وحصل على درجة الدكتوراه وكان عنوانها" مجلس الأعيان عند قدماء المصريين ".

   وفى عام 1928م بدأ  "سامى جبرة" حيـاته العملية فى مصر،حيث عمل أميناً للمتحف المصرى،ثم عيين مدرساً ثم أستاذاً بجامعة فؤاد الأول(جامعة القاهرة حالياً)،وتولى بعد    ذلك عمـــيداً لمعــهد الآثار المصرية،وكان عضواً ثم وكــيلاً للمجمع العلمى بالقاهـــرة، وشارك مع "مريت غالى" فى عام 1934م فى تأسيس "جمعية الآثـــار القبطية"،وأيضًا فى تأسيس "معهد الدراسات القبطية" مع كوكبة من علماء الأقباط ومنهم الدكتور"عـزيز سوريال عطية" والدكتور"مراد كامل"،وقام " سامى جــبرة " بالتدريس بالمـعهد وتولى عمــيداً لها،و 1954م عمـل أســتاذاً زائــراً فيما بين(1953-1955م) بجامعة شيــكاغوا بالولايات المتحدة الأمريكية.

   وإليه يرجع الفضل فى العديد من الأكتشافات الآثرية وأنقاذها من الأندثار، ونـذكر هنا على سبيل المثال وليس الحصر ففى عام 1929م  قـام بالعديد من الحفائر فى منطقة دير تاسا جنوب محافظة أسيوط، فاكتشف عديد من الآثــار لعصر ما قبل الأسرات،وفى عام 1931م وبالتعاون مع عميد كلية الآداب جامعة القاهرة الدكتور"طـــة حسين" ماديــاً،فى منطقة "تـــونة الجـــبل" حيث تم أكتشاف آثار الأشمـــونيين ومنها مدينة كاملــة المعالم، بالإضافة إلى العديد من النقوش و البرديات  والوثائق باللغة الهيروغليفية والديموطيقية

خاصة بالإله"تحــوت" وهى التى توصلت إلى أن فــكرة "الـتوحيـد" كانت قبل أخناتون، وفى عام 1957م قــام بعمل حفائر استمرت أكثر من في منطقـة المــطرية وعين شمس شرق القــاهرة، ودهشور بجنوب محافظة الجيزة.

  وترك للمكتبة العربية والعالمية العديد من المؤلفات والدراسات الآثرية، نذكر منها "فى رحاب المعبود توت" وهى تتضمن سلسلة اكتشفاته ودراسته فى منطقة "تــونة الجـــبل" وصدرت باللغــة الفرنسيـة"،وتم ترجمته للغة العربية،وفى 1971م صدرت عن الهـــيئة المصرية العامة للكتاب،بالإضافـــة للعــديد من المقـــالات والبحث فى المجلات المحليـة والدولية.

 ولنبوغه فى مجال الدراسات الآثرية كرمته الدولة المصرية فمنحه الرئيس "محمد أنور السادات " فى عام 1974م جـــائز الدولة التقـــديرية،وفى 14 ينـاير 2011م،تم تكريمه بمناسبة "عيد الآثريين الخامس" ولــقب بـ " شيخ الآثريين وعمـيد الـــدراسات الآثـرية المصرية".

  ظل الدكتور "سامى جبرة" يعمل فى خدمة وطنه الغالى مصر،حتى رحل عن عالمناً الفانى فى 9 مايو 1979م،نيح الله نفسه بين أحضان القديسين. 

(الملك فاروق الأول وسامى جبرة)


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter